كتاب النهار
01-12-2025 | 22:56
رسالة البابا كلّ سيقرأها على هواه!
نعم لمساواة تامة بين اللبنانيين تحت علم لبنان، القانون، والحقوق، والواجبات
البابا لاوون الرابع عشر مع رؤساء الطوائف الروحية في لبنان في وسط بيروت.
زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان محطة مهمة جدا. والرسائل التي وجهها يجب أن تدعو اللبنانيين بفئاتهم المتنوعة إلى إدراك حقيقة مفادها أنه يمكن إنقاذ لبنان من القعر الذي بلغه في الأعوام الأخيرة. لكن إنقاذه لا يمكن أن يتم من خلال مواصلة سياسة الاستسلام لمنطق قوة السلاح، أو لمنطق التجبّر عبر الاحتكام إلى القوة المنبثقة من الحروب العبثية، والجرائم الإرهابية، والجريمة المنظمة. لا يمكن إنقاذ لبنان عبر تقبل طغيان فئوي، مؤدلج يستقي مصادره من قوى إقليمية حاولت ولا تزال ابتلاع العالم العربي، وتغيير هويته.
رسالة البابا يمكن كل طرف أن يقرأها كما يحلو له: يمكن أن تكون رسالة للحوار الداخلي، أو رسالة للصمود بوجه التحديات المصيرية، أو للحوار الداخلي، أو للحوار والسلام الإقليمي، أو حتى رسالة للوحدة الإبراهيمية! من هنا فإن كلام البابا سوف يُقرأ من زوايا مختلفة ومتنوعة. ولكن قطعا لا يمكن قراءته على أنه دعوة إلى الاستسلام لموازين القوى التي فُرضت بالدم على لبنان بدءا من اغتيال رفيق الحريري عام ٢٠٠٥. ولذلك نقول إنه قبل الزيارة وبعدها، ثمة معيار للحياة الواحدة في هذا البلد، تقوم على المساواة بين اللبنانيين. أما التذرع بهزيمة "حزب الله" في الحرب الأخيرة مع إسرائيل فلا يمكن أن يكون سببا لإطالة أمد مرحلة الغلبة الداخلية بالحديد والنار، بذريعة أن ثمة مكونا مجروحا ينبغي بسببه حجب حق المساواة في الوطنية والحقوق والواجبات والرضوخ للقانون ومنطق الدولة عن الأغلبية الساحقة من اللبنانيين.
إنها لمفارقة، في زمن الغلبة والتجبّر، أن يتم دفع الأكثرية من اللبنانيين إلى تقديم تنازلات مخيفة في الحياة العامة وحتى الخاصة، تحت عنوان الانحناء للعاصفة. وفي زمن الهزيمة يتم تحضير الأكثرية لتقبل تنازلات مهولة على حساب حق المساواة تحت القانون ومنطق الدولة. بمعنى آخر، يتم سوق المواطن الصالح في البلد ليقبل بسياسة التعايش مع حالة خارجة عن القانون والحياة الوطنية المشتركة بحدودها الدنيا.
نحن ندعو إلى الحوار مع هذه الحالة بمقاربة داخلية، لكننا لم نعد نقبل أن نتعايش منكسرين مع حالة تمثل امتداداً لسياسات إقليمية مناقضة تماما لمعنى لبنان، ولمعنى أن يعيش الجميع سواسية تحت سقف واحد. والحقيقة أن ما يمثله الحزب المذكور، على الرغم من استعراض العلاقات العامة بداعي استقبال البابا العابر من الضاحية الجنوبية من بيروت، لم يتغيّر ولن يتغيّر بحوار داخلي. إذا، حق لنا أن نسأل: لماذا كتب على اللبناني الراضي بالحياة المشتركة تحت سقف المساواة في الوطنية والقانون، أن يصمت عن ظلم كبير لاحق به كمواطن؟
إن رسالة البابا لاوون الرابع عشر واضحة لناحية رفض الظلم والاستسلام. وبالنسبة إلى ملايين اللبنانيين، إن رفض الظلم الآتي من الخارج لا يعني القبول بظلم داخلي يريد البعض تأبيده بأي ثمن.
