منبر
06-06-2025 | 09:51
من قلب أمٍّ إلى ابنها في الغربة: حكاية وطنٍ يُولد من جديد (رسالة ام لابنها في لبنان 2030)
الى ابني، وفلذة كبدي،أبعث إليك بتحياتي من قلبٍ التاع اشتياقاً، وذاب شوقاً، قلبٌ أضاع نبضه فبحث عنك لتعيده فلم يجدك...

الى ابني، وفلذة كبدي
سارة ملاعب
الى ابني، وفلذة كبدي،
أبعث إليك بتحياتي من قلبٍ التاع اشتياقاً، وذاب شوقاً، قلبٌ أضاع نبضه فبحث عنك لتعيده فلم يجدك...
أكتب لك اليوم ليس اشتياقاً فحسب، بل أحمل في جعبتي أخباراً تضخ الأمل في وطنٍ خيم عليه اليأس واحاطه الحزن من كل جانب وزاوية.
فيا صغيري،
أعرف أنك لم تتركني بطيب خاطرك، بل يأساً مما رأيته من مستقبل ضائع وغدٍ خادع... فما كان أمامك سوى أن تختار الرحيل بعيداً عن هذا الوطن الّذي أملت أن يكون لك ولنا مكاناً للعيش بسلام وأمان. وعلى رغم أن هذا القرار لم يكن سهلاً عليك، ولا على قلب أمك التي عاشت سنوات من الصبر والانتظار...
أعلم اأك كنت ترى الأمل بدأ يذوب شيئاً فشيئاً، وأن الوعود التي طالما سمعتها لم تتحقق على أرض الواقع... فكان المستقبل ضبابياً، ممرّه صعب تتخلله الاشواك، وكان القرار بالابتعاد الوسيلة الوحيدة التي وجدتها لتبحث عن حياة أفضل، بعيداً من هذه الهموم التي جعلت الوطن يشبه مدينة أشباح في عيون الكثيرين.
ما سأكتبه اليوم ليس سهل التصديق، لكنه حقيقة... حقيقة جميلة تغلبت على كل الاحتمالات، وكل الصعاب، وكل ما ظنناه مستحيلاً...
فالوطن الّذي تمسكتْ به أمك وآمنت بالبقاء فيه، يردّ اليوم لها ولكل اللبنانيين ثمن العذاب الذي مزّق قلوبهم وشتّت تفكيرهم...
يردّه بصوت العدالة، ببصيص أمل، وبحقٍّ استُعيد بعد طول غياب… وكأنّه يقول: "لم أنسَكم يا ابنائي، وإن تأخّرتُ عليكم، فأتيتكم اليوم لأمسح بعض الآلام ولأرسم طريق أحلامكم بألوان الفرح الّتي غابت عنكم كثيراً...".
فبعد سنواتٍ من الحروب والدمار والصعاب، يعود وطننا ليمنح الفرص لمن أضاعها، والفرح لمن حُرِمَ منه، والأمل لمن يئس... ولربما لن يعيد... لن يعيدَ من مات، ولا ما مضى من سنوات... فالأم لن تستعيد إبنها الذي خطفه الانفجار، والأب لن يعود ليشاهد مرحلة نمو أطفاله بعد أن جرفه نهر السّفر، وحرقة الرّجل الّذي سافر شاباً وعاد مسنّاً فخسر أمواله وجنى عمره؛ لكنّه يلوّح بأمل من جديد، وبوطن عنيد وبغدٍ سعيد. ويحاول أن يعتذر، أن يُرمم شيئًا من الانكسار، ويعيد إلينا الإيمان بأن شيئاً جميلاً ولد من تحت الركام والدمار.
وكأننا نحيّ حلماً طال انتظاره، حلماً بنيناه حجراً فوق حجرٍ، فأصبح حقيقة.
عُد، يا ولدي، لا لأجلي، بل من أجل جذورك ولتحمل هويتك ولتفتخر بأرضك... وتذكر، يا حبيبي، أن هذا الوطن هو وطنك، وهذه الأرض هي ىالّتي تحتويك مهما ابتعدت عنها... وإن كانت الدموع غمرتك في الماضي، فالفرح ينتظرك ليسكن قلبك...
تنتهي.
