سارة ملاعب

ازرع خطوتك الأولى… ولو في أرضٍ مجهولة...
نبحث عنها كثيرًا… ننتظر لحظة الإلهام، نخاف من أول خطوة، لكنها وحدها مفتاح الطريق نحو ما نسمّيه "النجاح". أحيانًا نُرهق قبل أن نبدأ، نشعر بالضياع، بالتعب، وكأن كل شيء يعاكس رغباتنا، لكن الحقيقة؟ كل شيء يعمل لصالحنا… حين نملك الجرأة على الفهم لا الهروب. البداية هي لحظة مصيرية، تقف بينك وبين ما تحلم به… بين التردّد والانطلاقة، بين الخوف والإقدام، بين قلبٍ يتردّد وعقلٍ يعرف أنّ الانتظار لن يغيّر شيئًا. هي الخطوة الأصعب، لأنها تقتضي شجاعة لا تُعلَن، بل تُمارَس. نرسم منها أحلامنا، دون أن نضمن الطريق، دون أن نعرف إن كان النور سيشرق… لكننا نبدأ، لأن السكون أصعب من المجهول.
نخاف من البدء لأننا نبحث عن الكمال… عن ظروف مثالية لا تأتي، عن يقينٍ لا يُخلق إلا في منتصف التجربة. لكن من قال إن الكمال موجود أصلًا؟ لا يوجد كمال في الحياة… فقط سعي، فقط اجتهاد، فقط خطوات صغيرة تُراكم لتُنتج المعجزات. البداية لا تعني المعرفة بكل شيء، بل الرغبة في أن تتعلّم كل شيء.
هي الإيمان بنفسك وسط عاصفة شكوك، وهي إشعال شمعة أمل في أشدّ اللحظات ظلمة. أن تبدأ… يعني أنك رفضت الجمود، وأنك آمنت بأنك تستحقّ أكثر.
اخشى أن تبقى في مكانك، أن تمرّ الأيام وأنت تنتظر توقيتًا لن يأتي.
ازرع خطوتك الأولى… ولو في أرضٍ مجهولة. فكلّ خطوة هي بذرة، وكلّ تردّد هو عُقم.