نعم لمساواة تامة بين اللبنانيين تحت علم لبنان، والقانون، والحقوق، والواجبات. لا وألف لا لمنطق الاستكبار تحت شعار ما يسمى "أشرف الناس" بوجه المواطنين اللبنانيين العاديين!
رسالة البابا يمكن كل طرف أن يقرأها كما يحلو له: يمكن أن تكون رسالة للحوار الداخلي، أو رسالة للصمود بوجه التحديات المصيرية، أو للحوار الداخلي، أو للحوار والسلام الإقليمي، أو حتى رسالة للوحدة الإبراهيمية! من هنا فإن كلام البابا سوف يُقرأ من زوايا مختلفة ومتنوعة. ولكن قطعا لا يمكن قراءته على أنه دعوة إلى الاستسلام لموازين القوى التي فُرضت بالدم على لبنان بدءا من اغتيال رفيق الحريري عام ٢٠٠٥. ولذلك نقول إنه قبل الزيارة وبعدها، ثمة معيار للحياة الواحدة في هذا البلد، تقوم على المساواة بين اللبنانيين. أما التذرع بهزيمة "حزب الله" في الحرب الأخيرة مع إسرائيل فلا يمكن أن يكون سببا لإطالة أمد مرحلة الغلبة الداخلية بالحديد والنار، بذريعة أن ثمة مكونا مجروحا ينبغي بسببه حجب حق المساواة في الوطنية والحقوق والواجبات والرضوخ للقانون ومنطق الدولة عن الأغلبية الساحقة من اللبنانيين.
إنها لمفارقة، في زمن الغلبة والتجبّر، أن يتم دفع الأكثرية من اللبنانيين إلى تقديم تنازلات مخيفة في الحياة العامة وحتى الخاصة، تحت عنوان الانحناء للعاصفة. وفي زمن الهزيمة يتم تحضير الأكثرية لتقبل تنازلات مهولة على حساب حق المساواة تحت القانون ومنطق الدولة. بمعنى آخر، يتم سوق المواطن الصالح في البلد ليقبل بسياسة التعايش مع حالة خارجة عن القانون والحياة الوطنية المشتركة بحدودها الدنيا.
نحن ندعو إلى الحوار مع هذه الحالة بمقاربة داخلية، لكننا لم نعد نقبل أن نتعايش منكسرين مع حالة تمثل امتداداً لسياسات إقليمية مناقضة تماما لمعنى لبنان، ولمعنى أن يعيش الجميع سواسية تحت سقف واحد. والحقيقة أن ما يمثله الحزب المذكور، على الرغم من استعراض العلاقات العامة بداعي استقبال البابا العابر من الضاحية الجنوبية من بيروت، لم يتغيّر ولن يتغيّر بحوار داخلي. إذا، حق لنا أن نسأل: لماذا كتب على اللبناني الراضي بالحياة المشتركة تحت سقف المساواة في الوطنية والقانون، أن يصمت عن ظلم كبير لاحق به كمواطن؟
إن رسالة البابا لاوون الرابع عشر واضحة لناحية رفض الظلم والاستسلام. وبالنسبة إلى ملايين اللبنانيين، إن رفض الظلم الآتي من الخارج لا يعني القبول بظلم داخلي يريد البعض تأبيده بأي ثمن.
نعم لمساواة تامة بين اللبنانيين تحت علم لبنان، والقانون، والحقوق، والواجبات. لا وألف لا لمنطق الاستكبار تحت شعار ما يسمى "أشرف الناس" بوجه المواطنين اللبنانيين العاديين!
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
كتاب النهار
12/1/2025 9:21:00 AM
زيارة البابا يفترض أن تكون مناسبة للمصالحة، وكان ممكناً تخطي البروتوكول فيها، إذ يحق لصاحب الدعوة، كما للشاعر، ما لا يحقّ لغيره.
لبنان
11/26/2025 5:22:00 AM
كل ما يجب معرفته عن زيارة الحبر الأعظم الأحد
لبنان
11/30/2025 7:25:00 AM
البابا لاوون الرابع عشر في لبنان "وطن الرسالة"، في أجواء مشحونة بالتحديات ومفعمة بترقب خاص
سياسة
11/30/2025 5:48:00 PM
نبيه بري يهدي البابا لاوون الرابع عشر كتابا عن حضور المسيح في لبنان خلال لقائهما في بعبدا
نبض