رهانات لبنان في زمن فرصته الأميركية المتاحة

كتاب النهار 29-10-2025 | 13:16

رهانات لبنان في زمن فرصته الأميركية المتاحة

يقول مطلعون إن المفاعيل المباشرة للبنانيين في المحيط الأقرب للرئيس الأميركي هي أن للبنان حضوراً، إذا أحسن استغلاله وإيصال صوته، يتعين عليه أن يستفيد منه كما لم يحصل من قبل من أجل ضمان استعادة سيادته وقراره الحر، أقله خلال الولاية الحالية للرئيس الأميركي.
رهانات لبنان في زمن فرصته الأميركية المتاحة
دونالد ترامب وبولس مسعد (وكالات)
Smaller Bigger

 

لم يسبق أن أحاط أميركيون من أصل لبناني برئيس الولايات المتحدة الأميركية كما هو محاط راهناً الرئيس دونالد ترامب. فثمة أميركيون لبنانيون معلنون كما هي حال مسعد بولس وتوم براك وميشال عيسى، وهناك كثر ليسوا في واجهة الضوء ولكنهم يشكّلون عناصر فاعلة ومؤثرة أيضاً، إنما من دون أي أوهام بأن تكون أجندة هؤلاء لبنانية أو تتقدّم هذه الأجندة على أجندتهم الأميركية وخدمة مصالح الولايات المتحدة والإدارة الحالية في الدرجة الأولى وقبل أي أمر آخر، كما من دون أي أوهام إزاء أولوية المصالح الأميركية التي يغيب لبنان عادةً عن درجاتها الأولى ليغدو ضمن النتائج الجانبية للاهتمام بإسرائيل أو سوريا أو أي ملف إقليمي.

يقول مطلعون إن المفاعيل المباشرة للبنانيين في المحيط الأقرب للرئيس الأميركي هي أن للبنان حضوراً، إذا أحسن استغلاله وإيصال صوته، يتعين عليه أن يستفيد منه كما لم يحصل من قبل من أجل ضمان استعادة سيادته وقراره الحر، أقله خلال الولاية الحالية للرئيس الأميركي. فالفرصة المتاحة للبنان لضمان حصول ذلك قد لا تتكرر مع أي إدارة أميركية، معطوفة على أمرين مهمين:

الأول هو التغيير الجذري في التوازنات الإقليمية على نحو يُخشى أن لبنان لم يظهر حتى الآن إدراكاً لما يعنيه ليس إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة فحسب، بل المسار لإقفال الحرب العسكرية بين إسرائيل والفلسطينيين، وما يعنيه العدد الهائل للضحايا الفلسطينيين والدمار الهائل الذي لحق بهم من إقفال مرجح للاستثمار الإقليمي الطويل في هذا الملف، بغض النظر عن مآل المساعي والجهود لتحقيق حل الدولتين أو ما شابه. ولكن لهذا الأمر انعكاساته على لبنان ليس في استنساخ إنهاء الحرب في غزة بإنهاء الحرب في الجنوب فحسب، بل بإنهاء استثمار طال أمده وليس متصلاً فقط بإيران و"حزب الله" بل بالفلسطينيين أنفسهم الذين افتتحوا من لبنان حربهم ضد إسرائيل منذ نهاية ستينات القرن الماضي، كما حربهم في إنهاء الدولة اللبنانية، والتي ورثها الحزب لاحقاً في مراحل أخرى وصولاً حتى الوقت الراهن.

والأمر الآخر هو رغبة الرئيس الأميركي، بغض النظر عن تحبيذ مقارباته أم لا، بإنهاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وتفاعلاته في الشرق الأوسط وفق ما أعلن مراراً، ولو أن البعض يعتقد أنه قد يبدّل من مواقفه لاحقاً، ولكن مقاربته المتصلة بالضغط على إسرائيل من جهة لمنع ضم الضفة الغربية راهناً أو استعادة الحرب على غزة، كما الضغط على إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات، أمر يمكن للبنان استثماره إذا أحسن الأداء وتوجيه الرسائل المناسبة، وخصوصاً أنه عاد مبدئياً إلى الحضن العربي، وهناك تأثير فاعل متجدّد للمملكة العربية السعودية، ولو أنه لم يستطع الوصول إلى سقف التوقعات منه عربياً وأميركياً.

توم براك (وكالات)
توم براك (وكالات)

 

ترتبط إثارة هذا الموضوع بأمرين: الأول يتعلق بسحب الرئيس الأميركي ترشيح الديبلوماسي الأميركي جويل ريبورن إلى منصب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى. إذ عوّل لبنانيون فاعلون في واشنطن على طبيعة مقاربة ريبورن للملف السوري سابقاً زمن نظام بشار الأسد وتأثيره فيه، في ترجمة محتملة لمقاربة مماثلة في ملف لبنان تؤدي، في ظل النهج الذي يعتمده ترامب، إلى تثبيت سيادة لبنان وقراره المستقل. وذلك علماً أن لا أحد يمكن أن يعمل خارج الأطر التي يفرضها الرئيس الأميركي تحديداً في هذه الإدارة باعتباره المرجعية الوحيدة لكل الأمور، وليس وزارة الخارجية أو أي مؤسسة أخرى. فيما يسري بعض التكهنات إزاء احتمال ترشيح مورغان أورتاغوس لهذا المنصب بدلاً من ريبورن، خصوصاً إذا حققت مساعيها الأخيرة بين لبنان وإسرائيل نتائج جيدة.
والأمر الآخر يتصل بما يتحدث به البعض عن انفتاح لبناني على مستوى عالٍ على سياسيين أميركيين حاليين أو سابقين يزورون العاصمة اللبنانية، وهم إما من الحزب الديموقراطي وإما من القريبين منه، بمعنى عدم وجود صلة محتملة لهم مع إدارة الرئيس ترامب أو قدرتهم على إيصال صوت لبنان عبرهم، في ظل الانقسامات المعروفة راهناً في الولايات المتحدة وموقف إدارة ترامب من الديموقراطيين، الأمر الذي يحصل علناً وعلى نحو صريح. وهذا كله يظهر، بحسب المطلعين أنفسهم، ما يجب أن يضعه لبنان نصب عينيه ويعمل عليه من ضمن الفرصة المهمة أمامه.


الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/25/2025 1:09:00 PM
تأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه العديد من المدارس السورية نقصاً حاداً في المقاعد الدراسية
اقتصاد وأعمال 10/28/2025 10:49:00 AM
يعطي المدعي العام المالي القاضي ماهر شعيتو عناية خاصة لملف المبالغ المستعادة ومتابعة كل تفاصيله.
النهار تتحقق 10/28/2025 1:58:00 PM
أثارت الصورة تساؤلات عن صحتها، خصوصاً انه ليس من المألوف ظهور رئيس البرلمان اللبناني بالدشداشة والشبشب. 
لبنان 10/27/2025 8:02:00 PM
أثار خبر مقتل الشاب إيليو أبو حنا برصاص فلسطيني في مخيم شاتيلا عضباً لبنانياً كبيراً.