من غزّة إلى اليمن إلى لبنان... إيران ضمن معادلة استقرار إقليمي

كتاب النهار 03-11-2025 | 05:22

من غزّة إلى اليمن إلى لبنان... إيران ضمن معادلة استقرار إقليمي

وبينما تراقب القاهرة غزة وتتابع طهران الحوثي، تمارس القوى الإقليمية ديبلوماسية متعددة الأطراف في إطار “السلام من أجل الرخاء”. ويمكن فهم تحركات الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وآخرين تجاه بلد مثل لبنان، بأن ترامب يسعى لتهدئة شاملة، خصوصاً بشأن أمن إسرائيل. 
من غزّة إلى اليمن إلى لبنان... إيران ضمن معادلة استقرار إقليمي
دور فاعل للوساطة العمانية
Smaller Bigger

تعددت تفسيرات الجمود الذي أصاب المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، كأنما الجمهورية الإسلامية تعاقبُ الرئيسَ الأميركي الذي منح إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمتها في 13 حزيران/يونيو 2025. غير أن المؤشرات تشير إلى أن الإيرانيين يشاركون واشنطن الرغبة في العودة إلى طاولة المفاوضات. فبعد ساعات من إعلان إيران عدم مشاركتها في قمة شرم الشيخ، عادت دعوات ترامب المتكررة إلى التفاوض، وهذه المرة من مصر، قائلاً: "نحن مستعدون متى ما كنتم مستعدين، وسيكون هذا أفضل قرار لإيران"!


الإيرانيون يجيدون إدارة الأوراق، فالانتخابات المحلية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 تمثل هاجساً لإدارة ترامب التي تقلق من انتخابات تجديد الكونغرس في 2026، ما يستدعي تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط أولاً لضمان استقرار أسواق الطاقة والاقتصاد الأميركي. 

 


وربما يلعب الإيرانيون بهذه الورقة في ظل حاجة ترامب للاتفاق بدلاً من الحرب، إذ يستثمرون في الواقعية الأميركية. فقد أوضح المبعوث الأميركي السابق إلى إيران روبرت مالي أن ترامب قصف منشآت نووية لأنه غير صبور، لكن هدفه كان اتفاقاً وشيكاً مع إيران، وربما ألهمه نتنياهو بفكرة أن الضغط العسكري يقود إلى التفاهم، مؤكداً أن ترامب لا يضع خطوطاً حمراء، فهو قادر على التحدث مع الإيرانيين أو حتى مع "حماس". وتعبيراً عن الواقعية الأميركية، قال أيضاً "إن إيران لن تقبل بالقيود الصاروخية التي تعني الاستسلام الكامل".

 

تلويحات من الشرق الأوسط


من المنطقة التي يسعى ترامب لتحقيق الاستقرار فيها، بدأت تلوح دعوات إلى الحفاظ على الحوار مع إيران. فقد استضافت سلطنة عُمان، في 30 تشرين الأول/أكتوبر، نائب وزير الخارجية الإيراني تخت روانجي في زيارة حملت رسائل عدة، بخاصة أن مسقط كانت الدولة المستضيفة للمحادثات النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران. ولا يمكن تجاهل، بعد هذه الزيارة، تصريحات عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري بأن إيران تلقت رسالة من الولايات المتحدة عبر عُمان لاستئناف المفاوضات. 


كما عقد روانجي في مسقط لقاءات بشأن اليمن مع المتحدث باسم حركة "أنصار الله" محمد عبد السلام وممثل الأمم المتحدة هانز غروندبرغ، وذلك عقب استئناف محادثات السلام في اليمن في إطار خريطة طريق سبق أن رعتها السعودية. وبعد هذا اللقاء، صرح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، خلال مشاركته في مؤتمر حوار المنامة، بأن "مشاركة إيران في منظومة الأمن الإقليمي تلعب دوراً في ترسيخ الاستقرار".


ومن المنطقة نفسها، واصلت القاهرة جهودها للتهدئة من غزة إلى طهران، إذ أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالين بنظيره الإيراني عباس عراقجي ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في إطار تحريك المفاوضات النووية. فوساطة مصر لا تقتصر على دور إيجابي بل ترتبط بأمن البحر الأحمر وغزة، وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الأمم المتحدة ضرورة إطلاق ديبلوماسية نشطة لمنع الحرب الإقليمية.


وبرغم أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني لا تزال تشترط "مفاوضات عادلة لا إملاءات"، فإنها تحافظ على مبدأ المفاوضات، ما يعكس إرادة جماعية من دول المنطقة باستثناء إسرائيل لتحقيق استقرار شامل. 


وبينما تراقب القاهرة غزة وتتابع طهران الحوثي، تمارس القوى الإقليمية ديبلوماسية متعددة الأطراف في إطار “السلام من أجل الرخاء”. ويمكن فهم تحركات الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وآخرين تجاه بلد مثل لبنان، بأن ترامب يسعى لتهدئة شاملة، خصوصاً بشأن أمن إسرائيل. 


في النهاية، الجميع يمارس "لعبة الانتظار"، مع ذلك لا أحد يرحب بوطأة الوقت، كما يتوافق نبض إيران الإيجابي والمشروط للمفاوضات مع بعض دول المنطقة التي تجد في المفاوضات سبيلاً لمواجهة مواجهة عسكرية شاملة!


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/2/2025 7:34:00 PM
أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية، استناداً إلى مصادر استخباراتية أوروبية، بأن هناك دلائل إضافية على جهود الجمهورية الإسلامية لإعادة تأهيل قدرات وكلائها، وعلى رأسهم "حزب الله"
كتاب النهار 11/3/2025 5:40:00 AM
يكفي الفلسطينيين إساءة الى لبنان الذي حضنهم، وإساءة الى اللبنانيين على مختالف فئاتهم ومكوناتهم
ثقافة 11/1/2025 8:45:00 PM
بصمة لبنانية في مصر تمثّلت بتصميم طارق عتريسي للهوية البصرية للمتحف المصري الكبير.
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."