بما ان "حزب الله" قد "جمّد" نشاطه العسكري في الجنوب، ففقد القدرة على اطلاق وعيد او تهديد على غرار "اننا قوم لانترك أسرانا في سجون العدو"، وهو الشعار المعروف الذي أطلقه الامين العام الراحل للحزب السيد حسن نصرالله وترجمه مقاتلوه بعملية "خلة وردة"، في خراج عيتا الشعب الحدودية عام 2006 والتي أدت الى أسر جنود اسرائيليين لمبادلتهم بأسرى كان الحزب يطالب بهم في حينها، فان الحزب قرر أخيراً إطلاق حزمة خطوات وحملة ضغوط كثيفة، تعتمد أسلوب الضغط الديبلوماسي والسياسي، من أجل تحرير 20 أسيراً لدى اسرائيل، اعتقل 12 منهم وهم يشاركون في مواجهة محاولات التقدم البري الاسرائيلي في المنطقة الحدودية، فيما قبضت القوات الاسرائيلية على الباقين بعد سريان اتفاق وقف النار.

وتتولى جمعيتا "هيئة ممثلي الاسرى والمحررين اللبنانيين" و"الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين" هذه المهمة، مدعومة من خبراء قانونيين ومستشارين. وقد وضعتا، وفق  ما أورد المسؤول في الجمعية أحمد طالب لـ"النهار" خطة عمل متكاملة في سبيل ضمان تحرير الاسرى جميعاً، ترتكز على قاعدتين: 
- وضع لائحة نهائية بعدد الأسرى بعد رحلة تقصٍ وبحث للتأكد من أنهم اسرى في السجون الاسرائيلية.

- إطلاق تحركات ولقاءات واتصالات من شأنها أن تبقي القضية حية وتجعلها قضية وطنية تتبناها الدولة وتثيرها في المحافل المعنية من خلال حملات ديبلوماسية متتالية.

في المجال الاول، قال طالب: "أفضت جهودنا واتصالاتنا الى وضع لائحة بأسماء عشرين شخصاً صرنا متيقنين أنهم فعلاً في قبضة الاحتلال الاسرائيلي. وبطبيعة الحال نؤكد مجدداً أن هؤلاء ليسوا جميعاً من عناصر الحزب أو من المقاتلين، إذ أن ثمانية منهم اعتقلوا إبان عودتهم الى قراهم بعد سريان اتفاق وقف النار أو بينما كانوا في طريقهم لمهمات عمل وعيش. وهم إضافة الى القبطان البحري الذي اعتقل لدى وجوده في البترون: عبدالله فهدة، علي يونس، علي ترحيني، مرتضى مهنا، علي فنيش، حسين حمود، ضاهر حمدان، يوسف قطايا، محمد جهير، فادي عساف، ابرهيم الخليل، حسين قشقوش، حسين شريف، علي عساف، وضاح يونس، محمد جواد، حسن جواد وحسين كركي.

لكن، استطرد طالب، "هذه اللائحة لا تعني إطلاقاً أننا أوقفنا جهودنا الرامية الى البحث عن مصير مفقودين آخرين ضاع أثرهم إبان مواجهات الـ66 يوماً من الحرب. ولدينا لائحة بأسماء 42 شخصاً كانوا في عداد المفقودين، وقد انخفض هذا العدد أخيراً الى 39 شخصاً بعد أن انتشلت فرق الانقاذ جثامين ثلاثة شهداء من خراج بلدة راميا الحدودية قبل أيام.

وعليه، يضيف طالب، لايمكن اعتبار هؤلاء (الـ39) في عداد الشهداء، إذ يمكن أن يكون بعضهم أسرى لدى العدو، ونحن سنواصل بذل الجهود لحسم الامر". 

ورداً على سؤال، أكد أن الاسرائيلي لايزال يرفض إبداء أي تجاوب مع جهود بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أجل التواصل مع الأسرى والاطلاع على أحوالهم وأوضاعهم الصحية. كذلك يرفض إعطاء لائحة نهائية بأسماء الأسرى عنده، ويمنع أيضاً تبادل الرسائل بينهم وبين ذويهم إنفاذاً للقوانين الدولية المتبعة في مثل هذه الأوضاع، والتي تفرض على الجهة الآسرة الافصاح عن أوضاع الأسرى وأحوالهم الصحية والنفسية ومااذا كانوا في ظروف معقولة.

ومن المعلوم أن  الجمعيتين أطلقتا  مع وفود من الأهالي  حراكاً تصاعدياً عبر اعتصام امام مقر "الاسكوا" في بيروت، الى وقفات تضامن في أماكن شتى وأنشطة إعلامية إضافة الى زيارات لمقار بعثات ديبلوماسية. 

وأشار الى أن هذا الحراك سيستكمل في قابل الأيام بلقاءات مع مرجعيات ومسؤولين.

وكان البارز في هذا الحرك وفقاً له، اللقاء الذي عقد مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون قبل أيام، والذي وصفه بأنه "كان إيجابياً، وقد أبدى فخامته كل تجاوب معتبراً القضية قضية وطنية وليست قضية جهة أو فئة بعينها، معلناً أنه سيثيرها في كل لقاءاته واتصالاته مع الجهات الفاعلة والمؤثرة، وفي إطلالاته الاعلامية أيضاً، مشدداً على ضرورة إبقائها حيّة متفاعلة لا يطويها النسيان".

أضاف طالب: "تقدمنا بطلب الى السرايا الحكومية لتحديد موعد لقاء مع الرئيس نواف سلام، لكي نستكمل وضع أسس التنسيق الضرورية مع الجهات المعنية في الدولة، لكي يكون تحركاتنا المقبلة متكاملة يشعرمن خلالها المعنيون في الداخل والخرج على حد سواء بأن قضية الأسرى هي قضية وطنية عامة".