ترامب لطّف اقتراحه وينتظر قمة القاهرة... ونتنياهو يُعقّد الانتقال إلى المرحلة الثانية في غزة

كتاب النهار 24-02-2025 | 06:04

ترامب لطّف اقتراحه وينتظر قمة القاهرة... ونتنياهو يُعقّد الانتقال إلى المرحلة الثانية في غزة

لا ريب في أن الرفض المصري والأردني والعربي والدولي للاقتراح-الصدمة قبل أسبوعين، لعب دوراً في دفع ترامب إلى التقاط الأنفاس والتريث، لتبيان ما سيقترحه العرب في قمة القاهرة، من خطة مضادة للتهجير.
ترامب لطّف اقتراحه وينتظر قمة القاهرة... ونتنياهو يُعقّد الانتقال إلى المرحلة الثانية في غزة
ترامب ينتظر خطة العرب لاعمار غزة (أ ف ب)
Smaller Bigger

في انتظار القمة العربية الطارئة في القاهرة في 4 آذار / مارس المقبل، تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطوة إلى الخلف عن خطته "تملك" غزة ونقل سكانها إلى مصر والأردن وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، ليعلن الجمعة أن ما أعلنه كان مجرد توصية أوصى بها ولن يعمل على فرضها.     
لا ريب في أن الرفض المصري والأردني والعربي والدولي للاقتراح-الصدمة قبل أسبوعين، لعب دوراً في دفع ترامب إلى التقاط الأنفاس والتريث، لتبيان ما سيقترحه العرب في قمة القاهرة، من خطة مضادة للتهجير، وتلحظ إعادة بناء غزة على مراحل تمتد سنوات، وتفتح في نهايتها أفقاً أمام حل سياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.    

 

وينسب مسؤولون أميركيون إلى ترامب الفضل في تحفيز العرب على التقدم ببدائل من اقتراحه، والبحث جدياً في استراتيجية عملية لإدارة القطاع في "اليوم التالي" للحرب.   

 

وهذا ما لا يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سيسعى إلى تجنب الإعلان عن وقف الحرب، كي يتفادى، كما بات معروفاً، انهيار ائتلافه الحكومي، وسيصرّ على التمسك باقتراح ترامب للتهجير.   

 

وهذا ما يجعل قبول نتنياهو التفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار، موضع شك، على رغم الجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي لترامب ستيف ويتكوف، للدخول في هذه المرحلة أو البحث عن بدائل منها تقود إلى استكمال إطلاق الأسرى الإسرائيليين الأحياء في غزة، وعدم تعريض وقف النار للانهيار.    

 

وأتى قرار نتنياهو عدم إطلاق الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، كما هو مقرر السبت، في مقابل ستة أسرى إسرائيليين أطلقتهم "حماس" بسبب ما سماها "المراسم المهينة" التي تتبعها الحركة عند كل عملية إطلاق، بمثابة نذير بما يمكن أن يتوسله رئيس الوزراء الإسرائيلي، كي يعرقل الانتقال إلى المرحلة الثانية.     

 

تأخير الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، يتجاوز كونه وسيلة ضغط موقتة على "حماس"، إلى خطة ممنهجة لدفع الحركة إلى رد مماثل تستخدمه الحكومة الإسرائيلية لإلقاء اللوم على الطرف الآخر في انهيار الاتفاق. وسبق أن عمد نتنياهو إلى منع دخول المنازل المتنقلة وآليات رفع الإنقاض التي تنتظر على معبر رفح، إلى القطاع.    

 

واقع الأمر، يشي بأن نتنياهو لا يضغط على "حماس" فحسب، وإنما يستبق الخطة المصرية والقمة العربية التي قد تصوغ هذه الخطة على شكل مبادرة عربية واسعة، ليذكّر بأن كل ما يصدر عن هذه القمة ولا يتوافق مع أهداف الحرب الإسرائيلية، لن يكون مقبولاً، في تل أبيب. وأول هذه الأهداف هو القضاء على "حماس" عسكرياً وسلطوياً. 


لن يفرط نتنياهو بالمكاسب العسكرية التي حققتها إسرائيل في حربها مدى 16 شهراً من غزة إلى لبنان واستطراداً إلى إيران وسوريا.      

 

إلى أي مدى يمكن أن يجد ترامب مخارج؟ الواضح أن الرئيس الأميركي يريد إطلاق كل الأسرى الإسرائيليين في غزة، ولو كان ذلك على حساب الضغط على نتنياهو كي لا يستأنف الحرب في الأول من آذار عند انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، وانتظار ما يمكن أن يتوصل إليه ويتكوف من حلول وسط مع الوسيطين المصري والقطري، من دون أن يغيب عن البال أن البيت الأبيض يريد إفساح المجال أمام العرب كي يقدموا خطتهم لغزة، كي يبني على الشيء مقتضاه.    

 

وهذا الجانب الأميركي غير المستعجل للاستئناف الحرب، على رغم التهديد بـ"الجحيم" من وقت إلى آخر، يقلق نتنياهو ويجعله أكثر توتراً في التعامل مع المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.    

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 10/17/2025 6:20:00 AM
"وقهوة كوكبها يزهرُ … يَسطَعُ مِنها المِسكُ والعَنبرُوردية يحثها شادنٌ … كأنّها مِنْ خَدهِ تعصرُ"
ثقافة 10/17/2025 6:22:00 AM
ذلك الفنجان الصغير، الذي لا يتعدّى حجمه 200 ملليليتر، يحمل في طيّاته معاني تفوق حجمه بكثير
ثقافة 10/17/2025 6:23:00 AM
القهوة حكايةُ هويةٍ وذاكرةٍ وثقافةٍ عريقةٍ عبرت من مجالس القبائل إلى مقاهي المدن، حاملةً معها رمزية الكرم والهيبة، ونكهة التاريخ.
ثقافة 10/17/2025 6:18:00 AM
من طقوس الصوفيّة في اليمن إلى صالونات أوروبا الفكرية ومقاهي بيروت، شكّلت القهوة مساراً حضارياً رافق نشوء الوعي الاجتماعي والثقافي في العالم.