الدبابات الإسرائيلية تقدمت على ديبلوماسية روبيو: اجتياح مدينة غزة لوضع "حماس" أمام خيار واحد

اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توقيت "تكثيف العملية" البرية في مدينة غزة، مع انتهاء زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لإسرائيل وانتقاله إلى قطر، حاملاً معه "مهلة زمنية قصيرة" لـ"حماس" كي توافق على وقف النار.
وقبل أن يصل إلى الدوحة، غداة القمة العربية - الإسلامية التي أعلنت تضامنها المطلق مع قطر في مواجهة الاستهداف الإسرائيلي قبل أسبوع، أكد روبيو أنه لا بديل من الدور القطري كوسيط مع "حماس".
وعدا عن التأكيد على أهمية العلاقات الأميركية - القطرية، وعلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لم يكن سعيداً" باستهداف الدوحة وإن كان لا يعارض تصفية قيادة "حماس"، فإن روبيو سيطلب من الدوحة إقناع هذه القيادة نفسها بالموافقة على وقف النار في أسرع وقت ممكن، لأن البديل سيكون مضي نتنياهو في احتلال مدينة غزة، مع كل التداعيات الإنسانية التي وصفتها لجنة تابعة للأمم المتحدة أمس حرفياً بأنها "إبادة جماعية بتحريض من الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ ونتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت".
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن 300 ألف فلسطيني من أصل مليون يقطنون مدينة غزة قد نزحوا عنها حتى الاثنين، بينما حث مئات الآلاف الآخرين على إخلائها نحو الجنوب بسرعة، واصفاً المدينة بأنها "منطقة قتال خطرة".
وفي مقابل تعهد ترامب بأن إسرائيل "لن تضرب قطر" مجدداً، تريد واشنطن من الدوحة ممارسة أقصى الضغوط على قيادة "حماس" كي تقنعها بالموافقة على وقف للنار، يشمل إطلاق الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة (عددهم 48 بين أحياء وأموات)، في مقابل وعدٍ واهٍ بالعمل، فور دخول الهدنة المقترحة حيّز التنفيذ، على مفاوضات ترمي إلى وقف دائم للحرب، شرط إلقاء "حماس" السلاح.
وأتى تحرك الدبابات الإسرائيلية داخل شوارع مدينة غزة التي "تحترق"، وفق تعبير وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ليضفي جدية على قرار "عدم التراجع" عن احتلال المدينة. وبدوره، يؤكد نتنياهو أن هذا الاحتلال سيشكّل ضربة قوية لـ"حماس" ويسرّع في إطلاق ما تبقى من أسرى، وهي رواية وإن كانت تحظى بتأييد ترامب، فإنها موضع تشكيك لدى عائلات الأسرى التي "روعت" بعد سماع نبأ بدء الهجوم البري.
وبحسب موقع "أكسيوس" الإخباري، فإن روبيو أبلغ نتنياهو أن "إدارة ترامب تؤيد العملية البرية في مدينة غزة، وتريد أن تنتهي بسرعة".
وهناك بعد آخر أملى على نتنياهو تسريع البدء بالعملية البرية، ويتعلق ذلك بجلسة محاكمته بتهم الفساد. وقد استغل مثوله أمام المحكمة ليطلب إعفاءه من الاستجواب بسبب "حدوث أمور مهمة"، في إشارة إلى التطورات الجارية في القطاع.
وهذا تأكيد آخر على أن نتنياهو يتعمد إطالة أمد الحرب كي تخدم مصالحه السياسية، فيؤجل محاكمته بتهم الفساد، ويتجنب المحاسبة عن الإخفاق أمام هجوم "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ويبقي على ائتلافه الحكومي متماسكاً باسترضاء الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.