ترامب استوحى أفكاره لغزة من خطة بلير... لكن لا ضمانات بحصولها على موافقة نتنياهو

تُعدّ الأفكار والضمانات التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام "القمّة المتعدّدة الأطراف" الأربعاء في نيويورك، في ما يتعلق بمنع إسرائيل من ضمّ الضفة الغربية، والعمل على خطة لوقف الحرب في غزة، المقاربة الأكثر واقعية التي تصدر عن البيت الأبيض منذ 9 أشهر.
ومع أن ترامب وصف القمّة بأنها من "أهم الاجتماعات" التي عقدها، من الصعوبة بمكان الميل إلى التفاؤل بما ستؤول إليه عملياً، قبل معرفة موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سيتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، ويلتقي ترامب في البيت الأبيض الاثنين.
ولئنْ كان نتنياهو واثقاً من أن ترامب لن يلجأ إلى استخدام أيّ من أدوات الضغط على إسرائيل لحملها على القبول بالخطة الأميركية المستوحاة من خطة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، التي تضم عناصر مشتركة مع خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن احتمالات رفضه لما سيُعرض عليه أكبر بكثير من احتمالات القبول.
وبما أن ماكرون هو الأكثر انخراطاً في الدعوات إلى وقف فوري ودائم للحرب في غزة، مقرونة بالجهود المبذولة لإحياء فكرة حل الدولتين، فإنه الأقرب إلى فهم سياقات تفكير الحكومة الإسرائيلية. يقول الرئيس الفرنسي في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء: "إن الأولوية القصوى لنتنياهو ليست إطلاق الرهائن (الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس)، وإلا لما كان شنّ الهجوم الأخير على مدينة غزة، ولا كان قصف المفاوضين في قطر".
فوق هذا وذاك، لطالما تفاخر نتنياهو بأنه الزعيم الإسرائيلي الوحيد الذي يقول "لا" حتى للرؤساء الأميركيين. وهذا ما فعله مع باراك أوباما عندما أفشل محاولات الأخير لإعادة بثّ الحياة في المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية وأغرق الضفة بالاستيطان، وهكذا فعل مع جو بايدن، عندما تجاوز الكثير من الخطوط الحمر التي رسمها الرئيس السابق أمام إسرائيل في غزة، ونسف أكثر من محاولة لوقف النار.
هل تؤثر العزلة الدولية التي تقع فيها إسرائيل اليوم في تغيير رأي نتنياهو؟ لا يبدو الأمر كذلك، ما دامت المظلة السياسية والعسكرية الأميركية ممدودة فوق الدولة العبرية. وإن من يدعو الإسرائيليين إلى الاقتداء بالمجتمع الإسبارطي، لا يكترث كثيراً بتحوّل إسرائيل إلى دولة منبوذة في العالم، حتى من أقرب الدول إليها.