أهداف إسرائيل ومعضلة "الصراع" اليوم؟
 
                                    في الوقت الذي تُمهّد إسرائيل للعملية البرية في غزة أو اجتياحها لدفع الفلسطينيين إلى نزوح جديد، لم تتوان عن تصعيد عملياتها في المنطقة، فاستهدفت قيادات "حماس" في الدوحة ناسفة التفاوض وإنهاء دور الوساطة الذي تقوم به قطر للتوصل إلى اتفاق وقف النار، أو ما حكي عن اقتراح ترامب الذي لن يبصر النور بفعل التعنت الإسرائيلي واندفاعته لإنهاء القضية الفلسطينية.
قبل قصف مقر قيادة "حماس" في الدوحة، وهو ما يُشكّل منعطفاً في الصراع، خصوصاً وأن الأميركيين لم يعترضوا الضربة، استهدفت إسرائيل مستودعات صواريخ للجيش السوري في حمص، واستهدفت مواقع في الهرمل اللبنانية لـ"حزب الله"، فيما تواصل اقتطاع أجزاء من الضفة الغربية وتسعى إلى ضمها، رغم منع  
بنيامين نتنياهو مناقشة خطة الضم في جلسة مجلس الوزراء الأمني المصغر، بناء على طلب أميركي، لكن وقائع الضم دامغة بالتوازي مع الحرب على غزة.
في الواقع تكشف إسرائيل عن خطتها في المنطقة كلها، وهي تسعى لأن تكون لها اليد الطولى، مستفيدة من الدعم الأميركي وتغطية إدارته للحروب الإسرائيلية المستمرة، من دون أي ضغط لإنتاج تسويات لا في غزة، ولا سوريا ولا لبنان. وهذه الخطة التي بدأت تكرسها تل أبيب، ناجمة عن الاختلال في موازين القوى لصالحها، خصوصاً بعد الضربات التي وجهت لمحور الممانعة ومرجعيته الإيرانية، وهذا الأخير سهّل على الاحتلال بسياسات واهمة اندفاعته العدوانية، منذ "طوفان الأقصى" وحرب إسناد غزة من لبنان، إلى أن انهارت قوى المحور في المنطقة بسبب رهانات خاطئة وحسابات تتجاوز مصالح الدول وشعوبها، فحولتها إلى ساحات لتحسين شروطها في التفاوض النووي وهيمنتها في المنطقة.

انحسرت حركة حماس في قطاع غزة، وهي لا تزال تقاتل، من دون أن تتمكن من تغيير المعادلات ولا لجم إسرائيل، فيما تعرّض "حزب الله" في لبنان لضربات اغتالت معظم قياداته، ولا تزال تحتل نقاطاً في الأراضي اللبنانية، وتعمل على ترسيخ منطقة أمنية عازلة جنوباً، فيما دخل الجيش الإسرائيلي إلى الجنوب السوري، ويسعى أيضاً إلى منطقة أمنية خالية من السلاح تؤمن سيطرته.
الخطة الإسرائيلية باتت مكشوفة، فيما محور الممانعة في لبنان وفلسطين لا يزال يتحدث عن انتصارات، ويجدد رهاناته القائمة على أوهام القدرة الآن على هزيمة إسرائيل، فيما المطلوب قبل أي وقت الاعتراف بأن الاستمرار في السياسات ذاتها قد تؤدي إلى مزيد من الهزائم والانهيارات، ولذا لا يمكن فلسطينياً إلا مقاربة جديدة قائمة على الوحدة والعمل على تخفيف الخسائر لحماية الشعب الفلسطيني من نكبة جديدة. والأمر نفسه ينسحب على لبنان الذي لا يستطيع تحمل حرب إسرائيلية جديدة تعمل تل أبيب على استدراجها واستغلال الذرائع التي تقدم لها مع سلاح أخرج من المقاومة ضد إسرائيل وبات مصيره الصدأ في مستودعات مقفلة.
العودة إلى الدولة في لبنان، وترك الأمور للشعب الفلسطيني لتقرير مصيره أمام الحرب المجرمة وتجنباً لخسائر كبيرة ونكبات أخرى، هي أولوية. والأمر لا يعني الاستسلام، علماً أن ما حدث في اتفاق وقف النار في لبنان هو استسلام، فيما فلسطين اليوم أمام نكبة جديدة؟
[email protected]
Twitter: @ihaidar62 
 
     
                                                                             
                                                                             
                                                                             
                                                                             
                                                                             
                                                                             نبض
                                                                        نبض
                                                                     
                                                 
                                                 
                                                 
                                                 
                                                 
                                                 
                                                 
                                                 
                                                