كيف قرأ "حزب الله" الموقف الأخير لترامب؟
لم يجد "حزب الله" أي عنصر جديد في كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب غداة اجتماعه المنتظر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي اعتبر فيه أن الحزب يتصرف بطريقة سيئة وأن الحكومة اللبنانية في وضع غير مريح.
الواقع أن هذا الموقف يندرج وفق مصادر الحزب في سياق الموقف الأميركي المعلوم والرامي إلى نزع سلاحه مهما تكن الأثمان والنتائج، وفق الخطة المعروفة بـ"ورقة" الموفد الأميركي إلى لبنان توم برّاك قبل أشهر، وقد انطوت في حينه على رؤية مفادها:
- أن إنهاء دور هذا السلاح كاملا ومن دون إبطاء هو المقدمة اللازمة لتجنيب لبنان مزيدا من الحروب والهجمات الإسرائيلية.
- دون تحقيق ذلك سيبقى لبنان تحت سيف الضغوط، أي أنه سيظل معرضا لصنوف العقوبات.
- في السياق عينه يصب كلام ترامب في إطار مزيد من الضغوط على الحكومة اللبنانية، وستظل هي أيضا عرضة لسيف العقاب، من باب تحميلها مسؤولية عدم الإقدام على خطوات عملانية بغية تحقيق الهدف المنشود الذي هو أدبيات الحزب المعروفة بـ"إفقاد لبنان ورقة القوة الوحيدة لديه، المتمثلة في سلاح المقاومة"، والضغط ممتد أيضا في رأي الحزب إلى المؤسسة العسكرية التي أبدت قيادتها مرارا رفضها أيّ صدام محتمل مع "حزب الله" وبيئته، فكان العقاب المعروف لقائدها وفق ما يزعم الحزب.
ويعتبر الحزب أن واشنطن شريكة إسرائيل في حربها المتوالية فصولاً على لبنان، لذا يتظاهر أنه لا يعير أي اهتمام لكل التأويلات والاجتهادات التي يطلقها البعض ويروّجون فيها لفكرة أن الإدارة الأميركية الحالية تبدي انزعاجها من التهديدات الإسرائيلية بتكثيف هجماتها على لبنان واحتمال تحويلها إلى حرب واسعة، على غرار ما حصل في الـ66 يومياً الأخيرة من "حرب الإسناد"، أو أن هذه الإدارة صاحبة الفضل في تجنيب لبنان الكأس المرة التي تعدّ تل أبيب لتجريعه إياها.
بمعنى آخر، يرى الحزب أن واشنطن أسقطت حيادها ودور الوسيط النزيه الذي اكتسبته في الإشراف على صياغة اتفاق وقف النار يوم وقف موفدها إلى لبنان توم برّاك قبل أشهر على منبر قصر بعبدا وقال قولته الشهيرة المدوّية، ومفادها أن واشنطن لم تقدم للبنان تعهدات وليست في وارد ممارسة أي ضغوط على إسرائيل للكف عن هجماتها.
ولا يخفي الحزب أنه بمعزل عن كلام ترامب أخيراً، فإن واشنطن لا تريد تقييد العصا الإسرائيلية الضاربة يوميا، ولا تجنيب لبنان الأعمال الإسرائيلية كما توحي أحياناً بعض تصريحات مسؤوليها، بل هي تستفيد من فعل هذه العصا وتسارع إلى تقديم الغطاء لها لأنها تحقق في نهاية المطاف الهدف الذي تفصح واشنطن عنه دوما من دون الدفع بالأوضاع نحو الحرب الواسعة.
وفي رأي الحزب، تلك هي فحوى خطة واشنطن التي تتبدى ترجمتها في ما يحصل في لبنان وغزة والضفة الغربية وسوريا. وبالطبع ليس مفاجئا بالنسبة إليه اعتبار ترامب أن ممارساته سيئة.
نبض