نتنياهو يختبر بالنار حدود الضغط الأميركي... وخطة ترامب لغزة دخلت في سباق مع الوقت

كتاب النهار 30-10-2025 | 06:00

نتنياهو يختبر بالنار حدود الضغط الأميركي... وخطة ترامب لغزة دخلت في سباق مع الوقت

لا أحد في الولايات المتحدة يشك في أن نتنياهو يتحيّن اللحظة المناسبة التي يُطيح فيها الاتفاق ويستأنف الحرب بكلّ قوّة. 
نتنياهو يختبر بالنار حدود الضغط الأميركي... وخطة ترامب لغزة دخلت في سباق مع الوقت
طفل فلسطيني يجلس وسط أنقاض منزل دمره القصف الإسرائيلي في النصيرات، وسط قطاع غزة. (أ ف ب)
Smaller Bigger

لن يطول الأمر بالرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى يكتشف أن إمكانات إيجاد تسوية تجارية مع الصين، والتوصل إلى اتفاق مع روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا، وحتى سعيه إلى ولاية ثالثة، هي أسهل بكثير من إيجاد حل لصراعات الشرق الأوسط.
ومهما قلّلت إدارة ترامب من خطورة الانتهاك الأوسع لاتفاق وقف النار في غزة ليل الثلاثاء، فهذا لا يلغي احتمالات تآكله أمام محاولات إسرائيلية حثيثة للتملص من الرقابة الأميركية والعودة إلى الحرب.
واضح أن الإدارة الأميركية تتقصّد أن تجعل الانتهاكات من طبيعة اتفاق وقف النار نفسه. هكذا يُفهم من وصف ترامب ما جرى بأنه "انتقام" لمقتل جندي إسرائيلي في رفح، في حين بدا نائبه جي. دي. فانس مطمئناً إلى أن الاتفاق "لا يعني عدم نشوب مناوشات بسيطة هنا وهناك".
إن جزءاً من الاطمئنان الأميركي عائد إلى أن الولايات المتحدة تتابع بالتفصيل الحوادث  على الأرض، وأعطت انطباعاً بأنها لم تُفاجأ بالتصعيد الإسرائيلي، الأمر الذي يؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أبلغ المسؤولين الأميركيين مسبقاً قراره توجيه الضربات، التي اعتبرها رداً على مقتل الجندي الإسرائيلي، وعلى ما يصفه بأنه تأخير متعمّد من جانب "حماس" في تسليم ما تبقّى من جثث أسرى إسرائيليين في غزة.
وأراد نتنياهو من خلال الرد الواسع أن يختبر مدى الهامش الذي يتيحه له ترامب في الظهور بمظهر من يمسك بالقرار الأمني، ويبدّد صورة الهيمنة الأميركية على القرار الإسرائيلي منذ القبول بوقف النار المستند إلى الخطة الأميركية لـ"اليوم التالي" في غزة.

 

أحد عناصر حماس يحمل جثة تم انتشالها من نفق في منطقة شمال خان يونس، جنوب قطاع غزة. (أ ف ب)
أحد عناصر حماس يحمل جثة تم انتشالها من نفق في منطقة شمال خان يونس، جنوب قطاع غزة. (أ ف ب)

 

وإذا كان ترامب لا يزال حتى تاريخه متحكّماً بإدارة الدفّة في إسرائيل، فهذا لا يعني أن نتنياهو قد بات فاقد الحيلة. فالهجمات الأخيرة على غزة كانت أعنف بكثير من الهجمات التي نفّذتها إسرائيل الأسبوع الماضي رداً على مقتل جنديين في رفح. والأشدّ غرابة هو أن نتنياهو يضع انتهاكات إسرائيل في معرض تعزيز وقف النار!
وعلى هذه الحال، يصير مشروعاً طرح السؤال: إلى أي مدى يمكن أن يصمد وقف النار إذا تكرّرت الانتهاكات؟ ولا أحد في الولايات المتحدة يشك في أن نتنياهو يتحيّن اللحظة المناسبة التي يُطيح فيها الاتفاق ويستأنف الحرب بكلّ قوّة. وهذا سرّ توافد المسؤولين الأميركيين على إسرائيل وإنشاء قاعدة أميركية في كريات غات قرب غزة.
ومع ذلك، يعتزم نتنياهو توسيع حدود "الخط الأصفر" بحيث يقضم مزيداً من مساحة غزة، ويفرض مزيداً من القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ويسعى إلى تأخير الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأميركية، مراهناً على أنه في حال لم تسلك هذه الخطة طريقها إلى التنفيذ في غضون شهر أو شهرين أو ثلاثة أشهر، فإن مصيرها سيكون الفشل، وتالياً إطلاق يد إسرائيل في استكمال احتلال غزة بالكامل.
وتداركاً للوصول إلى مرحلة كهذه، هناك استعجال أميركي للشروع في المرحلة الثانية من الاتفاق، بينما الواقع يشي بكثير من العقبات التي ستبرز من هنا وهناك، بما يُرجّح عودة الأمور إلى المربّع الأول.


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 10/28/2025 5:28:00 AM
تتحمل المصارف  مسؤولية استثمار جزء أساسي من أموال المودعين في مصرف لبنان، رغم علمها بعجز المالية العامة، فيما يتحمل "المركزي" مسؤولية تمويل الدولة خارج الأطر القانونية
اقتصاد وأعمال 10/28/2025 10:49:00 AM
يعطي المدعي العام المالي القاضي ماهر شعيتو عناية خاصة لملف المبالغ المستعادة ومتابعة كل تفاصيله.
صحة وعلوم 10/29/2025 2:06:00 PM
أنقذ الطبيب اللبناني الدكتور محمد بيضون طفلاً من الموت بجراحة غير مسبوقة أعاد فيها وصل رأسه بجسمه، بعدما كان الأمل مفقوداً في نجاته.
أوروبا 10/29/2025 1:12:00 AM
ابنة بريجيت ماكرون في شهادة أمام القضاء: "إنهم يسخرون من أولادي ويقولون أن جدتهم متحولة".