لم استبشر خيراً كمتابع صحافي بقدوم دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ولم أكن متأقلماً مع وجود جو بايدن... كلاهما أسوأ زعيمين حكما أميركا على الإطلاق، منذ الثورة الأميركيه وإنهاء الوجود البريطاني. بدأ ترامب التعامل مع الأحداث العالمية بغطرسة.
هذه الحدة التي يتعامل بها الرئيس الأميركي الجديد هي من جينات ألمانية ترى أن كل شعوب الأرض أقل منها، وبالتالي يفرض عليها خططه المستقبلية وكأنه يعود إلى مهنته كمطور عقاري يتلاعب في كل أرض بما يعود عليه بالفائدة، وبدأ جلياً أنه يخطط ليبقى الشرق الأوسط لقمة سائغة بين يديه.
مخطط ترامب الذي بدأت تظهر معالمه في تصريحاته المتتاليه بدأه بالضغط لتهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن ومن غزة إلى مصر، يشمل ذلك حتى فلسطينييي الـ48 من الجليل إلى لبنان ومن منطقة الجولان إلى قلب سوريا. هذا "التخبيص" الذي يفتعله ترامب من أجل استقرار إسرائيل سيشعل فتيل الحرب من جديد، وهذه المرة لن تكون بين فرق وأحزاب وحركات في المنطقة، بل ستدخل جيوش عربية وستكون حرباً واسعة مع إسرائيل تستخدم فيها أميركا وبعض دول الغرب قوتها ليرضخ العرب لأجندات قبول التهجير.
السؤال الذي يحتاج إلى إجابة: من يوقف ترامب المتغطرس عن الإقدام على مثل هذه الأفعال الشنيعة، وماهو الدور العربي لمواجهة هذا الفكر المدمر؟. لقد درس دونالد ترامب عقليتنا العربية جيداً ويعرف مخارج الحروف فيها وكيف يستطيع إشغالنا بالقوة العسكرية لنرضخ لعنجهيته. الوضع العربي الخانع على بوابة القهر والضعف يمكن لنا تسميته "العهر العربي" الذي يقول "طالما النار عند جيراني فمؤخرتي سالمة"، لكن ترامب القادم بجموح هولاكو سيفعل أبعد من الحرق لتغيير خرائط اعتدنا عليها منذ أن قسمنا الاستعمار الغربي إلى ديموغرافيه ترامبية جديدة، فالرجل وصولي ومبتز. لا تهمه صداقة بقدر المال ولا تعنيه بروتوكولات من أجل حماية إسرائيل... اليوم مطلوب من الشعوب العربية أولاً الوقوف مع قياداتها ضد المنهجية الترامبية لأنه سيغرر بهم ضد استقرار أوطانهم ومن ثم يحل عليهم الخراب، فلا تندفع الشعوب نحو التظاهر بإيعاز أميركي خفي فإن توحدت الكلمة ألجمنا كل متغطرس حجراً ..
نبض