كنت أسأل نفسي عندما كنت صغيرة: "أي امرأة أريد أن أكون، أو أي امرأة يجب أن أكون؟"، وهذا سؤال ربما تسأله كل فتاة لنفسها ذات يوم في حياتها.

اليوم، بمرور الوقت وتراكم التجارب، يمكنني أن أقول لكل امرأة: 

كوني امرأةً لا تحتاج رجلاً في حياتها، وليكن وجود هذا الرجل خياراً لا ضرورة، وليكن شريكاً يعامِلك المعاملة التي تستحقين... لا أكثر.

كوني امرأةً لا تقبل بقيود مجتمع يفرض عليها الإنجاب أو الزواج في عمر معين .

كوني امرأةً لا تقبل بأقل مما تستحقه، ولو حاول بعضهم إقناعها بعكس ذلك.

كوني امرأةً تعمل، وتكون مستقلة عن أخ وأب وزوج، كي تختار ما تريد بملء حريتها.

كوني امرأةً لها موقفها ورأيها، لا تخشى من إبرازه أمام الجميع.

كوني امرأةً تتغلب على الوجع والمرض والتجارب ببسمة.

كوني امرأةً تمسح دمعها، فترسم عينيها بالكحل، وتواجه الدنيا في كل يوم. 

كوني امرأةً تضعف كثيراً، لأن الضعف طبيعي، ولأنها تعطي من ضعفها قوةً بدقائق.

كوني امرأةً – أماً، أمومتها لا تحدّ من أحلامها، لأن أجمل مثال للأولاد هي أم قوية تعمل وتطور وتنجح وتحلم.

كوني امرأةً لا يدفعها أحد إلى الشعور بأنها مختلفة، لأنها امرأة فحسب!

كوني امرأةً لا تتقيد بمعاير جمال المجتمع، ولا تخاف من الشيخوخة، لأنها امرأة فحسب! 

كوني امرأةً تعلم متى تغادر مكانها لأن ما تطمح إليه لم يعد موجوداً في هذا المكان، لا مهنياً ولا معنوياً.

كوني امرأةً تجيب كل من يحثها على العثور على رجل يقف بجانبها ويرعاها... "أنا هو هذا الرجل".

كوني امرأةً تريدينها أنتِ بكل بساطة، ولا أحد آخر.

كوني امرأةً ترتاح لقول ما تشعر به، ولا تتردد في أن تكون هي نفسها.

كوني امرأةً طبيعية لا ترضى الزيف طريقةً لنيل إعجاب الآخرين.

كوني امرأةً لا تخاف قول ما ما تشعر به بكل بساطة.

كوني امرأةً هي أنتِ دائماً، ولا تكوني شخصاً آخر.

كوني أنتِ... فأنتِ أصدق وأجمل ما تملكين. 

ولكل امرأة تخاف، تتردد، تشكك في نفسها، أو تمر في وضع صعب، في حالة صحية دقيقة، أو بحملٍ صعب... بطلاقٍ، بفراق حبيب خانها وكسر ثقتها بنفسها... لكل امراة تعرضت للضرب والإهانة والخيانة والاغتصاب والظلم والتعنيف... ثوري، وكوني امرأة لا تقبل الاستسلام لأي ألم، أو لأي ظلم، أو لأي واقع مفروض عليك. ثوري، وقولي: "أنا هي المرأة التي أريد".

هذا كان جوابي لنفسي بعد كل هذه الأعوام. فهذه هي المرأة التي أريد أن أكونها في كل يوم، والتي أحاول أن أكونها في كل يوم، إنها مرأة لا تستسلم، ولن تستسلم، مهما غدرها الزمن.