هل الحرب ضد إيران قريبة؟

مقالات 25-10-2025 | 21:42

هل الحرب ضد إيران قريبة؟

 بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً، تعتبر كل من الولايات المتحدة وإسرائيل نفسيهما منتصرتين، وتعتقدان أنهما حققتا العديد من أهدافهما المرسومة
هل الحرب ضد إيران قريبة؟
المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي. (أف ب)
Smaller Bigger

سيد محمد حسيني (*)

قال إريك سميث، قائد مشاة البحرية الأميركية، قبل أيام في اجتماع مع ضباط البحرية الأميركية: "لقد خضنا حروبًا في كوريا والعراق وأفغانستان، لكن الحرب المقبلة في الطريق. ثقوا بي، إنها قادمة". وفي الوقت نفسه، صرّح رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن القلق ما زال قائمًا لدى مفتشي الوكالة بشأن احتمال سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، ملمّحًا إلى احتمال اندلاع حرب جديدة.
أما بنيامين نتنياهو، الذي تقوم حياته السياسية على استمرار الأزمات والحروب، فقد غيّر بعد السابع من أكتوبر استراتيجيته الأمنية وبقاء "إسرائيل" من نموذج «الداخل إلى الخارج» (inside–outside) إلى "الخارج إلى الداخل" (outside–inside)، وأعلن أنه سيترشح لانتخابات عام 2026، زاعمًا أن: "التهديد الإيراني ابتعد عن إسرائيل، لكنه لم ينتهِ، والآن أنظار إسرائيل تتجه نحو إيران".



رسم يصور بنيامين نتنياهو شبيهاً لهتلر في طهران.(أف ب)
رسم يصور بنيامين نتنياهو شبيهاً لهتلر في طهران.(أف ب)
من جهة أخرى، طمأن فلاديمير بوتين المسؤولين في الجمهورية الإسلامية بأن إسرائيل لا تنوي شنّ هجوم عسكري على إيران.
أما دونالد ترامب، فقد تحدّث في مؤتمر شرم الشيخ عن "سلام دائم في الشرق الأوسط"، وصفه بأنه غير مسبوق منذ آلاف السنين، وأعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق مستقر مع إيران، قائلاً إنه يريد أن يجعل إيران "شريكة في هذا السلام".
ومن هنا يبرز السؤال الجوهري: هل الحرب ضد إيران محتملة وقريبة الوقوع؟ 
كانت الاستراتيجية الأساسية تجاه إيران قبل الحرب ذات الاثني عشر يوماً قائمة على مبدأ "الدبلوماسية القسرية؛ فالحرب". أما بعد الحرب فقد تحولت إلى "الحرب المركبة؛ الدبلوماسية القسرية"، أي أن العمل العسكري أصبح في المقدمة والضغط الدبلوماسي تابعاً له.

وعلى الرغم من تصريحات الولايات المتحدة بضرورة الحل الدبلوماسي، فإن رفضها الدخول في مفاوضات مع إيران – رغم موافقة طهران بعد الحرب – يمثل واقعًا لا يمكن إنكاره، وقد أكد المسؤولون الإيرانيون مرارًا وجود هذه المماطلة الأميركية.
كما أن إن عودة القرارات الستة الصادرة سابقاً تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة قبل الاتفاق النووي (2015)، ورفض مجلس الأمن تعليقها، تعني عملياً إمكانية إعادة تفعيلها تلقائياً، الأمر الذي قد يشكل ذريعة قانونية لعمل عسكري ضد إيران، بالاستناد إلى تفسير موسَّع لتلك القرارات – كما فعلت الولايات المتحدة في غزو العراق عام 2003.
كذلك رفض الصين وروسيا لآلية الزناد، كما ورد في الرسالة المشتركة الأخيرة لهما مع إيران إلى مجلس الأمن بشأن انتهاء مفعول القرار 2231، من جهةٍ يعزز موقف إيران في مواجهة الغرب، لكنه من جهة أخرى يُضعف فاعلية مجلس الأمن ذاته، إذ يعمّق الانقسام بين أعضائه الدائمين، مما يتيح للدول الثلاث الأخرى (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا) التصرف بشكل منفرد ضد إيران.

ويجب التذكير بأن أميركا عندما غزت العراق عام 2003 لم تحصل على تفويض من مجلس الأمن، لكنها استندت إلى تفسير موسّع لقرار المجلس عام 1991 الذي أجاز حينها الحرب الأولى على العراق.
يرى ترامب وعدد من كبار المسؤولين الأميركيين أن ما يسمى "سلام غزة" لم يكن ليتحقق لولا الضغط العسكري على حزب الله وإيران. وقد ترسخ في مراكز الأبحاث والسياسات الأميركية والأوروبية والإسرائيلية الخطاب القائل بأن إضعاف إيران شرطٌ لحل تهديدات إسرائيل، وهو خطاب يزداد قوة في دوائر صنع القرار.
أيضاً، بعد مرور 25 عامًا على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، يرى قادتها أنهم تحرروا من طوق جبهة المقاومة الذي طالما شكل أكبر تهديد وجودي لهم. إلا أن احتمال إعادة بناء هذا الطوق بقيادة إيران بات كابوساً للمؤسسة الإسرائيلية، التي ترى في المواجهة العسكرية المباشرة مع إيران السبيل الوحيد لمنع تشكّله من جديد.
كذلك بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً، تعتبر كل من الولايات المتحدة وإسرائيل نفسيهما منتصرتين، وتعتقدان أنهما حققتا العديد من أهدافهما المرسومة، ما زاد من اندفاعهما وثقتهما بالنفس لبدء جولة جديدة من الحرب في المنطقة.

* مركز الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/24/2025 6:56:00 AM
أثار الفيديو المتداول موجة من الغضب بين رواد مواقع التواصل
اسرائيليات 10/24/2025 1:25:00 AM
لفت إلى أن "نتنياهو يسير على حبل رفيع مع ترامب".
سياسة 10/22/2025 8:06:00 PM
تحليل تقني يحذّر من إمكانات الدرونات التي تُحلّق فوق بيروت