فيا بُني،
إنها هي، دعوات الأمهات التي لم تذهب هباء،
ودماء الشهداء الّتي لم تضِع سدى،
ونداءات الأطفال الّتي اخترقت السّحاب،
ومطالب الشّباب الّتي كانت للحرية الباب،
وصلوات اللبنانيين هي الّتي أنقذتنا من العذاب...
و من رحم الصّبر وُلد أمل جديد، وحلمٌ واحد ينتظرنا جميعاً، اسمه لبنان...
يا فلذة كبدي،
لا أناديك من حسرة قلبي ونغصته على غيابك وحسب، بل إيمانًا مني بأن صفحة بيضاء تنتظرك هنا لتكتب عليها أيامًا ملونة ولتنقش على أوراقها عبارات الحب والجمال والإبداع...
هذا هو لبنان الّذي لطالما حلمنا به، هذا هو الوطن الّذي خرج من تحت الرّكام، وصلّى وآمن حتى وصل إلى السّلام... ومن الرّكام عُمرت بيوت، وأُنعشت قلوب، وأُفرح أطفال، ورُسمت للأم ابتسامة أمل بعودة أولادها المغتربين... كما عاد الأمل إلى قلبي، وأضاءت عيناي اللتان أطفأتهما الدموع، تلك الدموع الّتي تعثرت بها في كل مكان تخيلتك فيه... والأكثر ألماً أنني كنت أتخيلك في كل مكان...
و تعال، تعال لأسرق منك حضناً، لأختبئ في دفء قلبك وأختبئ في أحضانك الّتي لطالما حلمت بها. تعال لأسرق لحظاتٍ معك، لأعانقك وأشبع من رؤيتك... تعال لأعيش معك لحظات الفرح الّتي لطالما كنت أترقبها، تعال أشم عطرك الّذي لا يشبه أحداً، وأغرق في تفاصيلك الّتي لا تفارق ذاكرتي. لكنني سأظل هنا، أنتظرك بأمل، وبقلب لا يعرف الفراق...
وصيتي لك أن لا تنسى وطنك إطلاقاً، مهما تباعدت الطرق أو تعثرت الأوقات. كن له كما هو لك، بقلب مخلص وعينين مؤمنتين. فلا تدع المشاغل تجرفك بعيداً عن ترابه الّذي يحمل دماء الأجداد وأحلام الأجيال.
مع كل الحب،
والدتك
الى ابني، وفلذة كبدي،
أبعث إليك بتحياتي من قلبٍ التاع اشتياقاً، وذاب شوقاً، قلبٌ أضاع نبضه فبحث عنك لتعيده فلم يجدك...
أكتب لك اليوم ليس اشتياقاً فحسب، بل أحمل في جعبتي أخباراً تضخ الأمل في وطنٍ خيم عليه اليأس واحاطه الحزن من كل جانب وزاوية.
فيا صغيري،
أعرف أنك لم تتركني بطيب خاطرك، بل يأساً مما رأيته من مستقبل ضائع وغدٍ خادع... فما كان أمامك سوى أن تختار الرحيل بعيداً عن هذا الوطن الّذي أملت أن يكون لك ولنا مكاناً للعيش بسلام وأمان. وعلى رغم أن هذا القرار لم يكن سهلاً عليك، ولا على قلب أمك التي عاشت سنوات من الصبر والانتظار...
أعلم اأك كنت ترى الأمل بدأ يذوب شيئاً فشيئاً، وأن الوعود التي طالما سمعتها لم تتحقق على أرض الواقع... فكان المستقبل ضبابياً، ممرّه صعب تتخلله الاشواك، وكان القرار بالابتعاد الوسيلة الوحيدة التي وجدتها لتبحث عن حياة أفضل، بعيداً من هذه الهموم التي جعلت الوطن يشبه مدينة أشباح في عيون الكثيرين.
ما سأكتبه اليوم ليس سهل التصديق، لكنه حقيقة... حقيقة جميلة تغلبت على كل الاحتمالات، وكل الصعاب، وكل ما ظنناه مستحيلاً...
فالوطن الّذي تمسكتْ به أمك وآمنت بالبقاء فيه، يردّ اليوم لها ولكل اللبنانيين ثمن العذاب الذي مزّق قلوبهم وشتّت تفكيرهم...
