واشنطن تسترضي قطر ومكوكية ديبلوماسية لروبيو

يوازي اهمية القمة العربية والاسلامية في الدوحة دعماً لدولة قطر في وجه استهدافها من اسرائيل الثلثاء 9 ايلول\سبتمبر الجاري، اللقاء الذي جمع غداة الاعتداء الاسرائيلي، رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بالرئيس الاميركي دونالد ترامب في نيويورك، وكذلك لقاءه نائب الرئيس ووزير الخارجية الاميركيين بالاضافة الى موفده الى المنطقة ستيف ويتكوف.
النقطة الاساس هي فحوى الموقف الاميركي أو مضمونه من اجل تهدئة خواطر قطر وغضبها والبعض يقول غضب الدول الخليجية والعربية كذلك، وما حمله تالياً وزير الخارجية ماركو روبيو الى اسرائيل تزامناً مع انعقاد القمة في الدوحة ، وما سيحمله الى قطر بعد انعقادها.
حاول رد الفعل الأميركي بعيد الاعتداء الاسرائيلي على الدوحة ان يترجم علاقات الولايات المتحدة بكل من اسرائيل وقطر . اذ ان إدارة الرئيس دونالد ترامب متحالفة بشكل وثيق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وتدعم الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة واستهداف حركة " حماس"، لكنها أيضاً وبصفتها حليفاً وثيقاً لقطر التي تستضيف قاعدة عسكرية أميركية تضم حوالى 10 آلاف جندي، وجدت نفسها في موقف حرج. فقال ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه على رغم أن استهداف "حماس" كان "هدفاً نبيلاً"، إلا أن الضربة لم تُحقق الأهداف الإسرائيلية أو الأميركية، مؤكداً أن الولايات المتحدة لم تشارك في العملية. واضاف نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس خلال الاجتماع مع رئيس الوزراء القطري في إطار تضامنه مع قطر، أنّ "الحلول الديبلوماسية كفيلة حل المسائل العالقة في المنطقة".
نتنياهو تلقى رد فعل غاضباً من واشنطن، وبحسب معلومات ديبلوماسية روّج لزيارة روبيو على انها تظهر "قوة" الروابط بين البلدين معتبراً أن "التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة الآن أقوى من أي وقت مضى". وهذا ما لا شك فيه او حوله فيما ان واشنطن تعاقب الجامعات في الولايات المتحدة استناداً الى هوية الطلاب والمدرسين ونياتهم او افكارهم، في اطار الدعم لاسرائيل وتجاهر في رفضها مؤتمر حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية الذي تدفع به كل من المملكة السعودية وفرنسا، على هامش انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة الاسبوع المقبل في نيويورك . لكن هذا الترويج الاسرائيلي لمضمون زيارة روبيو التي تأتي في ظل ضغوط دولية على إسرائيل بدءاً من اجتماع لمجلس الامن رفضاً لاستهداف قطر وافقت في خلاله الولايات المتحدة على بيان ادانة الاستهداف، ولو انه مجرد بيان صحافي غير ملزم، وصولاً الى تصعيد اسرائيل عملياتها العسكرية في شمال قطاع غزة، وقبل أيام من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تعتزم دول غربية عدة الاعتراف بدولة فلسطينية، في خطوة تندد بها إسرائيل وواشنطن، لا ينفي رسالة محددة نقلها الديبلوماسي الاميركي الى نتنياهو.
وهذه الرسالة تتصل بما تعهده ترامب لرئيس الوزراء القطري على غير التهديدات التي ساقها رئيس الوزراء الاسرائيلي، بعد فشل استهدافه قيادات حركة " حماس" في الدوحة، وعلى غير محاولته الهروب الى الامام باستهداف متعدد لسوريا واليمن اثر فشل اعتداء الدوحة، ليس الا للقول ان اسرائيل لا تتراجع امام اي فشل. يضاف الى ذلك من اجل تحييد الانظار في اتجاه استهداف من لا يعترض المجتمع الدولي على استهدافهم، اي الحوثيين في اليمن او " حزب الله" في لبنان او فلول تنظيمات ما في سوريا.
في جوهر معالجة الازمة، يقول ديبلوماسيون ان واشنطن واجهت احراج استغلال خصومها الاعتداء الاسرائيلي على حليف وثيق للولايات المتحدة . فوسائل الاعلام الصينية وجلها مملوك من الدولة، ركزت في موضوع الاعتداء الاسرائيلي على صعوبة ان لم تكن استحالة عدم وجود معرفة اميركية مسبقة بموضوع الاعتداء، في وقت سارع فيه نتنياهو فور عملية الاستهداف الى اعلان تحمله المسؤولية عنه نافياً ضمناً أي مسؤولية للولايات المتحدة. وكتبت "وكالة الانباء الصينية" أن الغارات الجوية الإسرائيلية على الدوحة كانت "تصعيداً واضحاً" يشمل دولة عربية ذات سيادة ليس لديها أي أعمال عدائية عسكرية مباشرة مع إسرائيل. فيما اثيرت تساؤلات عن سبب عدم محاولة واشنطن وقف الاعتداء الاسرائيلي، كما فعلت حين اعلن الرئيس ترامب اعادة الطائرات الاسرائيلية الى قواعدها بعد وقف الحرب على ايران. وهذه الاخيرة عمد مسؤولوها ايضاً الى تقويض الشراكة الاقليمية للولايات المتحدة مع دول المنطقة كشريك امني موثوق به، في توظيف واضح للغضب الخليجي والعربي من اسرائيل وللاحباط من الولايات المتحدة كذلك.
rosannabm @hotmail.com