شذا حجازي

 هذا ما جعلتني أتصور
لطالما كنت أعتقد أن الآخرين هم من يملكون الحق والمعنى الصحيح لكثير من المفاهيم. كان ذلك مجرد صورة زرعها في ذهني الرأي العام، حتى بلغت سنًا أدركت فيه أنني أستطيع أن أتصور وأفكر كما أشاء. هل يجب أن تأتي المعاني جاهزة دون أن أجرّب حتى في مخيلتي ما إذا كانت صحيحة أم لا؟
أعتقد أننا جميعاً تعرضنا لمواقف وأفكار هزّت قناعاتنا، لكن الرأي العام والمشاكل التي تلتفّ حوله قد تجعلك تشعر بأنك على خطأ. ومع ذلك، أنا متمسك برأيي وأحترمه، وأدرك أن التحديات التي يفرضها ليست سوى انعكاسات تدفعني لإعادة التفكير، دون أن يعني ذلك أنني مخطئ بالضرورة. حتى لو لم أكن "الشخص الصحيح" في نظر البعض، فإنني أستحق الاحترام تمامًا كما أحترم الآخرين.
أريد أن نعيش في سلام فكري، حيث نحترم بعضنا البعض وننظر إلى الأمور من زوايا متعددة، فنصل إلى أرضية مشتركة تمكّننا من التعبير بحرية. أريد أن يدرك الجميع أن لا أحد يحمل في قلبه شرًّا بالفطرة، إلا من نتصور ذلك عنه دون معرفة حقيقية. علينا أن نبحث عن الحقائق بأنفسنا وألا ننجرف مع التيار لمجرد أنه السائد.
أكملوا مسيرتكم، ولكن تأكدوا أن الطريق الذي تسلكونه هو الذي يعكس قناعاتكم الحقيقية، لا ذلك الذي فرضه عليكم ضغط الرأي العام. لا تسيروا خلف الرأي العام لمجرد أن الآخرين فعلوا ذلك، بل اسلكوا الدرب الذي ينبض له قلبكم، والذي أنتم مستعدون لخوض تحدياته بشجاعة.
هل تعتقد أنك قادر على الحديث عن موضوع لا ترغب في الخوض فيه؟ إذا كنت واسع الأفق وشجاعاً، يمكنك ذلك حتماً. فالرغبة ليست حاجزاً يمنعك من فهم الأمور، بل يمكنها أن تكون باباً لاستكشاف ما لم تكن تدركه. افتح قلبك للأفكار المختلفة، حتى إن لم تتفق معها، فقد تحمل لك الطريق الذي طالما حلمت به. دعها ترسم لك صورة جديدة، وأكمل مسيرتك بثقة.