منبر 07-01-2025 | 09:19

تيَقَّظ في كلِّ شيء!

اليقظة هي ما يُمكِّنُنا من معرفة ما الذي يحدث في داخل أنفسنا وخارجها، بشكل مباشر ولحظة بلحظة[  القَول هو لِمارك ويليامس البروفيسّور في علم النفس السريري في مركز أوكسفورد مايندفُلنِس Oxford Mindfulness Centre]. بعبارة أُخرى، اليقظة هي "الحالة النفسيّة لِلوَعي، والمُمارَسات التي تُعزِّز الوَعي، وطريقة مُعالَجة المعلومات"[  Jefferson Center Colorado Spirit].
تيَقَّظ في كلِّ شيء!
إذا كنت يقظاً، فأنت تفهم الأمر»
Smaller Bigger

الاب ايلي قنبر 


1.اليقَظة في حياتنا
اليقظة هي ما يُمكِّنُنا من معرفة ما الذي يحدث في داخل أنفسنا وخارجها، بشكل مباشر ولحظة بلحظة[  القَول هو لِمارك ويليامس البروفيسّور في علم النفس السريري في مركز أوكسفورد مايندفُلنِس Oxford Mindfulness Centre]. بعبارة أُخرى، اليقظة هي "الحالة النفسيّة لِلوَعي، والمُمارَسات التي تُعزِّز الوَعي، وطريقة مُعالَجة المعلومات"[  Jefferson Center Colorado Spirit].
التيقُّظ أو التنبُّه عُمومًا يكون لأمر مهمّ أو خطير، ويتطلّب عناصر تفيدنا في الحالتَين[  أيقظ الفتنةَ، - أيقظ في نفسه الشفقةَ والرحمةَ، - أيقظ حديثُه فينا شجونًا، - لا توقظ الألم ...]؛ وقد يكون توعيةً أو صحوةً أو إيقاظًا، أو تحفيزًا أو ترقّبًا، وقد يكون تنبيهًا وتحذيرًا. 
اليقظة يمكن أن تكون طريقة لِعَيش تغييرات بسيطة في نمط حياتك، ويمكن أن تُبقيك في اللحظة الحاضرة مع التركيز على العالم مِن حَولك، مع قبول أفكارك ومشاعرك وعواطفك من دون إصدار أحكام. هي "التِرياق لـ*الرُؤية النفَقِيّة* التي قد تنشأ في حياتنا اليوم، يقول البروفيسور مارك ويليامس، خصوصًا عندما نكون مشغولين أو تحت ضغطٍ نفسيّ أو مُتعَبين". هذا، وتسمح لنا اليقَظة "أن نُصبح أكثر إدراكًا لدَفْق[  هكذا نُميِّز أنّ "كلَّ فكرة (هي) حدَث دماغي ولَيست واقعًا موضوعيًّا يَمتلك القدرة في السيطرة علينا] الأفكار والمشاعر التي نعيشها ونرى كيف يُمكننا التورُّط مع هذا الدَفق بطرُق غير مفيدة". وهي "تُقلِّل استجابة الجسم للتَوتُّر، فتُغيِّر نشاط الدماغ في المناطق المرتبطة بتنظيم الانتباه والعاطفة"... حيث يساعد على التعامل معها "بشكلٍ أكثرَ إنتاجيّة"، ممّا يعني ضرورة "تعطيل أسلوب *الطيار الآلي[  القَول هو لِمارك ويليامس البروفيسّور في علم النفس السريري. المقصود به الـco-pilote ]* الذي ندخل به يوماً بعد يوم". وبِذا تدعم  اليقَظة "جودة التواصل خلال مناقشة المشكلات، وتعزّز التناغم والاتصال والتقارب... وتعزز القدرة أو الرغبة في الاهتمام بأفكار الشريك ومشاعره ورفاهيته، ومواجهة المشكلات والضغوط باعتبارها تحدّيات وليست تهديدات". أضِف إلى ما تقدَّم أنّ "تأمُّل اليقَظة يؤدّي إلى تحسُّن كبير في جودة النَوم[  دراسة نشرتها دورية "نيويورك أكاديمي للعلوم (annals of the new york academy of sciences)"]". في كلّ ما حَولك يُمكنك مُمارسة اليقَظة الذِهنيّة على طريقتك، أو من خلال التمارين الآتية: التركيز على الأصوات المتداخلة المحيطة بك؛ ركّز على الشهيق والزفير(أنفاسك)؛ ركِّز على الأفكار التي تنتابك وعلى ما يشعر به جسمك؛ تواصَل مع أعضاء جسمك (شعورك نحوَه وأفكارك المُرتبطة به وما تستقبله الحواس)؛ مُمارسة المَشي ومُراقَبة حركة الجسم، وإحساسك عند التوقُّف، والحركات الخفيّة التي تحفظ توازنك.
