التعاون اليهودي النازي رموز اليهود و النازية

    فراس مهنا

في كتاب للمفكر والباحث الفرنسي روجيه غارودي "الأساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية"، ترجمة حافظ الجمالي و صياح الجهيّم، الناشر دار "عطية للنشر"، أورد غارودي حقائق موثّقة حول الأساليب التي اتبعها اليهود في العالم عموماً وأوروبا خصوصاً للوصول إلى هدفهم، تحديداً من خلال ارتباط بعض "زعماء" اليهود بالنظام النازي خلال حكم هتلر. فيقول: "لم يكن الهدف الأساسي للصهاينة إذن انقاذ حياة يهودية، ولكنه كان خلق دولة يهودية في فلسطين. ويعلن بن غوريون أول "قائد" "لدولة اسرائيل" بلا اكتراث يوم 7-12-1938 أمام القادة الصهاينة لحزب العمل، أنه لو كان يخيّر بين إنقاذ كل أطفال ألمانيا (اليهود) بأخذهم الى انكلترا، أو إنقاذ نصف أطفال بحملهم الى (أرض اسرائيل)، فانه سيختار الحل الثاني، ذلك أن علينا ألا نحسب حساب حياة هؤلاء الأطفال، بل علينا أيضاً أن نركز الاهتمام على تاريخ شعب اسرائيل".
" ترى هل كان علينا أن نساعد كل أولئك الذين هم في حاجة الى المساعدة، من دون أن نحسب حساباً لخصائص كل واحد منهم؟ أو لم يمكن من واجبنا أن نهب الى عملنا هذا سمة قومية يهودية، وأن نحاول إنقاذ أولئك الذين يمكن أن يكونوا نافعين لدولة "اسرائيل أو اليهودية". إني أعلم أن طرح أسئلة من هذا النوع، يبدو أمراً مفجعاً، ولكن كان علينا لسوء الحظ، أن نقرر بوضوح أنه إذا كنا نستطيع إنقاذ 10000 شخص من الخمسين ألفاً الذين يمكنهم أن يساعدوا في بناء "اسرائيل" والبعث القومي وأهملنا المليون يهودي الذين سيصبحون عبئاً علينا، أو عدداً لا قيمة له، فأنا أفضل الاقتصار على العشرة آلاف الذين يمكن انقاذهم – على رغم من نداءات واتعامات  المليون من المهملين ".
كتب الفرد روزنبرغ، المنّظر النازي الأول يقول: "إن على الصهيونية أن تدعم بقوة، بحيث تنقل سنوياً عدداً من اليهود الألمان الى فلسطين ".
وكان هذا التوجه الذي يؤكد تدابير سابقة، يطبق بصورة حرفية، فعلى رغم هذا الوضع المتميز للصهاينة في ألمانيا النازية، فإن غستابو يافييرا كان يوجه في 28- 1-1935 الى الشرطة هذا البيان: "إن على أعضاء المنظمة الصهيونية بسبب نشاطهم التوجه للرحيل الى فلسطين، لا ينبغي أن يعاملوا بالقسوة نفسها التي يعامل بها المنصهرون أو الداعون الى الانصهار ".
وكان للمنظمة الصهيونية لليهود الألمان وجود شرعي حتى عام 1938، أي بعد خمس سنوات من حكم هتلر، وكذلك فان جريدتها الناطقة باسمها جوديش راندوش ظلت تنشر حتى عام 1938.
علماً أن عام 1933، بدأ التعاون الاقتصادي: "وأنشئت شركتان لهذا الغرض (الهفراه كومباني) في تل أبيب و(البلاترو) في برلين ".
وكانت آلية العملية هي الآتية: "كان اليهودي الراغب في الهجرة يودع في الواسرمان بنك في برلين، مبلغاً حده الأدنى 1000 ليرة استرلينية. وبهذا المبلغ كان المصدرون اليهود يستطيعون شراء بضائع آنية، ترسل الى فلسطين، ويدفعون القيمة المقابلة بالليرات الفلسطينية لحساب الهفراه، أو للمصرف الانكليزي-الفلسطيني .