يردّه بصوت العدالة، ببصيص أمل، وبحقٍّ استُعيد بعد طول غياب… وكأنّه يقول: "لم أنسَكم يا ابنائي، وإن تأخّرتُ عليكم، فأتيتكم اليوم لأمسح بعض الآلام ولأرسم طريق أحلامكم بألوان الفرح الّتي غابت عنكم كثيراً...".
فبعد سنواتٍ من الحروب والدمار والصعاب، يعود وطننا ليمنح الفرص لمن أضاعها، والفرح لمن حُرِمَ منه، والأمل لمن يئس... ولربما لن يعيد... لن يعيدَ من مات، ولا ما مضى من سنوات... فالأم لن تستعيد إبنها الذي خطفه الانفجار، والأب لن يعود ليشاهد مرحلة نمو أطفاله بعد أن جرفه نهر السّفر، وحرقة الرّجل الّذي سافر شاباً وعاد مسنّاً فخسر أمواله وجنى عمره؛ لكنّه يلوّح بأمل من جديد، وبوطن عنيد وبغدٍ سعيد. ويحاول أن يعتذر، أن يُرمم شيئًا من الانكسار، ويعيد إلينا الإيمان بأن شيئاً جميلاً ولد من تحت الركام والدمار.
وكأننا نحيّ حلماً طال انتظاره، حلماً بنيناه حجراً فوق حجرٍ، فأصبح حقيقة.
عُد، يا ولدي، لا لأجلي، بل من أجل جذورك ولتحمل هويتك ولتفتخر بأرضك... وتذكر، يا حبيبي، أن هذا الوطن هو وطنك، وهذه الأرض هي ىالّتي تحتويك مهما ابتعدت عنها... وإن كانت الدموع غمرتك في الماضي، فالفرح ينتظرك ليسكن قلبك...
تنتهي.
فيا بُني،
إنها هي، دعوات الأمهات التي لم تذهب هباء،
ودماء الشهداء الّتي لم تضِع سدى،
ونداءات الأطفال الّتي اخترقت السّحاب،
ومطالب الشّباب الّتي كانت للحرية الباب،
وصلوات اللبنانيين هي الّتي أنقذتنا من العذاب...
و من رحم الصّبر وُلد أمل جديد، وحلمٌ واحد ينتظرنا جميعاً، اسمه لبنان...
يا فلذة كبدي،
لا أناديك من حسرة قلبي ونغصته على غيابك وحسب، بل إيمانًا مني بأن صفحة بيضاء تنتظرك هنا لتكتب عليها أيامًا ملونة ولتنقش على أوراقها عبارات الحب والجمال والإبداع...
هذا هو لبنان الّذي لطالما حلمنا به، هذا هو الوطن الّذي خرج من تحت الرّكام، وصلّى وآمن حتى وصل إلى السّلام... ومن الرّكام عُمرت بيوت، وأُنعشت قلوب، وأُفرح أطفال، ورُسمت للأم ابتسامة أمل بعودة أولادها المغتربين... كما عاد الأمل إلى قلبي، وأضاءت عيناي اللتان أطفأتهما الدموع، تلك الدموع الّتي تعثرت بها في كل مكان تخيلتك فيه... والأكثر ألماً أنني كنت أتخيلك في كل مكان...
و تعال، تعال لأسرق منك حضناً، لأختبئ في دفء قلبك وأختبئ في أحضانك الّتي لطالما حلمت بها. تعال لأسرق لحظاتٍ معك، لأعانقك وأشبع من رؤيتك... تعال لأعيش معك لحظات الفرح الّتي لطالما كنت أترقبها، تعال أشم عطرك الّذي لا يشبه أحداً، وأغرق في تفاصيلك الّتي لا تفارق ذاكرتي. لكنني سأظل هنا، أنتظرك بأمل، وبقلب لا يعرف الفراق...
وصيتي لك أن لا تنسى وطنك إطلاقاً، مهما تباعدت الطرق أو تعثرت الأوقات. كن له كما هو لك، بقلب مخلص وعينين مؤمنتين. فلا تدع المشاغل تجرفك بعيداً عن ترابه الّذي يحمل دماء الأجداد وأحلام الأجيال.
مع كل الحب،
والدتك
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
المشرق-العربي
10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال
10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
لبنان
10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".
لبنان
10/7/2025 1:21:00 PM
النائب رازي الحاج: ابتزاز علني لأهل المتن وكسروان وبيروت