غزة أهم اختراق ديبلوماسي يحقّقه ترامب... والسؤال الكبير: ماذا عن مراحل ما بعد وقف النار؟

كتاب النهار 10-10-2025 | 06:37

غزة أهم اختراق ديبلوماسي يحقّقه ترامب... والسؤال الكبير: ماذا عن مراحل ما بعد وقف النار؟

ما يتيح للاتفاق الجديد أن يصادف ولو حظاً ضئيلاً بالثبات، هو انخراط ترامب في المساعي لوقف الحرب، ووجود إطار سياسي لـ"اليوم التالي" في غزة...
غزة أهم اختراق ديبلوماسي يحقّقه ترامب... والسؤال الكبير: ماذا عن مراحل ما بعد وقف النار؟
فلسطينيون في خان يونس يحتفلون عقب الاعلان عن اتفاق وقف النار في غزة. (أ ف ب)
Smaller Bigger

حقق الرئيس الأميركي دونالد ترامب اختراقاً في سياسته الخارجية، هو الأهم منذ عودته إلى البيت الأبيض قبل تسعة أشهر، بدفعه إسرائيل و"حماس" إلى التوقيع على وقفٍ للنار في غزة، قد يشكل في حال صموده بدايةً لوقف الحرب المستمرة منذ عامين، وربما إرساء أسس لانفراجٍ إقليمي أوسع.
الاتفاق الذي جاء بعد جهودٍ مكثفة على مدى ثلاثة أيام في منتجع شرم الشيخ المصري، بحضورٍ أميركي ومصري وقطري وتركي عالي المستوى، ووفدين من "حماس" وإسرائيل، هو بمثابة المرحلة الأولى من الخطة الأميركية المكونة من 20 بنداً، بعضها يلقى تحفظاً من الحركة وبعضها الآخر من إسرائيل.
لكنها المرة الأولى التي يضع ترامب ثقله الشخصي للتوصل إلى وقف النار وإطلاق الأسرى الإسرائيليين الـ48، بينهم 20 على قيد الحياة، في غضون 72 ساعة من بدء سريان وقف النار، في مقابل 1950 أسيراً فلسطينياً من المعتقلات الإسرائيلية. ولا يرقى الشك إلى الاعتقاد السائد بأنه لولا الضغط الذي مارسه ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لما كان في الإمكان الوصول إلى نتيجة إيجابية.
ما هي فرص نجاح وقف النار الجديد وعدم انهياره على غرار وقفين للنار في 2023 و2025، استعادت بموجبهما إسرائيل أكثر من 148 أسيراً، ومن ثم استأنفت الحرب؟
ما يتيح للاتفاق الجديد أن يصادف ولو حظاً ضئيلاً بالثبات، هو انخراط ترامب في المساعي لوقف الحرب، ووجود إطار سياسي لـ"اليوم التالي" في غزة، وإن كانت الشكوك تبقى قوية في ما إذا كانت الأمور ستجري بسلاسة عند بلوغ المراحل الصعبة من الخطة الأميركية.

 

امرأة إسرائيلية ترفع لافتة شكر للرئيس الأميركي دونالد ترامب في ساحة الرهائن بتل أبيب. (أ ف ب)
امرأة إسرائيلية ترفع لافتة شكر للرئيس الأميركي دونالد ترامب في ساحة الرهائن بتل أبيب. (أ ف ب)

 

تجاوز الصعوبات هو مسؤولية ترامب الذي وعد بأن تكون الولايات المتحدة "جزءاً من عملية الحفاظ على السلام" في غزة، وتعهد معاملة جميع الأطراف بـ"إنصاف"، تاركاً أكثر من لغزٍ حول مغزى كلامه. وعلى رغم ذلك، يبقى الهدف النهائي الذي حدده ترامب بتحقيق "سلامٍ قوي ودائم" بين إسرائيل وكل الأراضي الفلسطينية أمراً صعب المنال في المدى المنظور.
ومع أخذ الصعوبات المقبلة في الاعتبار، توجد فرصة لتنفيذ بقية بنود الخطة الأميركية، التي لن يكون في مستطاع ترامب الولوج إلى عملية سلامٍ أوسع في المنطقة من دون تثبيت الاستقرار في غزة.
وحتى الآن، منع ترامب نتنياهو من ضمّ الضفة الغربية رداً على الاعترافات الأوروبية الأخيرة بدولة فلسطين، وضغط عليه للقبول بخطته التي تضمنت للمرة الأولى عبارة "وقف الحرب" وليس الاكتفاء بوقفٍ موقتٍ للنار. وقد يقود ذلك إلى سقوط الائتلاف الحكومي في إسرائيل قريباً. ويتعين التوقف ملياً عند الاجتماع الذي عقدته أحزاب المعارضة الإسرائيلية الأربعاء، وأعلنت على أثره تأييدها للخطة الأميركية، لكنها أكدت في الوقت عينه أنها ستبذل ما تستطيع من جهدٍ لإسقاط الحكومة في الشتاء المقبل.
قد يكلف السير بالخطة الأميركية نتنياهو فرط ائتلافه اليميني المستند إلى دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة، بما يقود إلى انتخاباتٍ مبكرة، لا يزال من غير المحسوم من هو الحزب الذي سيفوز فيها. بيد أن نتنياهو، بعد استعادة الأسرى الإسرائيليين، سيوظف ذلك في حملةٍ دعائيةٍ واسعة زاعماً "تحقيق أهداف الحرب"، لتدعيم موقعه في أي انتخاباتٍ مقبلة.
لن يتأخر ترامب الآن في ضمّ غزة إلى لائحة النزاعات السبع التي أوقفها في ولايته الثانية، وتالياً تعزيز حظوظه بالفوز بجائزة نوبل للسلام، التي قد لا يكون من المصادفة أن موعد الإعلان عنها هو اليوم.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟
اسرائيليات 10/9/2025 3:20:00 PM
جلس في أحد المقاهي البيروتية واحتسى فنجان قهوة بين الزوار المحليين.