"مجلس السلام" لغزة بين الوصاية والتدويل... وإسرائيل تخشى مد صلاحياته إلى الضفة

كتاب النهار 11-12-2025 | 20:23

"مجلس السلام" لغزة بين الوصاية والتدويل... وإسرائيل تخشى مد صلاحياته إلى الضفة

بات الطريق ممهّداً لولادة "مجلس السلام"، بعدما تم إسقاط اسم رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير من عضويته.
"مجلس السلام" لغزة بين الوصاية والتدويل... وإسرائيل تخشى مد صلاحياته إلى الضفة
فلسطينيون يركبون الـ"توك توك" غرب مدينة جباليا في شمال قطاع غزة. (أ ف ب)
Smaller Bigger

بداية المرحلة الثانية من الخطة الأميركية لغزة ستنطلق على الأرجح من تشكيل "مجلس السلام"، الذي سيناط به الإشراف على الحكم الانتقالي وإعادة الإعمار في القطاع. وحدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سيترأس المجلس، مطلع العام المقبل موعداً للإعلان عن الأعضاء الذين سينضمون إليه.
ويسبق الإعلان عن "مجلس السلام" اجتماعات يعقدها ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، اعتباراً من 29 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وسيعطي الإعلان عن تشكيلة "مجلس السلام" دفعاً لاستكمال تنفيذ الخطة الأميركية في مرحلتها الثانية، وفتح الباب أمام إنشاء قوة الاستقرار الدولية، التي يفترض أن تكون الأداة الأمنية للمجلس، الذي يعتبر بحكم الأمر الواقع بمثابة سلطة وصاية دولية على غزة.
وبات الطريق ممهّداً لولادة "مجلس السلام"، بعدما تم إسقاط اسم رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير من عضويته، واستبداله بالمبعوث السابق للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط بين عامي 2015 و2020 الديبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف، وفق ما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية.

 

رجل فلسطيني يجلس على حافة مبنى مدمر في حي الصفتاوي، غرب مدينة جباليا. (أ ف ب)
رجل فلسطيني يجلس على حافة مبنى مدمر في حي الصفتاوي، غرب مدينة جباليا. (أ ف ب)


وجُوبه ترشيح بلير لعضوية "مجلس السلام" بكثير من التحفظات فلسطينياً وعربياً، بسبب دوره في غزو العراق عام 2003، وبسبب اتهامات بالانحياز إلى إسرائيل. ومعلوم أنه اضطلع بدور رئيسي، إلى جانب جاريد كوشنر، في صوغ الخطة الأميركية لغزة.
وأجلى ترامب الغموض الذي كان يحوط تشكيلة المجلس، إذ قال: "كنا نعتقد أننا سنختار شخصيات مرموقة تعمل في هذا المجال، لكن يبدو الآن أنّ هناك ملوكاً ورؤساء دول ووزراء يريدون جميعاً الانضمام إلى المجلس العام". وبذلك، يضاف ثقل معنوي مهم للمجلس، بعد الشرعية التي حظي بها من خلال مجلس الأمن، الذي تبنى الخطة الأميركية الشهر الماضي.
ومع اقتراب ترامب من إعلان الشروع في المرحلة الثانية من خطته، تراقب إسرائيل بحذر احتمالات الذهاب نحو "تدويل" كامل لملف غزة، وأن يشكل ذلك سابقة قد يتم تبنيها في الضفة الغربية. ولذا، قد يحاول نتنياهو إطالة أمد المرحلة الأولى، أو تنفيذ خطوات على الأرض تحدث تغييراً جغرافياً وديموغرافياً في القطاع، كأن توسع إسرائيل مدى "الخط الأصفر" ليضم مزيداً من المساحة التي انسحبت منها بموجب وقف النار في 10 تشرين الأول/نوفمبر الماضي. وفي الوقت نفسه، يسابق وزير المال الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش الزمن لبناء مشاريع استيطانية جديدة في الضفة، ترقى إلى مستوى الضم الفعلي للمنطقة.
وقبل الذهاب إلى فلوريدا، سيعود نتنياهو إلى إثارة مسألة تسليم جثة آخر أسير إسرائيلي في غزة، وهو صرح قبل أيام أن الانتقال إلى المرحلة الثانية لن يتم قبل حل هذه المسألة. كما أنه يؤكد منذ الآن أن مهمة قوة الاستقرار الدولية يتعين أن تنحصر بنزع سلاح "حماس".
ويبرز تناقض أميركي-إسرائيلي في ما يتعلق بالمرحلة الثانية، خصوصاً إذا ما طلب ترامب من نتنياهو انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق جديدة في غزة.

 


الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/10/2025 6:25:00 AM
تحاول الولايات المتحدة تذويب الجليد في العلاقات بين إسرائيل والدول العربية من خلال "الديبلوماسية الاقتصادية"
تحقيقات 12/10/2025 8:10:00 AM
يعتقد من يمارسون ذلك الطقس أن النار تحرق لسان الكاذب...
شمال إفريقيا 12/10/2025 6:38:00 AM
على خلاف أغلب الدول العربية، لم يحدث أي اتصال بين تونس ودمشق، ولم يُبادر أيٌّ من البلدين بالتواصل مع الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر.
شمال إفريقيا 12/10/2025 6:44:00 AM
الرغبة الجامحة لدى البابا في زيارة الجزائر قابلتها العديد من التساؤلات حيال الخلفيات التي جعلته يولي هذا الاهتمام ببلد عربي أفريقي لم يذكر غيره بهذا الزخم المعرفي من قبل.