كتاب النهار
27-01-2025 | 01:31
"عصر ذهبي" لأميركا و"تطهير" سكّاني لغزّة!
بدا ترامب مستعجلاً زفّ بشائر "عصر ذهبيّ لإسرائيل" باستجابة رغبات اليمين المتطرّف الإسرائيليّ، وتبنّي "تهجير" نحو مليونَي إنسان من غزّة في صلب سياسات إدارته الجديدة.
تدمير كل غزة بهدف تهجير أهلها
ليل السبت- الأحد هبط النبأ: دونالد ترامب يقول إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين من غزة، بعدما تسبّبت حرب إسرائيل ضدّ "حماس" بوضع إنساني صعب وبمقتل عشرات الآلاف (رويترز). ويطرح ترامب خطّة لـ"تطهير" غزة- نعم قال "تطهير"- من أجل "إحلال السلام في الشرق الأوسط" (ا ف ب). وقال إنّه ناقش الأمر مع العاهل الأردني وسيبحث فيه مع الرئيس المصري: "نتحدّث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمّتها. فكما تعلمون، على مرّ القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف، لكن يجب أن يحصل أمرٌ ما". سُئل هل أنّ هذا اقتراح موقّتٌ أم طويل الأجل؟ أجاب: "يمكن أن يكون هذا أو ذاك"، وأضاف: "إنه مكانٌ مدمّرٌ حرفياً الآن، كلّ شيء مدمّر والناس يموتون هناك. لذا، أفضّل التواصل مع عدد من البلدان العربية وبناء مساكن في مكان مختلف حيث يكون في إمكانهم العيش بسلام، من أجل التغيير".
قبل انقضاء الأسبوع الذي بشّر فيه بـ "عصر ذهبيّ لأميركا" بدا ترامب مستعجلاً زفّ بشائر "عصر ذهبيّ لإسرائيل" باستجابة رغبات اليمين المتطرّف الإسرائيليّ، وتبنّي "تهجير" نحو مليونَي إنسان من غزّة في صلب سياسات إدارته الجديدة. وقبل ساعات من إعلان تماهيه مع "المصير" الذي قرّره بنيامين نتنياهو وحلفاؤه المتطرّفون لفلسطينيي غزّة، كان ترامب أجاز تسليم شحنة قنابل زنة ألفي رطل لإسرائيل بعدما كان سلفه جو بايدن جمّدها. اهتمّ ترامب بأنّ الإسرائيليين "دفعوا ثمنها وينتظرونها منذ مدّة طويلة"، ولم يستوقفه أنّ الدمار الهائل في غزّة ولبنان كان بفعل قنابل كهذه. كما أنّه، في اليوم الأوّل لتنصيبه، ألغى عقوبات فرضتها الإدارة السابقة على مستوطنين يمارسون الإرهاب ضدّ الفلسطينيين في الضفّة الغربية. هل هذا إرهاصٌ لما ينتظر الضفّة التي اعتبر بتسلئيل سموتريتش أنّ وجود ترامب في البيت الأبيض سيتيح "ضمّها" و"فرض السيادة الإسرائيليّة" عليها؟
في أيّ حال، بالنسبة إلى ترامب، هناك استمرارية، فمنذ طرح "صفقة القرن" (28 كانون الثاني/ يناير 2020) وأعلن أنّها "ربّما تكون الفرصة الأخيرة" للفلسطينيين، لم يحدث في الأعوام الخمسة إلّا ما يخدم هذه الخطّة، بل أنّ التطوّرات عزّزت أهدافها. فمن جهة لم تلغِ إدارة بايدن مفاعيل "الصفقة"، ومن جهة أخرى تابع نتنياهو وزملاؤه حملتهم لقتل "حلّ الدولتين" وتقويض أيّ مقوّمات لإقامة دولة فلسطينية. وفي المقابل هيّأت إيران "وحدة الساحات" لشنّ حرب على إسرائيل ومنع أيّ "تطبيع" عربي معها، بدءاً بـ "طوفان الأقصى" من غزّة. وكانت النتيجة إضعاف إيران التي لا تزال تتبرّأ من ذلك "الطوفان" لكنّها لا بدّ أدركت الآن أنّ ما حصل كان مجازفة خطيرة بمصير الشعب الفلسطيني في غزّة كما في الضفة. وبالتالي أُضعفت ميليشيا "حزب الله" اللبناني الذراع الأساسية لإيران في المنطقة، بل حُسم التغيير الأهم والأكبر بإنهاء النظام الأسدي في سوريا وخروج إيران منها.
بدا كلّ ذلك كأنه لا يمهّد الطريق للعودة الى "صفقة القرن" فحسب، بل يذهب أبعد منها. إذ لم تكن "الصفقة" تلحظ تدميراً كاملاً لقطاع غزّة بل تخطط لجعله منطقة سياحية، ولم تنصّ بوضوح على إلغاء الكيان الفلسطيني في الضفة بل تمنح إسرائيل إمكان ضمّ ما تشاء من أراضيها، لكنّ مخرجات حرب غزّة تحفّز متطرّفي واشنطن وإسرائيل على الاعتقاد بأنّ لحظة "إلغاء فلسطين" قد حانت. فخلال حملته الانتخابية (آب/ أغسطس 2024) نُقل عن ترامب قوله إنّ "مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة، ولطالما فكّرت في كيفيّة توسيعها"، أي أنّه كان يلتقي مع سموتريتش وايتمار بن غفير وغيرهما على أن يكون الاحتلال الإسرائيليّ لغزّة دائماً. وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي قال، بصفته قطب عقارات، إنّ غزة قادرة على أن تكون "أفضل من موناكو" إذا "بُنيت بالطريقة الصحيحة". أمّا صهره المقاول جاريد كوشنر، الذي كان له دور رئيسيّ في صوغ "صفقة القرن"، فاقترح منذ شباط (فبراير) الماضي أن تُخرج إسرائيل المدنيين من غزّة "لإطلاق العنان لإقامة مشاريع عقارية على الواجهة البحرية".
فيما دخلت الهدنة في غزة أسبوعها الثاني مع دفعة ثانية من تبادل الإفراج عن الأسرى، يجدر التذكير بأنّ ترامب كان يعارض وقف إطلاق النار، مؤكّداً أنّه دعا نتنياهو إلى مواصلة الحرب وإنهائها "بسرعة" لكن بشرط "الانتصار" فيها... غير أنّ دعوة ترامب إلى "تطهير غزّة" من شأنها أن تكتب فصولاً أخرى في الحرب، إذ منحت "حماس" فرصة جديدة لتعهّد "إفشال خطط التهجير والوطن البديل".
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
شمال إفريقيا
11/22/2025 12:24:00 PM
حرّر محضر بالواقعة وتولّت النيابة العامة التحقيق.
اقتصاد وأعمال
11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
سياسة
11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان
سياسة
11/22/2025 12:00:00 AM
نوّه عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً.
نبض