أوراق يمنية عن زايد الخير

آراء 01-02-2025 | 12:22

أوراق يمنية عن زايد الخير

لا تزال من وقتٍ لآخر تتكشف أوراق ووثائق يمنية عن أدق مراحل التاريخ اليمني، ومن أطل على رحابه من شخوص لا تنمحي أسماؤهم وآثارهم الطيبة، وعلى وجه التحديد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بما عُرِف من مزاياه الإنسانية النبيلة وشهامته الموروثة.
أوراق يمنية عن زايد الخير
الشيخ زايد والإرياني
Smaller Bigger

لا تزال من وقتٍ لآخر تتكشف أوراق ووثائق يمنية عن أدق مراحل التاريخ اليمني، ومن أطل على رحابه من شخوص لا تنمحي أسماؤهم وآثارهم الطيبة، وعلى وجه التحديد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بما عُرِف من مزاياه الإنسانية النبيلة وشهامته الموروثة.

آخر ورقة ووثيقة يمانية وقعت بين يدينا، هي الجزء الرابع من مذكرات الرئيس القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني التي تعد من أهم المراجع التاريخية العربية. تناولت بقلم الإنصاف استباق الشيخ زايد "العربي الأصيل" إلى المواقف المشرفة، موثقةً أولى لقاءات الرئيسين الحكيمين خارج اليمن ثم داخل اليمن.

يظهر من خلال هذه المذكرات أنه بعد تأسيس الإمارات العربية المتحدة كدولة رائدة في نهج التسامح والتسامي والتآخي والتفاهم الذي يصون وحدة البلاد وتنوع العباد، شرع زايد الخير يشق طريق الخير ويمد يد العون إلى دول شقيقة وصديقة، من منطلق أصالة الإخاء والوفاء ووجوب العطاء.

ويتضح كيف لم يكن "مؤسس الإمارات" من الأوائل الذين تنبهوا إلى أهمية اليمن الاستراتيجية فحسب بل كان أول من سارع إلى إسناد النهوض اليمني بتلبية احتياجات المستقبل، كما ذهب إلى أبعد من متطلبات الحاضر بأن وثب إلى تجديد علامات وآيات حضارة اليمن التليدة بإعلانه مبكرًا إعادة بناء "سد مأرب" وبدء دراسة المشروع من أول السبعينيات.. حتى تمت فعلًا سنة 1986 وافتتحها الشيخ زايد في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.

في سياق شرح الأحوال والأهوال اليمانية زمنذاك، تعرض آخر أجزاء مذكرات القاضي الإرياني (الصادرة عن مكتبة خالد بن الوليد: دار الكتب اليمنية للنشر) أولى أطوار الدولة العربية الجديدة: الإمارات العربية المتحدة عبر مساهمة فاعلة في المحيطين الداخلي والخارجي تتعاظم بها يومًا بعد يوم. وحيث كان اليمن إحدى ساحات المساهمة الإماراتية الفاعلة لا سيما وقد تعثرت الخطى اليمانية نتيجة الاضطرابات الداخلية المزمنة مع تصاعد حمى التنافس الدولي والإقليمي بسبب الحرب الباردة مما أعاق السير صوب التنمية وهز الاستقرار داخل اليمن وعطل فاعليته.

نظرة ثاقبة إلى عمق الحاجة اليمنية تمتع بها الشيخ زايد جعلته من وقت مبكر لا يألو جهدًا مخلصًا تجاه إعانة أشقائه اليمنيين وتغطية مختلف احتياجاتهم تنمويًا وكذا عسكريًا.

ويعرِب عمّا ملأ نفسه من ألمٍ عقب نشوب أزمة سياسية صيف 1973، عبر رسالة عاجلة حملها "معالي الشيخ أحمد بن حامد وزير الإعلام والسياحة" إلى رئيس اليمن الشمالي سابقًا القاضي عبدالرحمن الإرياني، مستهدفًا تلافي آثار الأزمة بكلمات طيبات تشد أزر الرئيس اليمني "وترجوه التغلب على الانفعالات والصعوبات" وتثنيه عن فكرة "الاستقالة الضارة باليمن والخليج" حد وصف المبعوث الإماراتي يومها، وتدعوه إلى مواصلة مجابهة "الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن بما عرف عنه من قدرة ودراية وحكمة".

صدر كل ذلك عن ارتباط عميق للشيخ زايد بن سلطان رحمه الله بأصولٍ وجذورٍ عاش معتزًا بها، فضلًا عن إيمانه بفضل الله وخيراته عليه وعلى بلده الإمارات وقناعته الصادقة بوجوب تزويد أشقائه العرب من هذا الخير، فما بالنا باليمن الراسخ في ذهنه وإخوانه وبنيه الكرام، يتصدرهم رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد.

على هذه الأسس ومن قبل ميلاد الدولة واستقلالها، ابتعث الشيخ زايد أول مبعوث إلى صنعاء الشيخ راشد بن عبدالله النعيمي في خريف 1971.

وعين أول سفير للدولة لدى صنعاء السيد سالم سعيد السويدي، في صيف 1972.

ثم كان هو نفسه أول رئيس دولة خليجية يزور الجمهورية العربية اليمنية  بين 22 و 25  تشرين الثاني (نوفمبر) 1972، ويطوف عدة مدن لم يغادر أيًا منها إلا وقد وضع بصمته قاطعًا الوعد بمزيدِ الخير لها. بقيت هذه سمته المعروفة في كل زيارةٍ أجراها لشطري اليمن من بعد حتى آخر الثمانينيات.

بما يتوافر من أوراق ووثائق يمانية، هي قيد الدرس والتوثيق حاليًا، تتجلى قصة "زايد الخير واليمن" المُهِمة والمُلهِمة كنهج عمل واضح لمن يواصلون السير على خطى أبٍ كريم لم يتخلَّ أبناؤه بعده عن أشقائهم أبدًا.

الأكثر قراءة

لبنان 10/25/2025 8:33:00 PM
وُلد حمدان في 19 كانون الثاني (يناير) عام 1944، في قرية عين عنوب، قضاء الشوف في لبنان.
لبنان 10/26/2025 5:22:00 PM
اعتداء إسرائيلي جديد في جنوب لبنان...
ايران 10/26/2025 6:06:00 PM
 المسؤول هو سردار عمار، القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني ورئيس "الفيلق 11 ألف" التابع لفيلق القدس بقيادة إسماعيل قاآني