تفضلوا قاوموا!

البائع يبيع، والشاري يشتري... لكن المقاوم لا يقاوم. هذا منطق الأمور السوريالي في لبنان. وبعد ما عانيت - أنا المواطن اللبناني الأعزل - من قصف إسرائيلي جرّته عليّ حجة إسناد غزة، حقّ مكتسب من حقوقي القليلة أن أسأل جماعة "سلاح المقاومة"، من يتهمونني بأنني من مدعي السيادة، سؤالاً: "ثمة جند إسرائيلي يحتل 5 نقاط في الجنوب... فلماذا تقعدون عن الجهاد؟ أليست هذه هي المقاومة التي تدّعون؟ هناك، لن تحتاجوا صواريخكم ولا مسيّراتكم. هناك، لن تحتاجوا أكثر من كلاشينكوف مذخّر، وقاذف آر بي جي، وقلب أسد. أظن السلاح موجود، وربما فرّ قلبكم إلى موسكو.
المقاومة الإسلامية مدعوة اليوم، فعلياً، الى الخضوع لاختبار الوطنية، هو نفسه الذي تَبرعُ دائماً في رمي الآخرين به، لحظة يتساءلون عن جدوى مشروع إقليمي خُدّامه مدّعو المقاومة، وما زالوا مصرين على خدمته.
فإن كنتم المقاومين الذين تزعمون، ولا تتخلون "عنه" لأنه سلاح يدافع عن لبنان، سيروا إلى النقاط الخمس مقاومين يحملون دمهم على الأكف ويفاجئون جند العدو بعبوات ناسفة وقذائف صاروخية في عمليات خاطفة لتحريرها... وعين الله ترعاكم، وعيون اللبنانيين كلهم.
وخائن بعدها من يدعو إلى نزع سلاحكم، بالإذن طبعاً من مبدأ حصرية السلاح في يد الدولة، ومن ورقة توم برّاك الملبننة، ومن طلّة مورغان أورتاغوس البهية.
وحدها العودة إلى أساسيات المقاومة تُعيد المقاومة إلى أساسياتها، وتخلع عنها الصبغة الإيرانية، وتُعفيها من دور إقليمي فضفاض جال بها من سوريا إلى العراق فاليمن، كرمى لعيون "فيلق القدس" الذي ما عرف يوماً أين تقع القدس.
وحدها العودة إلى "ألف باء" حرب العصابات التي تتجاوز السيناريو الدونكيشوتي بمصارعة كاميرات الجدار الحدودي ومصابيحه شهوراً، والتي سبق أن أخرجت إسرائيل من لبنان في 25 أيار 2000، كفيلة أن تُعيد "حزب الله"... مقاومةً في لبنان.