كتاب النهار
20-02-2025 | 06:28
مستقبل غزة... الاختبار العربي الصعب
سيعزّز اجتماع الدول المعنيّة بالملفّ الفلسطيني في "قمّة خماسية" من قوة الموقف المصري والأردني في مواجهة ضغوط إدارة ترامب، وتوفير دعم سياسي واقتصادي يضمن عدم تحميلهما عبء الحلول المطروحة.

فلسطينيون وسط الدمار في جباليا شمال قطاع غزة (أ ف ب)
في ظلّ التحولات الكبرى في المشهد السياسي الإقليمي في غزة، يبرز الدور العربي عنصراً أساسياً في رسم ملامح المرحلة المقبلة، وأصبحت الحاجة إلى التنسيق العربي المستمر أكثر إلحاحاً، إذ تتجه الأنظار إلى قمّة خماسية عربية تجمع السعودية والإمارات ومصر والأردن وقطر، لمناقشة المستجدات والتحديات التي تفرضها السياسات الأميركية والإسرائيلية الجديدة تجاه غزة والضفة الغربية.
مع عودة دونالد ترامب إلى الواجهة السياسية، تتزايد المخاوف من عودة خططه التي تثير الجدل حول مستقبل قطاع غزة والضفة الغربية، فتصريحاته الأخيرة بشأن تحويل غزة إلى "ريفييرا المنطقة" بعد تهجير سكانها تواجه رفضاً قاطعاً من الفلسطينيين والدول العربية المرتبطة بالملف، خصوصاً مصر والأردن. والبيت العربي يدرك أهمية إدارة ملف مستقبل غزة والضفة الغربية بشكل استباقي، والخروج بمقترحات عربية قابلة للتطبيق مع الوصول إلى حلول متوازنة ومنطقية تعبر بالقضية الفلسطينية إلى حل الدولتين.
تاريخياً، لطالما شكلت مصر والأردن ركيزة الاستقرار في المنطقة، بحكم ارتباطهما المباشر بالقضية الفلسطينية، سواء بحكم الجغرافيا أو بحكم معاهدات السلام مع إسرائيل، لكن الضغوط السياسية والاقتصادية عليهما تجعل من المستحيل القبول بأيّ مخططات قد تهدّد أمنهما الوطني، ما يجعل التحركات الديبلوماسية الحالية بين القاهرة وعمّان وواشنطن ذات أهمية قصوى في تحديد مسار الأحداث المقبلة.
الوصفة الترامبية لإعادة رسم خريطة القضية الفلسطينية لن يكون لها تأثير ما لم يحصل ترامب على الدعم العربي، وهو ما يجعل الإمارات والسعودية وقطر عناصر أساسية في المعادلة. فالرياض تمثل مفتاحاً لمزيد من اتفاقيات التطبيع العربي مع إسرائيل، وأي مفاوضات حول مستقبل غزة أو الضفة ستحتاج إلى موقف سعودي واضح. في المقابل، تؤدي الإمارات دوراً استراتيجياً من خلال دعمها السياسي والاقتصادي والإنساني لمبادرات الاستقرار الإقليمي، فيما تُعدّ قطر إحدى الجهات الداعمة لجهود إعادة الإعمار وأدّت دوراً كبيراً في الوساطة منذ بداية أحداث حرب غزة.
سيعزز اجتماع الدول المعنية بالملف الفلسطيني في "قمة خماسية" من قوة الموقف المصري والأردني في مواجهة ضغوط إدارة ترامب، وتوفير دعم سياسي واقتصادي يضمن عدم تحميلهما عبء الحلول المطروحة، كما من المتوقع أن تستهدف القمة تحقيق أهداف عدة رئيسية، أهمها توحيد الموقف العربي بشأن أي خطط أميركية أو إسرائيلية تستهدف غزة والضفة الغربية، ومنع فرض حلول قسرية قد تضر بالاستقرار الإقليمي، وتقديم بديل عربي عملي لمشروع ترامب عبر خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة من دون المساس بحقوق سكانها، وإعادة إحياء مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية عام 2002 كأساس لأيّ تسوية مستقبلية، مع تأكيد رفض أي محاولة لفرض واقع جديد على الأرض من دون توافق فلسطيني-عربي.