في المُقابل، هناك "حالة من زيادة اليقظة[  فرط اليقظة Hypervigilance] المصحوبة بسلوك يهدف إلى منع الخطر"، قد تكون "ناتجة عن صدمة أو عن مشكلة صحِّيَّة نفسيّة كامنة، بحيث "تبقى حواس المصابين في حالة تأهُّب قصوى... وذلك بسبب تنبيهات اللَّاوَعي المستمرّة[  موقع "الطبّي"- https://altibbi.com] بوُجود الخطر، ومن حالات الخطر".
2. إذا كنت يقظاً، فأنت تفهم الأمر»
في عام 1965، ألقى مارتن لوثر كينغ جُونيُور[  غادة حدّاد، "اليقظة"... عدوٌّ جديد للهَيكل الرأسماليّ، الأخبار، 26 حزيران 2024] خطاباً حول الوَعي في «كلِّيَّة أوبشرلين»، قائلاً: "التحدّي الكبير الذي يُواجه كلَّ فردٍ يتخرَّج اليَوم هو أن يَبقى مُستَيقظاً خلال هذه الثَورة الاجتماعيّة"، لا المتخرِّج الجامعيّ فقط بل كلّ فردٍ من المُجتمع، لإبقاء الناس في حالة تيقّظ وانتباه دائم للظلم المحيط فينا". أيّ ظلمٍ هو المقصود؟
تُشكّل محاربة أيّ فكرة جديدة نوعًا من أمانٍ نفسيّ.  فالتَغيير فكرة مخيفة، وليس سهلاً التعامل معه"[ المرجع أعلاه نفسه]، إذ قد يصِل إلى أكثر من مجرَّد الرفض "إلى حدِّ قتل أيِّ فرد يدعو إلى التغيير"[  مِثالٌ على ذلك ما قاله الإعلامي تاكِر كارِلسُون في «فوكس نيوز»: إنّ "التهديد الآتي من «اليقظة» أكبر بكثير من التهديد الروسيّ".
]. 
لذا، يقوم مناصِرو القديم بِحملات مُمَنهَجة "على أيِّ تغيير للهيكل القديم (...) في وقتٍ تُزرَع في أذهان الأطفال أفكار ذَوِيهم السياسيّة والدينيّة، ويَكبرون على هذه الأفكار، من دون أن يَقلق أحد على مُستقبلهم من أفكار لم يُكوِّنوها بأنفَسهم (أي بِلَا يقَظة)، والكثير منها يتمحوَر حَول رفض الآخر، المُختلف دينيًّا وإثنيًّا وعِرقيًّا وحتّى سياسيًّا".
3.  هنيئًا للمَرء الذي يكون مُستَيقِظًا
"نحنُ ساهرون، ومصابيحُنا مُشتَعِلة، ننتظر لقاءك أيُّها الربُّ يسوع!". ساهرون على ذواتنا تقديرًا لها وشَوقًا إلى الدخول إلى أعماقها، نابشين ما فيها من جمالات وطاقات ومواهب لنستثمرها ونُفعِّلها لأجلنا ولأجل القريب؛ كلّ قريب نَدنُو منه حُبًّا ورحمةً وحنانًا. ساهرون لِلُقيَا الحبيب الإلَهيّ، عروسُنا الأوحَد.
بهذا يترنَّم ويُنشِد الساهر، الذي أضاء مصباح نفسه وفِكره وبدَنِه "من النّور الذي لا يغرُب"، مُنتظرًا لقاء الربّ يسوع – المسيح؛ منتطرًا "انتظارَ الرُقباء للصُبح، والحُرّاسَ للفجر"... 
يسهر الحبيب على حبيبه، سواء من بُعد أو في المباشر أو في العَيش الواحد. سهرُه ملؤُه التيقُّظ والأمانة وبذل الذات والحرارة لِلِّقاء والشَوق الدائم. 
نتذكَّر في صلاة الختَن: "ها هوذا العروسُ يأتي في نصف الليل فطوبى للخادم الذي يجده مُستَيقظًا". هل يجدني ساهرًا أنتظرُه؟ هل يُمكنني أن أُجيب: "قلبي مستعدٌّ يا الله... سأستيقظ سَحَرًا" (مز57: 7-8)؟
بولس الرسول يدعُو تيموثاوُس إلى التيقُّظ في كلّ شيء، وإلى الوفاء لِخِدمَتِه، مُعترِفًا أمامه ومُعطِيًا المثَل الصالح بـ "أنّي قَد جاهَدتُ ٱلجِهادَ ٱلحَسَنَ، أَتمَمتُ سَعيِي، حَفِظتُ ٱلإيمانَ".
يوحنّا المَعمدان لعب دَوره جيِّدًا. كان يقِظًا، ساهرًا لِتمهيد الطريق أمام المسيح الآتي: "هأنَذا أُرسِلُ مَلاكي أَمامَ وَجهِكَ يُهَيِّىءُ طَريقَكَ قُدّامَكَ... هذا ما أتمَّه على أفضل وَجه حين دلَّ تلاميذه على"حمَل الله".
هل أنا مُتَيقِّظ(ة) في حياتي وفي تحمُّل مسؤوليّاتي وفي أداء الحساب؟

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".