كتاب النهار
03-04-2025 | 05:42
من استهدف القرار 1701 بعد حربي 2006 و"الإسناد"؟
ألغى ترامب في رئاسته الأولى الاتفاق النووي مع إيران وزاد العقوبات عليها، لكنه بقي مصراً على أن التفاوض معها
- إسرائيل تطمح من زمان إلى إقامة دويلات صغيرة طائفية ومذهبية في الدولتين المجاورتين لها، سوريا ولبنان. ما جرى في الأولى من تحرّك درزي غير جماعي في اتجاه دروز إسرائيل، وما عرضته عليهم الأخيرة من تسهيلات للعمل على أراضيها مثل مواطنيها الدروز، ومن ثم العودة إلى منازلهم في القرى والبلدات المجاورة لها، أكبر دليل على ذلك. طبعاً لم يحصل الشيء نفسه في لبنان، باستثناء الدعوات "المكتومة" أو غير المباشرة لهم للتفكير في كيان درزي مستقل تحميه هي مثلما تحمي مواطنيها الدروز. لكن دروز اليوم في لبنان، بتأثير من الزعيم الدرزي الأبرز وليد جنبلاط وتأييد الأمير طلال أرسلان وتعاون شيخ عقل الطائفة الدرزية سعيد أبو المنى، لم يتأثروا بالدعوات الإسرائيلية رغم عدد من المغريات فيها، ورغم تفهّم بعضهم مطالب إخوانهم في سوريا من النظام الجديد وحرصهم على التجاوب معها تلافياً لفتح باب توجه الأقليات في سوريا إلى إسرائيل على مصراعيه، كما رغم اقتناعهم بأن مصلحة إخوانهم دروز إسرائيل لا بد أن تتأثر سلباً لأكثر من سبب في حال صار إخوانهم السوريون واللبنانيون منافسين لهم على رزقهم.
في هذا المجال يتذكر سياسيون "عتاق" أمراً حصل أيام حكم الرئيس جمال عبد الناصر في مصر، يؤكد أن إغراء الدروز للانتقال سياسياً إلى جانب إسرائيل كان دائماً هدفاً أساسياً عندها. والأمر هو لقاء قد يكون حصل مصادفة في روما أيام زمان بين إسرائيليين ومواطن درزي معروف، وقد عرضوا عليه يومها العمل مع جنبلاط الأب لإقامة دولة درزية في لبنان. طبعاً نقل هذا الشخص إلى جنبلاط "الأول" العرض فلم يعلّق عليه. لكنه بعد مدة زار القاهرة وأطلع الرئيس (الراحل) جمال عبد الناصر على الأمر، فشكره الأخير على ثقته ونصحه بعدم التجاوب مع العرض الإسرائيلي، علماً أن جنبلاط الأب، الشهيد، لم يكن أساساً في وارد القبول.
- نصحت أخيراً دولة أجنبية مهمة ذات دور أساسي في لبنان غير الولايات المتحدة، موظفيها العاملين هنا في إطار التعاون الثنائي المهم بينهما بمغادرة معظمهم لبنان إلى بلادهم، وبإبقاء موظف واحد في كل مشروع أو هيئة لمتابعة الأمور، ولعدم تكوين انطباع عند اللبنانيين "شعوباً" وحكّاماً أن دولتهم تتخلى عن بلادهم، كما لعدم إثارة خوف اللبنانيين. وكانت أمور من هذا النوع تحصل دائماً عندما كانت الحرب أو الحروب على أهبة الاشتعال داخل لبنان أو عليه. وعودة إسرائيل إلى الحرب الواسعة على لبنان و"حزب الله" فيه هي احتمال كبير، كما أن الاقتتال الداخلي بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان "حزب الله" هو احتمال واردٌ أيضاً في ظل التعقيدات الدولية - الإقليمية، ولا سيما بين إسرائيل وإيران وأميركا وإيران. والاثنتان شريكتان في السراء والضراء.
