حقيبتي وطني

ربيع نصر
لماذا أسال نفسي دائماً أين حقيبتي؟ ألأنها غالية علي؟ أم لأنها وطني؟
إلى متى سأظل أجمع وطني في حقيبة وأسافر خلف عباب البحر؟
ربما لأنني لم أعد أملك حبة رمل من شاطيء هذا البحر المستباح، فإذا أحببت أن أسرّ همومي لموجه سأخسر جزءاً من راتبي!
عجباً قضيت سنوات عدة من عمري أكنّ مشاعر الكره لحقيبتي؛ فهي كسرت ظهري من ثقل كتبها ومناهجها غير المدروسة.
وجزعت منها في كثير من الأوقات خوفاً من أن تخبئ في داخلها عبوة ناسفة لجسدي وأحلامي.
وأخاف أيضاً من حقيبتي عندما أوضبها وأغادر مكتبي وعملي صرفاً تعسفياً أو عندما وضبتها لأغادر سكني لعدم تمكني من دفع مستحقات الإيجار.
حقيبتي جميلة وكبيرة ومكتملة المواصفات، لكنها غير نافعة عندما أحملها إلى مقابلة عمل من دون أن أضمنها رسالة توصية من رجل نافذ.
لماذا لم تعد تجمع شعبك يا وطني، حتى أضطر أن أجمعك في حقيبتي وأذهب لأستجدي إقامتي في أوطان غريبة، حتى أضحت حقيبتي وطني!