ورغم أهمية القمة الخماسية المرتقبة، هناك تحديات حقيقية تواجه الدول العربية في التعامل مع الأزمة، أبرزها أن ترامب يسعى إلى تحقيق اختراق سياسي سريع في ملف غزة، وإسرائيل ترغب في فرض شروطها الأمنية، ما يتطلب موقفاً عربياً قوياً ومتجانساً، كما أن استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي بين السلطة الفلسطينية وحركة "حماس" يضعف أيّ موقف تفاوضي، وهو ما يستلزم دوراً عربياً فاعلاً في مسألة إدارة غزة، فمن غير المنطقي أن يكون لـ"حماس" دور في المستقبل بعدما تسببت بدمار غزة على أثر مغامرة "طوفان الأقصى".
إن أهمية الدور العربي في هذه المرحلة لا تقتصر على رفض الأطروحات الأميركية والإسرائيلية، بل تتجاوز ذلك إلى ضرورة طرح رؤية عربية متكاملة تستند إلى الحق الفلسطيني المشروع في تقرير المصير مع توفير حلول عملية لضمان استقرار المنطقة. وهنا يأتي دور القمة الخماسية، لا فقط كاجتماع سياسي، بل كإطار استراتيجي لصوغ موقف عربي موحد يواجه التحديات المقبلة بحكمة وديبلوماسية.
القضية الفلسطينية تقف اليوم أمام مفترق طرق، والعرب أمام تحدّي الخروج بمقاربة جديدة تنقذ الموقف، وتحفظ حقوق الفلسطينيين وتمنع فرض حلول قسرية على المنطقة. ولعل القمة الخماسية المرتقبة تكون نقطة تحوّل حقيقية في مسار الأحداث في مواجهة التحديات المقبلة.
مع عودة دونالد ترامب إلى الواجهة السياسية، تتزايد المخاوف من عودة خططه التي تثير الجدل حول مستقبل قطاع غزة والضفة الغربية، فتصريحاته الأخيرة بشأن تحويل غزة إلى "ريفييرا المنطقة" بعد تهجير سكانها تواجه رفضاً قاطعاً من الفلسطينيين والدول العربية المرتبطة بالملف، خصوصاً مصر والأردن. والبيت العربي يدرك أهمية إدارة ملف مستقبل غزة والضفة الغربية بشكل استباقي، والخروج بمقترحات عربية قابلة للتطبيق مع الوصول إلى حلول متوازنة ومنطقية تعبر بالقضية الفلسطينية إلى حل الدولتين.
تاريخياً، لطالما شكلت مصر والأردن ركيزة الاستقرار في المنطقة، بحكم ارتباطهما المباشر بالقضية الفلسطينية، سواء بحكم الجغرافيا أو بحكم معاهدات السلام مع إسرائيل، لكن الضغوط السياسية والاقتصادية عليهما تجعل من المستحيل القبول بأيّ مخططات قد تهدّد أمنهما الوطني، ما يجعل التحركات الديبلوماسية الحالية بين القاهرة وعمّان وواشنطن ذات أهمية قصوى في تحديد مسار الأحداث المقبلة.
الوصفة الترامبية لإعادة رسم خريطة القضية الفلسطينية لن يكون لها تأثير ما لم يحصل ترامب على الدعم العربي، وهو ما يجعل الإمارات والسعودية وقطر عناصر أساسية في المعادلة. فالرياض تمثل مفتاحاً لمزيد من اتفاقيات التطبيع العربي مع إسرائيل، وأي مفاوضات حول مستقبل غزة أو الضفة ستحتاج إلى موقف سعودي واضح. في المقابل، تؤدي الإمارات دوراً استراتيجياً من خلال دعمها السياسي والاقتصادي والإنساني لمبادرات الاستقرار الإقليمي، فيما تُعدّ قطر إحدى الجهات الداعمة لجهود إعادة الإعمار وأدّت دوراً كبيراً في الوساطة منذ بداية أحداث حرب غزة.