- ألغى ترامب في رئاسته الأولى الاتفاق النووي مع إيران وزاد العقوبات عليها، لكنه بقي مصراً على أن التفاوض معها ممكن إذا تخلّت عن سياسة الهيمنة على المنطقة وعن النووي، أما ترامب الثاني فيُهدّد إيران الإسلامية بالويل والثبور وعظائم الأمور والحرب المباشرة كما الحرب على أذرعها، وفي مقدمهم "حزب الله" الذي نال حصته من المعركة، وما عاد قادراً على استعادة مكانته المطلقة في البلاد من خلال إمساكه بالجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية للعاصمة، بل للعاصمة كلها، بعدما كان صاحب القرار الأوحد في البلاد بمعاونة أسد سوريا وخامنئي إيران. وهو بعد ضرب "الحزب" بواسطة إسرائيل بدأ ضرب "حوثيي" اليمن المؤهّلين لأن يكونوا خليفة "الحزب" في الفاعلية والقوة والالتزام. كما أنه مستمرٌ في الإعلان عن رغبته في التفاوض مع إيران حول النووي، وربما أمور أخرى، ولكن مع تهديد واضح وصريح بضرب نوويتها أو بناها الأساسية إذا استمرت في المعاندة. علماً أن ذلك لا يُغلي دوراً إقليمياً في إيران في رأي ترامب، شرط تخليها عن طموحاتها الخارجية الواسعة وعن تحقيق انتصار على إسرائيل والعرب، وهم سُنّة في معظمهم، كما عن رفع راية العصيان على واشنطن.
في النهاية، أعلن رئيس مجلس النواب أخيراً ورئيس "أمل" نبيه بري، شريكة "حزب الله" في "الثنائية الشيعية"، أن القصف الإسرائيلي الأخير للضاحية الجنوبية للعاصمة عدوانٌ موصوف، وأن إسرائيل تستهدف القرار الأممي 1701، وهذا صحيح، لكن لماذا يتجاهل دولة الرئيس أن "حزب الله" شريك الحركة التي يترأسها منذ عقود هو الذي أفرغ القرار المذكور من محتواه فسيطر على الجنوب وعلى الشريط الحدودي، وشكّل تهديداً لإسرائيل، كما سيطر على البقاع وعلى العاصمة؟ وهو الذي تسبّب بحرب الـ2006 علماً أنه انتصر فيها، وهذه حقيقة لا يفيد إنكارها. لكن هل هو منتصر الآن؟ وهل ينتصر أم يتعقّل ويُفسح في المجال أمام بحث مع سائر شعوب لبنان برعاية رئيسي الجمهورية والحكومة لجعل جيشه، أي "الحزب"، جزءاً من جيش لبنان ويتخلى عن سيطرته عليه ويعيد بناء الدولة التي شلّعتها قبله رجالات الدولة الأولى 1943 - 1989 بمساعدة، بل بقيادة فلسطينية أولاً وبقيادة ميليشيات "الحزب" لاحقاً؟ ولقد تسبّب الفلسطينيون باحتلال 1982 ولاحقاً "حزب الله" والإيرانيون بالحرب الأخيرة التي وضعت اللبنانيين كلهم في الزاوية. فهل يتعظ الجميع ويبنون دولة قبل أن يعطي ترامب نتنياهو الضوء الأخضر لتدمير ما تبقى من لبنان؟
في هذا المجال يتذكر سياسيون "عتاق" أمراً حصل أيام حكم الرئيس جمال عبد الناصر في مصر، يؤكد أن إغراء الدروز للانتقال سياسياً إلى جانب إسرائيل كان دائماً هدفاً أساسياً عندها. والأمر هو لقاء قد يكون حصل مصادفة في روما أيام زمان بين إسرائيليين ومواطن درزي معروف، وقد عرضوا عليه يومها العمل مع جنبلاط الأب لإقامة دولة درزية في لبنان. طبعاً نقل هذا الشخص إلى جنبلاط "الأول" العرض فلم يعلّق عليه. لكنه بعد مدة زار القاهرة وأطلع الرئيس (الراحل) جمال عبد الناصر على الأمر، فشكره الأخير على ثقته ونصحه بعدم التجاوب مع العرض الإسرائيلي، علماً أن جنبلاط الأب، الشهيد، لم يكن أساساً في وارد القبول.
