منبر 08-01-2025 | 10:56

حزن بيروت المعلّق على شجرة الميلاد الحزينة (2)

"لطالما كرهت لعبة الشّطرنج، فانا لا افهم لماذا يجب أن يموت كلّ الجنود، كي يحيا الملك؟ لا أرى ملوكاً يموتون ليحيا الشّعب". (غاندي)مأساة وطن وشعب كتب عليه أن يتحمّل لعنات أبديّة:-لعنة موقعه الجغرافيّ وحدوده المشتركة بين بلدين منخرطين في نزاع وجوديّ منذ نصف قرن.
حزن بيروت المعلّق على شجرة الميلاد الحزينة (2)
حزن بيروت المعلّق على شجرة الميلاد الحزينة
Smaller Bigger

غادة المرّ

 

 

"لطالما كرهت لعبة الشّطرنج، فانا لا افهم لماذا يجب أن يموت كلّ الجنود، كي يحيا الملك؟ لا أرى ملوكاً يموتون ليحيا الشّعب". (غاندي)
مأساة وطن وشعب كتب عليه أن يتحمّل لعنات أبديّة:
-لعنة موقعه الجغرافيّ وحدوده المشتركة بين بلدين منخرطين في نزاع وجوديّ منذ نصف قرن.
-لعنة حكام وسلطة فاسدة قبضت على خناق الوطن وعاثت فيه فساداً، قمعاً، تنكيلاً، نهباً.
-لعنة الاختلافات المذهبية والدينيّة، الانقسامات الحزبيّة والعقائديًة، ناهيك بالزعامات العائليّة.
-لعنة ثقل وجود لاجئين فلسطينين وسلاحهم المتفلّت، ووجود اللاجئين السًوريين غير المنظّم بأعداد تفوق قدرته على الاستيعاب، وصعوبة عودتهم في المدى المنظور.
ما زال الشرق الاوسط البائس يعبر نفق الولادة القيصريّة نحو فجر جديد، عبر مخاض أليم، ولعلّ الصراعات المتنقلة والحروب الباردة، الاقتصادية والعسكريّة، تنعكس سلباً على الوضع الاقتصادي، الامني والاجتماعي لمعظم دوله المنطوية في محوري هذا النزاع الحاد .
وقد انخرطت دول كبرى، في سباق محموم، مميت، للاستئثار بمقدّرات هذا الشرق وثرواته، وللسيطرة على منابع النفط والغاز، ومواقعه الاستراتجيّة. وقد برزت الرغبة الجامحة لتركيا وايران، في إعادة إحياء الامبراطوريتين الفارسيّة والعثمانيّة من التاريخ المندثر.
ولا شك في أنّ كلّ اللاعبين، يسعون الى الفوز بثروات هذا الشرق المنكوب ومغانمه، وهو الثري بمنابع النفط والغاز والمياه.
لم يعد خافياً على أحد الثمن الباهظ الذي دفعه لبنان وعاصمته، جرّاء تفجير المرفأ في بيروت، والّذي جعل منها مدينة حزينة، منكوبة، معلّقة على شجرة الميلاد الصامتة وشاهدة على هذه الجريمة، فاجعة العصر.
لبنان عانى ومازال، من أسوء أزمة مالية - اقتصادية خانقة، من تفلّت السلاح وفوضى الميليشيات والأحزاب الخارجة عن سلطة الدولة، ناهيك بغياب شبه كامل لوجود السلطة والأمن والاستقرار، مما دفع بالبلاد الى الدخول في نفق نهب مدخّرات الناس في المصارف والانزلاق نحو هاوية، أفضت الى إفلاس البلد وتدمير مؤسساته واقتصاده وخدماته المميّزة المصرفيّة والتعليمية والاستشفائية والثقافيّة .
وانحدر الوطن نحو أسوأ درك في ظلّ سلطة فاسدة وفاشلة.
ولبنان اليوم، غير قادر على تحمّل مزيد من الأعباء والتورط في حروب عبثيّة لا قدرة لنا على خوضها.
لعل ما حصل من أحداث وتطورات دراماتيكية في لبنان والمنطقة بمثابة زلزال، بعد حرب غزة من أيلول الفائت، ورحيل السيد حسن نصرالله وتدمير قدرات "حزب الله" العسكرية وتصفية قادته وتدمير مخازن سلاحه وأنفاقه، وما تبعه من رحيل لبشار الأسد وحزب البعث وتغير النظام والنفوذ في سوريا، وإضعاف ايران وأذرعها في المنطقة، وصولاً الى انسحابات روسية من سوريا ودخول تركي بقوة الى السلطة هناك.
الأفق ما زال ضبابياً، آملين أن يكون لبنان في المفاوضات الى الطاولة وليس على الطاولة.
ننتظر ما ستؤول اليه عملية الترسيم والتطبيع لدول المنطقة مع اسرائيل، وننتظر انتهاء هدنة الستين يوماً لنعرف مصير الأحداث ومجرياتها.
هل ينسحب الحزب الى ما وراء الليطاني؟
هل تنسحب اسرائيل من القرى التي سيطرت عليها في الجنوب؟
هل ينفذ الحزب شروط الهدنة التي وقّع عليها، أم نشهد جولة أعنف من السابق قصفاً وحرباً جديدة؟
لا يسعنا إلّا الصلاة والانتظار.
وها نحن والعالم أجمع، نترقّب قدوم الآتي باسم القوة والهيبة والضرب بيد من حديد.
انّه ترامب سيدخل البيت الابيض ويدخل معه العالم حقبة جديدة من السلطة والنفوذ في منطقة الشرق الأوسط... هللبويا انّه القادم على جواد العصر الأميركيّ بثوب المنتصر والحاكم في المنطقة. ولعلّه يحمل على جواده رئيس الجمهورية اللبنانيّة العتيد والمنتظر، الاتي من عتمة التعطيل والتهميش والفراغ والقمع .
ولعلنا نغني قريباً مع فيروز :
"طلعنا على الريح طلعنا على الشمس، طلعنا على الحرية…".
هلليويا … هلليويا

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".