سيعزز اجتماع الدول المعنية بالملف الفلسطيني في "قمة خماسية" من قوة الموقف المصري والأردني في مواجهة ضغوط إدارة ترامب، وتوفير دعم سياسي واقتصادي يضمن عدم تحميلهما عبء الحلول المطروحة، كما من المتوقع أن تستهدف القمة تحقيق أهداف عدة رئيسية، أهمها توحيد الموقف العربي بشأن أي خطط أميركية أو إسرائيلية تستهدف غزة والضفة الغربية، ومنع فرض حلول قسرية قد تضر بالاستقرار الإقليمي، وتقديم بديل عربي عملي لمشروع ترامب عبر خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة من دون المساس بحقوق سكانها، وإعادة إحياء مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية عام 2002 كأساس لأيّ تسوية مستقبلية، مع تأكيد رفض أي محاولة لفرض واقع جديد على الأرض من دون توافق فلسطيني-عربي.
ورغم أهمية القمة الخماسية المرتقبة، هناك تحديات حقيقية تواجه الدول العربية في التعامل مع الأزمة، أبرزها أن ترامب يسعى إلى تحقيق اختراق سياسي سريع في ملف غزة، وإسرائيل ترغب في فرض شروطها الأمنية، ما يتطلب موقفاً عربياً قوياً ومتجانساً، كما أن استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي بين السلطة الفلسطينية وحركة "حماس" يضعف أيّ موقف تفاوضي، وهو ما يستلزم دوراً عربياً فاعلاً في مسألة إدارة غزة، فمن غير المنطقي أن يكون لـ"حماس" دور في المستقبل بعدما تسببت بدمار غزة على أثر مغامرة "طوفان الأقصى".
إن أهمية الدور العربي في هذه المرحلة لا تقتصر على رفض الأطروحات الأميركية والإسرائيلية، بل تتجاوز ذلك إلى ضرورة طرح رؤية عربية متكاملة تستند إلى الحق الفلسطيني المشروع في تقرير المصير مع توفير حلول عملية لضمان استقرار المنطقة. وهنا يأتي دور القمة الخماسية، لا فقط كاجتماع سياسي، بل كإطار استراتيجي لصوغ موقف عربي موحد يواجه التحديات المقبلة بحكمة وديبلوماسية.
القضية الفلسطينية تقف اليوم أمام مفترق طرق، والعرب أمام تحدّي الخروج بمقاربة جديدة تنقذ الموقف، وتحفظ حقوق الفلسطينيين وتمنع فرض حلول قسرية على المنطقة. ولعل القمة الخماسية المرتقبة تكون نقطة تحوّل حقيقية في مسار الأحداث في مواجهة التحديات المقبلة.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
العالم العربي
10/17/2025 6:20:00 AM
"وقهوة كوكبها يزهرُ … يَسطَعُ مِنها المِسكُ والعَنبرُوردية يحثها شادنٌ … كأنّها مِنْ خَدهِ تعصرُ"
ثقافة
10/17/2025 6:22:00 AM
ذلك الفنجان الصغير، الذي لا يتعدّى حجمه 200 ملليليتر، يحمل في طيّاته معاني تفوق حجمه بكثير
ثقافة
10/17/2025 6:23:00 AM
القهوة حكايةُ هويةٍ وذاكرةٍ وثقافةٍ عريقةٍ عبرت من مجالس القبائل إلى مقاهي المدن، حاملةً معها رمزية الكرم والهيبة، ونكهة التاريخ.
ثقافة
10/17/2025 6:18:00 AM
من طقوس الصوفيّة في اليمن إلى صالونات أوروبا الفكرية ومقاهي بيروت، شكّلت القهوة مساراً حضارياً رافق نشوء الوعي الاجتماعي والثقافي في العالم.