- نصحت أخيراً دولة أجنبية مهمة ذات دور أساسي في لبنان غير الولايات المتحدة، موظفيها العاملين هنا في إطار التعاون الثنائي المهم بينهما بمغادرة معظمهم لبنان إلى بلادهم، وبإبقاء موظف واحد في كل مشروع أو هيئة لمتابعة الأمور، ولعدم تكوين انطباع عند اللبنانيين "شعوباً" وحكّاماً أن دولتهم تتخلى عن بلادهم، كما لعدم إثارة خوف اللبنانيين. وكانت أمور من هذا النوع تحصل دائماً عندما كانت الحرب أو الحروب على أهبة الاشتعال داخل لبنان أو عليه. وعودة إسرائيل إلى الحرب الواسعة على لبنان و"حزب الله" فيه هي احتمال كبير، كما أن الاقتتال الداخلي بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان "حزب الله" هو احتمال واردٌ أيضاً في ظل التعقيدات الدولية - الإقليمية، ولا سيما بين إسرائيل وإيران وأميركا وإيران. والاثنتان شريكتان في السراء والضراء.
- ألغى ترامب في رئاسته الأولى الاتفاق النووي مع إيران وزاد العقوبات عليها، لكنه بقي مصراً على أن التفاوض معها ممكن إذا تخلّت عن سياسة الهيمنة على المنطقة وعن النووي، أما ترامب الثاني فيُهدّد إيران الإسلامية بالويل والثبور وعظائم الأمور والحرب المباشرة كما الحرب على أذرعها، وفي مقدمهم "حزب الله" الذي نال حصته من المعركة، وما عاد قادراً على استعادة مكانته المطلقة في البلاد من خلال إمساكه بالجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية للعاصمة، بل للعاصمة كلها، بعدما كان صاحب القرار الأوحد في البلاد بمعاونة أسد سوريا وخامنئي إيران. وهو بعد ضرب "الحزب" بواسطة إسرائيل بدأ ضرب "حوثيي" اليمن المؤهّلين لأن يكونوا خليفة "الحزب" في الفاعلية والقوة والالتزام. كما أنه مستمرٌ في الإعلان عن رغبته في التفاوض مع إيران حول النووي، وربما أمور أخرى، ولكن مع تهديد واضح وصريح بضرب نوويتها أو بناها الأساسية إذا استمرت في المعاندة. علماً أن ذلك لا يُغلي دوراً إقليمياً في إيران في رأي ترامب، شرط تخليها عن طموحاتها الخارجية الواسعة وعن تحقيق انتصار على إسرائيل والعرب، وهم سُنّة في معظمهم، كما عن رفع راية العصيان على واشنطن.
في النهاية، أعلن رئيس مجلس النواب أخيراً ورئيس "أمل" نبيه بري، شريكة "حزب الله" في "الثنائية الشيعية"، أن القصف الإسرائيلي الأخير للضاحية الجنوبية للعاصمة عدوانٌ موصوف، وأن إسرائيل تستهدف القرار الأممي 1701، وهذا صحيح، لكن لماذا يتجاهل دولة الرئيس أن "حزب الله" شريك الحركة التي يترأسها منذ عقود هو الذي أفرغ القرار المذكور من محتواه فسيطر على الجنوب وعلى الشريط الحدودي، وشكّل تهديداً لإسرائيل، كما سيطر على البقاع وعلى العاصمة؟ وهو الذي تسبّب بحرب الـ2006 علماً أنه انتصر فيها، وهذه حقيقة لا يفيد إنكارها. لكن هل هو منتصر الآن؟ وهل ينتصر أم يتعقّل ويُفسح في المجال أمام بحث مع سائر شعوب لبنان برعاية رئيسي الجمهورية والحكومة لجعل جيشه، أي "الحزب"، جزءاً من جيش لبنان ويتخلى عن سيطرته عليه ويعيد بناء الدولة التي شلّعتها قبله رجالات الدولة الأولى 1943 - 1989 بمساعدة، بل بقيادة فلسطينية أولاً وبقيادة ميليشيات "الحزب" لاحقاً؟ ولقد تسبّب الفلسطينيون باحتلال 1982 ولاحقاً "حزب الله" والإيرانيون بالحرب الأخيرة التي وضعت اللبنانيين كلهم في الزاوية. فهل يتعظ الجميع ويبنون دولة قبل أن يعطي ترامب نتنياهو الضوء الأخضر لتدمير ما تبقى من لبنان؟
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
اقتصاد وأعمال
11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
سياسة
11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان
سياسة
11/22/2025 12:00:00 AM
نوّه عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً.
مجتمع
11/21/2025 8:31:00 AM
تركيا وسواحل سوريا ولبنان وفلسطين ستكون من بين المناطق المستهدفة بالأمطار بعد إيطاليا
نبض