تُزهر بعد الغياب

شذا حجازي
لكلٍّ منّا أوقاته الخاصة، تلك اللحظات التي يختبئ فيها ولا ينظر إلى أحد. يكون في حجرته وحيداً، بعيداً عن الجميع. كثيرون يرون هذا الموضوع فظّاً، لكنه في الحقيقة جميل. ليس كل من يأخذ خطوة إلى الخلف يصبح ضعيفاً، بل إنه يُحضِّر لأشياء أفضل، أمتع، أحلى، بلهجتنا. كل المواضيع الضئيلة التي تدور في ذهنك ستزول يوماً ولن تبقى. في بعض الأحيان، تحصل من الكون، ومنا من يعمل بكل جهده نحو الحقيقة التي يريدها. كل من يفكر، كل من يتحدث، كل من لا يتحدث، له الحق أن يزهر كالوردة في الحياة.
فإن فكرنا بها بشكل عام وحساس، نحن كالورد: نُخلق في بيئة معينة، مع عائلتنا، ونبني أصدقاء، منهم من يبقى، ومنهم من لا يبقى. المهم أننا كنا نبني حياتنا بشكل متدرج، حتى مع الأخطاء، فالأخطاء تخلق من الشخص شخصاً، ولا تعني نهاية الكون، بل بداية جديدة. لكل نهاية بداية جيدة، وإنني على يقين أن معظم الناس اختبروا هذا الموضوع. وإنما قريباً، سيكون هذا مصير بعض الأشخاص، سيزهرون قريباً كالورد الجميل، ليفوح شذى هذا الورد ويتمتع بالحياة التي خُلِقت لهذا الإنسان.
فالرسالة هي ألّا تيأس إن توقفت حياتك على خطأ معيّن، فكن على يقين أن الأمور ستتدبر بأي شكل كان. غيابك وخوفك لن يضيّعا تعب السنين، وإن قلب الحياة ونبضها ينبعان من كل إنسان يعمل نحو ما يفيده ويفيد المجتمع، أي أن يكون له دور يفيد الكون. إذًا، أكمل ما يجب أن تُكمِله، ولا تُضيّع وقتك، لأنه ملكٌ غني. الغياب ليس النهاية، بل البداية لتزهر من جديد.