هويدا سليت بيطار

لغة الضاد، لغة الحضارة والعلوم، لغة أعظم الفلاسفة والشعراء، لغة القرآن الكريم. إنها اللغة التي قال عنها إبن الأثير "سيدة اللغات".
الغرب طور علومه وحضارته من هذه اللغة عبر الترجمة وأصبح سيد لغته. أمّا نحنُ أسياد اللغة العربية فأصبح هاجسنا ان نحافظ على بقائِها في مجالسنا٠ لغتُنا هي انتماؤنا،  لغتُنا  هي عروبتنا،  لكن ما قيمة العروبة اذا اندثرت هذه اللغة على مر العصور؟
اندثارها، يعني اندثار الحضارة واندثار القيم  واندثار المجتمع.
اللغة العربية لا تحتاج الى مفردات أجنبية لتُعبِّر عن فحواها. باتت لغة التخاطب في بعض الدول العربية ولاسيما منها لبنان (فرنكو - آراب ). لبنان معروف بتعدد ثقافاته ولغاته وهذا شيء نفتخر به. لكن وصلت بنا الأمور الى التخاطب مع أولادنا في سن مبكرة باللغة الأجنبية متناسين أصلنا وفصلنا كأنها شي من المباهاة متجاهلين لغتنا الأم. بات الجيل الصاعد من فئات عمرية مختلفة لا ينطقون إلا بالأجنبية ولا قيمة عندهم للغة العربية. لم أرَ اجنبياً يخاطب أجنبياً باللغة العربية حتى لو كان متمكناً منها. واذا ما تحدثنا عن الدراما اللبنانية، فأصبح السيناريو في اكثرية المسلسلات مُطَعِّماً بالمفردات الأجنبية بشكل مبتذل، ولا نعلم ما الهدف من ذلك؟
لهذا، على وزراتي التربية والثقافة والأهل والمدارس أن يكون لهم دور فعال في الأضاءةِ على أهمية اللغة العربية لانها كانت ولا تزال وستظل سيدة اللغات.