تقول الكتب إن المرأة خُلقت من ضلع الرجل، ومن يومها يولد الرجال من ضلوع النساء.

تناضل النساء من أجل إلغاء التمييز بينهن وبين الرجال، ومن أجل إقرار قوانين تضمن المساواة وتزيل الظلم اللاحق بهن، خصوصاً في قضايا الأحوال الشخصية، حيث تصطدم النساء غالباً بالنصوص الدينية والقيمين على تطبيقها وفق تفاسير وتأويلات قديمة من التراث، فينجحن حيناً ويتعثرن أحياناً، ما يدفع ناشطات بينهن إلى الذهاب إلى حد "تجريم" الرجل لكونه رجلاً. 

ليس النقاش هنا في أحقية "النسوية" أو لا، فهذا شأن جدلي معقد. 
في يوم المرأة العالمي، مفيدٌ القول إن العلاقة بين الرجل والمرأة ليست علاقة صراع وقتال، ليست المرأة عدوة الرجل ولا الرجل عدو المرأة، الأدبيات القديمة والحديثة، الدينية وغير الدينية، التي تحط من قدر المرأة لم تعد هي السائدة، فالمجتمعات تتجه نحو مساواة كاملة في الحقوق والواجبات، مساواة تقتحم حتى المجتمعات المحافظة، ومهما طال الوقت، فإن حيز التمييز سيضيق مع الأيام وتقدم المجتمعات، فالتاريخ لا يعود إلى الوراء.

ليست المرأة نصف المجتمع ولا النصف الآخر للرجل، فلا المجتمع نصفين، ولا الرجل نصفاً ولا المرأة نصفاً. كل منهما كل كامل، وكلاهما معاً كل كامل. وهي ليست ناقصة عقل ودين، ولا ضلعاً قاصراً، ولا عورة، ولا أصل الشر والخطيئة الأولى... ولا "أخت الرجال"... هي غير ذلك وأقوى كثيراً مما يعتقده الناس. ما كان الرجل يوماً منتجاً أكثر من المرأة ولا كادحاً أكثر منها. يعرف أهل الأرياف خصوصاً، أن أمهاتهن وأخواتهن حملن البيوت على اكتافهن، كتفاً إلى كتف مع الآباء والأشقاء، وربما أكثر. 

نعرف أن المرأة هي الأقوى في العلاقة مع الرجل، هي صاحبة الكلمة الفصل، هو يطلب وهي صاحبة القرار، والمرأة تعرف انها الأقوى بالغريزة، الله وضع فيها كل عناصر القوة التي حاول رجال على مر التاريخ سلبها إياها لكن هيهات أن تفقد المرأة ما حباها الله به من صفات ومزايا. 

المرأة أجمل المخلوقات. اسألوا الرجال الذين يعرفون قدر النساء، اسألوا العاشقين والشعراء، ابحثوا في الكتب والروايات، فتشوا عن الحبيبات في ثنايا الذاكرات... هي أجمل المخلوقات خلقة، لكنها أيضاً أكثرهن غموضاً، لا يفهم الرجل المرأة كلياً أبدأ، غموضها من أسرار كينونتها، تماماً كالشهوة، وليس على الرجل إلا التسليم أمام هاتين العطيتين الإلهيتين اللتين لا سلطة له عليهما.

ألم أقل لكم إن المرأة هي الأقوى؟!