بين الصلب والقيامة... قصة حب

الاب فادي سميا
في زمنٍ يركض فيه الإنسان وراء كل شيء إلّا الحب، تقف لنا أحداث الصلب والقيامة كصرخةٍ في وجه النسيان، كأنّها تقول لنا: "قفوا لحظة، هنا وُلد الحبّ الحقيقي، هنا تفتّحت الحياة من بين جراحٍ وثلاثة مسامير".
الناس عادةً تقرأ الصلب كقصة ألم، وتقرأ القيامة كانتصار. لكن بين هاتين المحطّتين، هناك خيط رفيع، ناعم وقوي، اسمه "الحب".
حبّ حمل الصليب لا بمرارة، بل بحرية.
حبّ قبل الموت كي يعطي الحياة.
حبّ غفر للذين صلبوه، قبل أن يسألوا الغفران.
حبّ لم ينتظر المقابل، ولم يشترط شيئًا.
القيامة لم تكن مجرّد نهاية سعيدة لقصة حزينة. القيامة هي بداية عهد جديد، عهد تُقاس فيه القوّة بمدى القدرة على الغفران، وتُقاس فيه الحياة بعمق الحب الذي فينا.
في صمت القبر ووجع الجمعة العظيمة، تعلّمنا أنّ الحب لا يهرب أمام الألم، بل يدخل فيه ليحوّله إلى فجر جديد.
وفي صباح القيامة، تعلّمنا أنّ من يحبّ حتى الموت، لا يعرف نهاية، بل يكون هو البداية.
فيا من تبحث عن الحبّ في العلاقات، أو في الإنجازات، أو حتى في العزلة… تعال واقرأ من جديد هذه القصة.
قصة بدأت بخشبة، واكتملت بنور.
قصة كتبها يسوع، لا بالحبر، بل بالدم.
قصة عنوانها: "ما من حبّ أعظم من هذا، أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه."
بين الصلب والقيامة... هناك قصة حبّ، تستحق أن تُعاش كلّ يوم.
المسيح قام.... الحبّ قيامة