الصين وتعزيز التنمية العالمية: أبعاد وأهمية لقاء شي جينبينغ بممثلي أوساط الأعمال الدولية
وارف قميحة*
في لقاء رفيع المستوى بقاعة الشعب الكبرى في بكين، جمع الرئيس الصيني شي جينبينغ ممثلي أوساط الأعمال الدولية في 28 آذار/ مارس 2025، في خطوة تعكس التزام الصين بالانفتاح الاقتصادي وتعزيز التعاون مع المستثمرين الأجانب. حمل هذا اللقاء دلالات استراتيجية، حيث أكد الرئيس الصيني أهمية الاستثمارات الأجنبية في تعزيز الاقتصاد الصيني، مشدداً على أن الصين ستواصل فتح أبوابها أمام رأس المال الأجنبي، ما يعزز مكانتها كركيزة أساسية للنمو الاقتصادي العالمي.
أهمية اللقاء في تعزيز الثقة بالاقتصاد الصيني
أكد شي جينبينغ خلال اللقاء أن الصين تمكنت من تحقيق "المعجزتين العظيمتين" المتمثلتين في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الأمد، وذلك بفضل سياساتها الإصلاحية والانفتاحية. وشدد على الدور المحوري الذي تضطلع به الشركات الأجنبية في تحديث الاقتصاد الصيني من خلال تقديم الاستثمارات وتعزيز الابتكار التكنولوجي والإداري، ما يسهم في تحقيق منافع متبادلة للطرفين.
الصين: أرض الفرص الاستثمارية
أوضح الرئيس الصيني أن بلاده تُعد ثاني أكبر سوق استهلاكية في العالم، حيث تمتلك أكبر فئة متوسطة الدخل، وهذا يفتح آفاقاً هائلة للاستثمارات والاستهلاك. وأشار إلى أن الصين تدفع عجلة التنمية العالية الجودة، وتسرّع التحولات الخضراء والرقمية، ما يجعلها بيئة مثالية لتطبيق التقنيات الحديثة والاستثمارات المبتكرة. وتستند سياسة الصين إلى تعزيز بيئة الأعمال وفق قواعد السوق والمعايير الدولية، بما يضمن استقرار السياسات ووضوح الرؤية المستقبلية للمستثمرين الأجانب.
التزام الصين بالانفتاح والإصلاحات الاقتصادية
شدد شي جينبينغ على أن الصين ملتزمة بتعميق الإصلاحات الاقتصادية عبر خفض عتبة النفاذ إلى السوق وضمان المعاملة العادلة للشركات الأجنبية، بالإضافة إلى تحسين بيئة الاستثمار عبر توسيع الانفتاح المؤسسي. وأكد أن الحكومة الصينية ستواصل حماية حقوق ومصالح الشركات الأجنبية وتعزيز المنافسة العادلة، لتعزيز مناخ الاستثمار المستدام.
دور الصين في استقرار الاقتصاد العالمي
في ظل تصاعد الحمائية الاقتصادية عالمياً، تبقى الصين عامل استقرار رئيسياً، حيث تواصل دعم العولمة الاقتصادية وتعددية الأطراف. وأكد شي جينبينغ أن الصين تسعى إلى بناء اقتصاد عالمي أكثر انفتاحاً من خلال تعزيز التجارة الحرة والاستثمارات المتبادلة. وقد رحب قادة الشركات العالمية المشاركون في اللقاء بهذا التوجه، مشيدين بسياسات الصين في خلق بيئة أعمال عادلة ومستقرة.
آفاق التعاون المستقبلي بين الصين والمستثمرين الدوليين
شهد اللقاء حضور أكثر من 40 من كبار المسؤولين التنفيذيين للشركات العالمية، الذين أعربوا عن ثقتهم بمستقبل الاقتصاد الصيني، مؤكدين أن الصين تظل وجهة استثمارية جاذبة. كما أكدوا استعدادهم لتعزيز التعاون مع الصين والمشاركة في مسيرة التحديث الاقتصادي التي تنتهجها، بما يعكس الثقة الكبيرة بقدرة الصين على مواصلة النموّ وتحقيق الازدهار المشترك.
يعكس لقاء الرئيس شي جينبينغ مع ممثلي أوساط الأعمال الدولية التزام الصين بالانفتاح الاقتصادي ودعم الاستثمار الأجنبي كجزء من استراتيجيتها للنمو المستدام. في ظل هذه السياسة، تواصل الصين تقديم فرص استثمارية واعدة، تعزّز دورها كلاعب رئيسي في تحقيق التنمية الاقتصادية العالمية. هذا اللقاء لم يكن مجرد حدث اقتصادي، بل رسالة واضحة تؤكد أن الصين مستمرة في نهجها التحديثي، وأنها تظل شريكاً موثوقاً ومستداماً للمجتمع الدولي في مسيرة التنمية المشتركة.
رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث ورئيس الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل
-المقاربة الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الإعلامية
نبض