زيارة البابا إلى مار شربل في عنايا
يقول المثل الشعبي اللبناني "قيمته منو وفيه"، وهذا المثل ينطبق على القديس شربل، اذ لا يحتاج الى دعاية، ولا الى اعلان يجعله عالمياً، فقد تحول مقصد الكثيرين من كل أصقاع الأرض، ومن مختلف ابناء الديانات. في ساحة عنايا، اميركيون، وفرنسيون، وسوريون، وخليجيون، وسودانيون، واثيوبيون،... اضافة الى اللبنانيين الذين يتوافدون اليه يومياً، ويشهدون له، وكثيرون يدونون في سجل الدير عجائب وشفاءات تحققت على يديه.
صحيح ان الشفاءات ليست بالضرورة مدخلاً الى الايمان، وليست عملاً آلياً يمكن طلبه "اونلاين"، لكنها تشكل دافعاً كبيراً لانها تجعل الناس يتلمسون محبة الله لهم، وعمله في التاريخ وفي الجغرافيا، فيتعمق ايمانهم ويشهدون لقوة الايمان التي يمكن ان تفعل العجائب. كما قال السيد المسيح (انجيل متى): لو كان لكم ايمان مثل حبة الخردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل ، فلا يكون شيء غير ممكن لديكم".
حتى ان أحد اباء الكنيسة الارثوذكسية قال ذات مرة من باب الطرفة المعبّرة "لا يمكن لأي قديس آخر مجاراة القديس شربل في حركة شفاءاته. إنه الاقوى في هذا المجال".

لم يزر بابا الكنيسة الكاثوليكية دير عنايا من قبل. وضع البابا الراحل فرنسيس الدير والضريح على جدول أعمال زيارته الى لبنان التي لم تتحقق. تعرف اليه من لبنانيين في الارجنتين، وصار شفيعاً له. وبناء عليه، أصرّ البابا لاوون الرابع عشر على تحقيق أمنية سلفه.
لكن الزيارة تحقق الكثير لمقام القديس شربل رغم شهرته المحققة أصلاً. فالمزار المقصود سيرقى الى مستوى العالمية لمليار و200 الف كاثوليكي في العالم، اضافة الى الملايين من ديانات اخرى يقصدونه لطلب الشفاعة والشفاءات، الجسدية كما النفسية.
وزيارة البابا الى دير عنايا، كما الى لبنان، تركز على اهمية القداسة والحياة الرهبانية، وتؤكد هوية لبنان الرسالة، وضرورة بقائه كياناً مميزاً لا تقسيمه ولا إلحاقه بأي بلد آخر.
نبض