لماذا "لقاء اللبنانيين الشيعة"؟

* السيد محمد الأمين - منسق عام لقاء اللبنانيين الشيعة
نحن أبناء الطائفة الشيعية في لبنان، نرى أنفسنا أوّلًا وآخرًا لبنانيين. لم نكن يومًا نبحث عن تصنيفات مذهبية أو طائفية لنعرف أنفسنا أو ننتمي إلى هذا الوطن. الانفتاح على الجميع والتعاطي مع الآخر بوطنية وإنسانية هو من صميم تربيتنا وثقافتنا، وهو ما نؤمن به ونسير عليه.
لكن للأسف، ما هو بديهي بالنسبة لنا، ليس بديهيًا عند الآخرين. الأحزاب والمكوّنات السياسية في البلد لا تتعامل معنا على هذا الأساس، بل تُصرّ على حصر تمثيلنا ضمن إطار ضيّق، فتهمّش أصواتنا، وتختزل تنوّعنا، وتقصينا من الشأن العام. كل ذلك لأنهم يتعاملون مع "الثنائي الشيعي" كممثل وحيد وحصري للطائفة، وكأن الشيعة كتلة صمّاء بلا رأي ولا تنوّع ولا حوار.
من هنا، كانت تسمية "لقاء اللبنانيين الشيعة" ردًّا واعيًا ومسؤولًا على هذا الاختزال. هي تأكيد على لبنانية الطائفة، لا خروج عنها. بل دفاعٌ عنها بعدما بات لزامًا علينا أن نرفع صوتنا للحفاظ على هذه الهوية، التي أُريد لها أن تُصادَر باسم مشاريع لا تمثّلنا.
لقد سُلِب صوت الطائفة تحت عناوين "المرشح الشيعي"، و"الوزير الشيعي"، و"المدير العام الشيعي" والمستشار الشيعي وكلها تسميات تُدار من قبل ثنائي سياسي يحتكر التمثيل، ويمنع ظهور أي صوت آخر من داخل الطائفة، حتى ولو كان وطنيًا بامتياز.
"لقاء اللبنانيين الشيعة" ليس مرتهناً عند أحد ولن يكون معبراً ولا منصة لأي جهة وشخصية سياسية بل مساحة حرة للتعبير عن موقف وطني صريح، من قلب الطائفة، لا على هامشها. موقف يرفض أن تتحوّل الطائفة إلى رهينة لمشروع خارجي، أو إلى ساحة حصرية لسلاح لا شرعي، بات عبئًا ثقيلًا على أبنائها، بدل أن يكون ضمانة لهم.
نحن نؤمن أن قوّة لبنان لا تكون إلا من خلال دولته، بمؤسساتها الشرعية، وسيادة قانونها، وقرارها الوطني الحر. ونرفض أن تُختزل هويتنا في أي تنظيم عسكري أو ولاء يتجاوز الدولة. مرجعيتنا الوحيدة هي الدولة اللبنانية، ولا شرعية لأي سلاح أو جهة تتجاوز سلطتها.
إن الطائفة الشيعية كانت وستبقى طائفة وطنية أصيلة، شريكة في بناء الدولة، وفاعلة في حاضرها ومستقبلها. لا يجوز لأي طرف أن يحتكر تمثيلها، أو يصادر قرارها، أو يمنع عنها تنوّعها وطاقاتها.
لهذا، نقولها بوضوح:
نحن شيعة لبنان، لسنا حكرًا على أحد. نحن أبناء هذه الأرض، أبناء مشروع الدولة، لا مشاريع الميليشيا. نريد لوطننا السلام والاستقرار، ولطائفتنا الكرامة والحرية، لا أن نُستعمل وقودًا في حروب لا تشبهنا، ولا تعبّر عن قناعاتنا.
وندعو بصدق ووضوح، القيادات السياسية والدينية إلى مراجعة شجاعة، إلى عودة إلى ضمير الوطن، إلى لغة الحوار، لا الاستقواء. كفى انحدارًا. كفى تهميشًا. كفى ارتهانًا.
لقد آن الأوان لنقول:
لبنان وطننا النهائي.
الدولة مرجعيتنا الوحيدة.
وسنبقى شيعة لبنان الأحرار، أبناء هذه الأرض، الحريصين على كرامة طائفتنا، وعلى وحدة وطننا، لا يتقدّمنا إلّا مشروع الدولة، ولا يحكمنا إلّا الدستور والقانون.