أوروبا بين هواجس الأمن والتحولات الجيوسياسية في عام 2025

آراء 02-12-2025 | 04:00

أوروبا بين هواجس الأمن والتحولات الجيوسياسية في عام 2025

العام 2025 هو العام الذي أدرك فيه الأوروبيون أن الحماية الأميركية سوف لن تكون مضمونة ولا يوجد لديهم خيار غير النهوض بمسؤوليتهم في مجالات الدفاع والأمن المتقدم وحتى على مستوى نووي من أجل مواجهة أي تهديدات محتملة من روسيا.
أوروبا بين هواجس الأمن والتحولات الجيوسياسية في عام 2025
ماكرون وزيلينسكي:كيف يمكن دعم كييف دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع موسكو؟ (أ ف ب)
Smaller Bigger

لم يكن عام 2025 عاماً عادياً في المشهد الأمني الأوروبي، فمنذ الأشهر الأولى، من الحرب في أوكرانيا إلى تصاعد التطرف اليميني والإسلاموي، وصولاً إلى التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران.

 

في شوارع برلين وباريس وأمستردام، يخيّم شعور بأن أوروبا تعيش مرحلة انتقالية، مرحلة لم تعد فيها الأدوات التقليدية من ردع ومراقبة وتحالفات كافية لضبط عالم يتغير بسرعة.

 

قوات من الجيش الروماني خلال استعراض عسكري بمناسبة العيد الوطني لرومانيا في بوخارست (أ ف ب)
قوات من الجيش الروماني خلال استعراض عسكري بمناسبة العيد الوطني لرومانيا في بوخارست (أ ف ب)

 

كان النقاش في بروكسل، يدور حول "المسؤولية الأوروبية" في إدارة أمن القارة، خاصة بعد تراجع الدور الأميركي النسبي في ملفات الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. ومع وصول ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً، ازدادت الأسئلة حول مستقبل "الناتو"، وحول ما إذا كانت أوروبا قادرة على الاعتماد على نفسها أمنياً في ظل رئيس أميركي يطالبها بتكاليف أعلى ودور عسكري أوسع.

 

هذا التحول لم يكن نظرياً فقط، فداخل المؤسسات الأمنية الأوروبية، ظهرت مخاوف حقيقية من أن أي تصعيد بين الولايات المتحدة وإيران يمكن أن يرتد مباشرة على أوروبا، سواء عبر الهجمات السيبرانية أو العمليات غير المتماثلة لنفوذ طهران في الشرق الأوسط.

 

هذه المخاوف تم التعبير عنها بوضوح في اجتماعات "يوروبول" و"يوروجاست"، التي اعتبرت أن البيئة الدولية الحالية قد تنتج موجات جديدة من التطرف وردود الفعل العنيفة.

 

وفي الداخل الأوروبي، بات التطرف اليميني يشكل تحدياً متصاعداً. فالأزمات الاقتصادية وملفات الهجرة غذت خطاباً يمينياً أكثر صراحة وحدة. لم تعد الهجمات المعزولة مجرد مؤشرات هامشية، بل أصبحت السلطات الألمانية والفرنسية تتعامل معها كتهديد استراتيجي قائم.

 

وسط هذا المشهد المتداخل، برزت حرب أوكرانيا كاختبار حقيقي لوحدة أوروبا. ففي الوقت الذي تتراجع فيه شهية بعض الدول الأوروبية لمزيد من التمويل والتسليح، تستمر دول أخرى، مثل ألمانيا والدنمارك، في توسيع التزاماتها العسكرية.

 

وقد أصبح السؤال المركزي: كيف يمكن دعم كييف دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع موسكو؟

 

وفي أروقة القمم السياسية، كانت كلمات مثل: "الردع والدعم المشروط"، و"الحل التفاوضي المرحلي" تتكرر، في إشارة إلى إدراك أوروبي بأن الحرب لن تحسم قريباً.

 

كل هذه الأحداث تضع أوروبا أمام مفترق طرق، فهي مطالبة بإعادة تعريف دورها في الأمن الدولي، وتعزيز قدراتها الدفاعية، ومحاربة التطرف بجميع أشكاله.

 

إن العام 2025 هو العام الذي أدرك فيه الأوروبيون أن الحماية الأميركية سوف لن تكون مضمونة ولا يوجد لديهم خيار غير النهوض بمسؤوليتهم في مجالات الدفاع والأمن المتقدم وحتى على مستوى نووي من أجل مواجهة أي تهديدات محتملة من روسيا. هكذا، يتحول العام 2025 إلى نقطة فاصلة في التاريخ الأوروبي الحديث.

 

*باحث في الأمن الدولي والإرهاب - بون

-المقاربة الواردة لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الإعلامية

الأكثر قراءة

العالم العربي 12/3/2025 12:22:00 PM
لا بد من تفكيك شبكات التمكين الإسلامية داخل الجيش السوداني، وعزل قادته الموالين للإخوان... فهذا شرط أساسي لأي دعم دولي لعملية السلام.
المشرق-العربي 12/3/2025 12:18:00 PM
ياكواف كاتس، وهو أحد مؤسسي منتدى السياسة MEAD، والباحث البارز في JPPI، ورئيس تحرير السابق لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، يجيب عن هذه الأسئلة في مقال له، ويشير إلى الفوارق بين الماضي والحاضر.
المشرق-العربي 12/3/2025 2:17:00 AM
يطالب القرار إسرائيل بالانسحاب الكامل من الجولان
سياسة 12/4/2025 10:43:00 AM
أمرت الحكومة العراقية بتجميد جميع أموالهم وأصولهم...