New Year’s Resolutions، هل ينفذها جوزيف عون؟

فريال دكاك
سنة جديدة. أسبوعٍ جديد. عهد جديد. و"عون جديد". لأول مرة منذ ٨ سنوات من "جهنم"، يستطيع لبنان أن يطبق عبارة "New Year, New Me". فمع بداية عام ٢٠٢٥، انتخب القائد العماد "جوزف عون" رئيسًا للجمهورية، حاملًا معه "New Year’s Resolutions" والـ "New Year, New Lebanon" إلا أن اسمه كان كافياً لأن يبعث التفاؤل والأمان في الداخل والخارج.
فبعد سنوات من الجمود السياسي وعدم الاستقرار، كان اسمه كفيلًا بإشعال الاحتفالات من الجنوب إلى الشمال. ولكن كما هو الحال في كل انتخابات لبنانية أو جلسة نيابية كانت الجلسة الأولى مليئة بالدراما: اشتباكات لفظية، اتهامات متبادلة، والمناوشات السياسية المعتادة. لم تهدأ الأمور إلا بعد الجولة الثانية، أي بعد ساعتين، ليتمكن القائد العماد "جوزف عون" من الفوز بـ ٩٩ صوتًا.
لنكن صريحين. في لحظة انتخاب "عون" الجديد، لم تضئ الألعاب النارية سماء لبنان فقط، بل أضاءت آمالنا جميعًا. "لبنان رح يرجع.." ملأت شوارع لبنان. العلم اللبناني وحده يرفرف في كل زاوية. لم يكن الأمر مجرد حدث سياسي أو احتفال بانتصار "عون الجديد"، بل كان بمثابة إعلان عن عودة الأمل وبثّ الطمأنينة في قلوب اللبنانيين، بعد أن ضاعت هويّة بلدهم مع ثقتهم في القيادات السياسية التي خذلتهم طويلاً.
موجة الاحتفالات والتفاؤل لم تنحصر في داخل لبنان. هناك من بدأ يفكر بزيارة لبنان مجددًا بعد سنوات من التردد، وهناك من بدأ يخطط للاستثمار أو العودة للارتباط بالوطن بشكل أقرب. بالطبع لا يمكننا تجاهل الدور الذي تلعبه الدول العربية. في هذا السياق، يأتي تصريح الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أعلن فيه عن إعادة فتح السفارة الإماراتية في بيروت؛ جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع القائد العماد "جوزف عون".
كل هذه التحولات، وإن كانت في بدايتها، إلا أنها تشير إلى أن الأمل لم يمت. فانتخاب شخصية ذات خلفية عسكرية مثل "جوزف عون،" كان ضروريًا في بلدٍ عانى من فراغٍ سياسي وانعدام الثقة في القيادة. منذ أن تولى قيادة الجيش، أصبح رمزًا للاستقرار والنزاهة في وقت كانت البلاد تواجه فيه تحديات اقتصادية، سياسية، وأمنية. لم تكن هذه المهمة سهلة في بلد تعصف به الانقسامات السياسية والطائفية، إلا أن "جوزيف عون" أثبت قدرته على القيادة الحازمة، حيث سعى إلى تعزيز وحدة جيش اللبناني والحفاظ على استقراره بوجه هذه التحديات.
انتخاب "جوزف عون" قد لا يكون الحل السحري لكل أزمات لبنان، هذا إذا لم يضعوا عصياً في الدواليب أمام الإصلاحات التي سيعمل عليها، لكن بالتأكيد هو بداية ضرورية لمرحلة جديدة في تاريخ لبنان.
واحتمال ان يتلاشى التفاؤل مع كل "New Year" موجود... فهل سيستطيع "جوزف عون" أن يكون التغيير الحقيقي الذي يحلم به اللبنانيين؟ هل سيكون عهده عهداً من السلام والإصلاحات، والانتعاش الاقتصادي الذي يحتاجه لبنان؟ فالوقت هو الإجابة الوحيدة، وكلنا أمل بتطبيق الخطاب الذي أذهل القاصي والداني، وعلى أن يكون "New Year, New Lebanon" ليس شعارًا، بل حقيقة.