ولقد شارك في هذه العملية أكثر من أصبحوا رؤساء وزراء اسرائيل في ما بعد ولا سيما منهم بن غوريون، وموشي شاريت الذي كان يلقب يومئذ بموشي شرتوك. وحتى غولدا مآئير التي دعمت هذا المشروع، من نيويورك، وليفي أشكول، الذي كان يمثلها في برلين .
وكان إيخمان يؤمّن الاتصال مع كاستر وكشفت محاكمة إيخمان (الى حد ما) جزءاً على الأقل من آليات هذه الاتفاقات، وهذه المبادلات بين اليهود الصهاينة لخلق الدولة اليهودية .
"كان قادة الوكالة اليهودية متفقين على أن الأقلية التي يمكن انقاذها ينبغي أن تُختار تبعاً لحاجات المشروع الصهيوني في فلسطين" .
وخلافاً لما يصوره الآن قادة اليهود أن هتلر كان عدواً وقاتلاً، فقد كان معظم هؤلاء القادة على اتصال بالقيادة النازية والتنسيق معها، وبينهم اسحق شامير الذي وقع وثيقة عندما كان اسمه يزيرنسكي وابراهام شترن مرسلة الى السفارة الألمانية في أنقرة، يعلنان فيها الوقوف إلى جانب ألمانيا النازية ويطلبان التعاون مع النظام الأوروبي الجديد. وأضيفت اليها مذكرة من رجل المكتب السري في دمشق فرنير اوتوفون هينتيغ يسرد فيها محادثته مع شترن وشامير ليقول أن التعاون بين حركة تحرير اسرائيل والنظام في أوروبا، يظل مطابقاً لما ورد في خطاب من خطابات هتلر، الذي يؤكد على ضرورة استخدام كل صور التحالف، لعزل انكلترا والانتصار عليها. وأكد صحة هذه المحادثات أحد الرؤساء التاريخيين لمجموعة
شتيرن الارهابية "اسرائيل الدادا" في مقال نشر بتاريخ 4 شباط 1983 في "يديو اهروناط" بين حركته وبين الممثلين الرسميين لألمانيا النازية.
لقد كثر الكلام عن ستة ملايين يهودي قتلوا بواسطة ألمانيا النازية أو هكذا يريدوننا أن نصدق. تقبض اليوم "الدولة العبرية" ثمناً لهم من ألمانيا والنمسا والدول المتعاطفة معها .
يقول روجيه غارودي أن "هنود أميركا الذين أبيد 60 مليوناً من أصل 80 (هم أيضاً بالعمل الاجباري والأوبئة أكثر من منهم بالأسلحة)، إلى الاغريقيين الذين نفوا ما يراوح بين 100 و200 مليون قتيل على اعتبار أن النخاسيين كانوا يحصلون على عبد في مقابل عشرة قتلى في معركة الأسد ".
ويضيف غارودي: "كانت الاسطورة مناسبة للجميع، فالحديث عن أكبر إبادة جماعية في التاريخ" كان يعني للغربيين نسيانهم لجرائمهم الخاصة (حصد هنود أميركا وتجارة العبيد الأفارقة)، وكانت مناسبة للقادة الأميركيين، بعد مذبحة درسدن في 13 شباط 1945 التي أهلكت بقنابل الفوسفور في بضع ساعات، 200 ألف مدني من دون سبب عسكري، على اعتبار أن الجيش الألماني كان يقاتل متراجعاً على كل الجبهة الشرقية أمام الهجوم الصاعق للسوفيات. وأكثر من ذلك أيضاً للولايات المتحدة الأميركية التي كانت قد ألقت على هيروشيما وناكازاكي قنبلتين ذريتين، أدتا الى أكثر من 200 ألف قتيل وقرابة 150 ألف جريح محكومون بالموت بعد أجل متفاوت، إضافة الى المجازر التي ارتكبتها الولايات المتحدة و"إسرائيل" في بلادنا من فلسطين والشام ولبنان والعراق .