استأنف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المحادثات مع مبعوثي نظيره الأميركي دونالد ترامب في برلين اليوم الاثنين، وذلك بعدما قال الجانب الأميركي إنه تم إحراز "تقدم كبير" بشأن إنهاء الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم عن مباحثات "غير سهلة" ولكن "مثمرة" مع الموفدين الأميركيين في برلين حول تسوية محتملة للنزاع مع روسيا.

كما تحدث عن موقفين "مختلفين" بين بلاده والولايات المتحدة حول إمكان تنازل كييف عن أراض لموسكو بهدف إنهاء الحرب.

وقال زيلينسكي:  "هناك قضايا معقدة، وخصوصا تلك المتصلة بالأراضي... فلنقل بصراحة إن مواقفنا لا تزال مختلفة".

ومن بين أبرز التطورات، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي توقعه قبول روسيا باتّفاق تم التفاوض بشأنه مع أوكرانيا.

وقال المسؤول إن الاتفاق بشأن أوكرانيا يشمل ضمانات أمنية "قوية" على غرار ما يوفّره الحلف الأطلسي.

من جهته، اعتبر ميرتس اليوم أن المباحثات في برلين منحت دفعا للعملية الهادفة إلى إنهاء الحرب مع روسيا.

وقال ميرتس في مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي: "لدينا الآن فرصة لعملية سلام حقيقية"، واصفا الضمانات الأمنية التي اقترحتها واشنطن لأوكرانيا بأنها "خطوة مهمة إلى الأمام".

والتقى زيلينسكي مبعوث الولايات المتحدة ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر مرة أخرى بعد محادثات استمرت خمس ساعات أمس الأحد، وعقد قادة أوروبيون آخرون اجتماعات أيضاً في العاصمة الألمانية على مدار اليوم.

وقالت أوكرانيا أمس الأحد إنها مستعدة للتخلي عن طموح الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي مقابل ضمانات أمنية من الغرب، لكن لم يتضح بعد مدى التقدم الذي أحرزته المحادثات في هذا الشأن أو في ما يتعلق بقضايا مهمة أخرى، مثل مستقبل الأراضي الأوكرانية وإلى أي مدى يمكن لمحادثات برلين أن تقنع روسيا بالموافقة على وقف إطلاق النار.

وذكر زيلينسكي في منشور على منصة "إكس" أن "هناك قدراً كبيراً من العمل يجري حالياً على المسار الديبلوماسي"، لكنه لم يكشف عن تفاصيل. وقال مكتبه في وقت لاحق إن المحادثات انتهت.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي مسألة أساسية في المحادثات بشأن أي تسوية سلمية محتملة.

وأضاف أن روسيا تتوقع أن تطلعها الولايات المتحدة على المستجدات بعد المفاوضات في برلين.

قوات أوكرانية في منطقة زابوريزهيا. (أ ف ب)

يسير زيلينسكي على مسار صعب يتعرض فيه لضغوط من ترامب للموافقة على اتفاق، لكنه يحتاج أيضاً إلى شيء مقبول للشعب الأوكراني.

ومما يسلط الضوء على التحدي الذي يواجهه، أظهر استطلاع أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع ونشر اليوم الاثنين، أن ثلاثة أرباع الأوكرانيين يرفضون تقديم تنازلات كبيرة من أجل أي اتفاق سلام.

وأظهر الاستطلاع أن 72 بالمئة من الأوكرانيين مستعدون لاتفاق يجمد خط الجبهة الحالي ويتضمن بعض التنازلات.

وأكد 75 بالمئة أن أي خطة تميل لمصلحة روسيا وتتضمن تنازل أوكرانيا عن أراض أو وضع قيود على حجم جيشها من دون الحصول على ضمانات أمنية واضحة "غير مقبولة على الإطلاق".

وكشف الاستطلاع أن 21 بالمئة فقط من الأوكرانيين يثقون في واشنطن بانخفاض من 41 بالمئة في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وتراجعت الثقة في حلف شمال الأطلسي إلى 34 بالمئة من 43 بالمئة خلال الفترة نفسها.

تأتي محادثات اليوم الاثنين في بداية أسبوع محوري لأوروبا، إذ من المقرر أن تتخذ قمة للاتحاد الأوروبي يوم الخميس قراراً بشأن ما إذا كان بإمكان التكتل توفير قرض ضخم لأوكرانيا من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة.

ووجهت الولايات المتحدة انتقادات لاذعة لأوروبا بسبب سياساتها بشأن الهجرة والأمن وتنظيم عمل شركات التكنولوجيا الكبيرة. ويكافح الاتحاد الأوروبي وحكومات الدول للتوصل إلى رد موحد على الانتقادات الأميركية.

واجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الاثنين للاتفاق على عقوبات جديدة تستهدف أسطول الظل الروسي من ناقلات النفط.



ومن المتوقع أن تكون رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته وقادة بريطانيا وإيطاليا وهولندا وبولندا والسويد من ضمن مَن سيصلون إلى العاصمة الألمانية اليوم الاثنين.