كتاب النهار 01-09-2025 | 16:13

التلويح بهراوة القضاء لإسكات الإصلاحيين في إيران

الواقع، أن التيار المحافظ المهيمن على أروقة السلطة في إيران يخشى من مسألة التغيير، ويقلق من التفاف الشارع حول التيار الإصلاحي.
التلويح بهراوة القضاء لإسكات الإصلاحيين في إيران
الإيرانيون احتفلوا بالاتفاق النووي وبظريف
Smaller Bigger

 
 

الشعب الإيراني هو البطل الحقيقي في معركة التصدي للعدوان الإسرائيلي على بلاده الجمعة 13 حزيران/يونيو 2025، بعدم مشاركته الخطة التجريبية لإسقاط النظام خشية انهيار دولته. وإن كان النظام الحاكم لم يغفل الدور الوطني الذي أبداه هذا الشعب، لكنه تجاهل دور الحكومة الإصلاحية التي جاءت بمباركته  من أجل إعادة الشباب إلى المشاركة السياسية بعد عزوفهم عنها، وذلك بعد يأسهم من إمكان التغيير والإصلاح. 
وهذا الموقف لا يُزعج الإصلاحيين فحسب، بل يُقلق أيضاً القوى الإقليمية التي ترهن انفتاحها على إيران بالتغيير في الداخل، بخاصة أن الإصلاحيين لا يزال رهانهم على الديبلوماسية في حل أزمات بلادهم، بينما يعمل المحافظون على إحباط جهودهم!
الواقع، أن التيار المحافظ المهيمن على أروقة السلطة في إيران يخشى من مسألة التغيير، ويقلق من التفاف الشارع حول التيار الإصلاحي، بخاصة بعد ذلك العدوان، لذلك بادر إلى سياسة قلب الطاولة واتهم غريمه باستغلال الناس والتحدث باسمهم! 
هنا، تحول الأمر إلى معركة سياسية بين جناحي السلطة، والشعب الإيراني وحده يتحمل فيها تبعات قرارات لم يشارك في تصميمها؛ فالنظام يهندس الانتخابات، ويسيطر طيف واحد على البرلمان، وهناك يتم تمرير ما يريده، ثم بعدها يتحدث عن قوة نظامه الديموقراطي!
الواضح أن هناك تجاهلاً لقانون ديالكتيك التجربة، فالشعب ربما يكفر بالمحافظين والإصلاحيين معاً بعد صدمته. وإن كان قد ساند نظامه خشيةً على سلامة وطنه، ربما في المرة المقبلة يبارك رحيله مع استمرار العقوبات والفشل في حل القضايا الاقتصادية التي هي أزمته الأولى!


إسكات الناس
لوّح النظام الإيراني بهراوة القضاء لإسكات الأصوات المعارضة، وذلك بعد البيان الذي صوتت عليه اللجنة المركزية للجبهة الإصلاحية والذي طالب بالتغيير، فقد وصفه رئيس السلطة القضائية حسين إيجائي بأنه "يتماشى مع رغبات العدو"، ما يعني التهديد بتحريك اتهامات ضد المطالبين بالتغيير بالعمالة للخارج أو العمل ضد الأمن القومي الإيراني!
والنظام يطالب الآن بالتفرغ للحرب النفسية التي يواجهها مع الغرب وذلك بتوحيد الصفوف داخلياً، بخاصة بعد بدء تفعيل "آلية الزناد" التي بموجبها يُمكن إعادة العقوبات الدولية خلال 30 يوماً، ما يعني البقاء  تحت ضغط احتمال وقوع الحرب، إذا فشلتْ الديبلوماسية في وقتها الإضافي. بل يُمكن أن تطول فترة الضغوط إذا كان هناك شوط آخر، في حال موافقة أوروبا على مقترح تمديد الاتفاق النووي 6 أشهر أخرى.
لكن هناك أيضاً مسألة تنازع على اجتذاب الناس، إذ يخشى النظام تحرك الشارع دعماً لمطالب الإصلاحيين في لحظة قد تندلع فيها حرب ويربح فيها هؤلاء الإصلاحيون السلطة، إذ بينما يشتكي الإصلاحيون من هيمنة صوت طيف سياسي واحد على الإعلام الرسمي، بل الاحتقار والسخرية من الأصوات الأخرى، خرج خطباء منابر الجمعة يتحدثون عن الوحدة الوطنية رفضاً لمطالب الإصلاحيين بالحوار، فقالوا: "يحاول الأعداء منذ سنوات إجبار الشعب الإيراني على الاستسلام، لكن هذه الخطط لن تُنفّذ إطلاقاً". 
لكن واقعياً يهلل الناس مع كل اجتماع للديبلوماسية مع الغرب، إذ ترتفع مؤشرات البورصات وتنخفض الأسعار مع تراجع الدولار ويكون هناك بصيص أمل بالتغيير والانفتاح على العالم. ولذلك خرج هذا الشعب في مسيرات احتفال لاستقبال فريق التفاوض عقب التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015، بينما المحافظون اليوم، وبعدما خططوا لإحباط ذلك الاتفاق، يصبّون اللعنات على محمد جواد ظريف، مهندس ذلك الاتفاق، ويتهمون الإصلاحيين بالخيانة العظمى، متجاهلين خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للشعب الإيراني قائلاً: "لقد قمنا بمهمتنا والآن جاء دوركم"!


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