عيش السعودية منذ سنوات تعتبر بعمر الشعوب والدولة قصيرة لناحية ما تشهده المملكة من تغيرات جذرية وتؤسس لمجتمع حيوي وفاعل في قضايا التنمية بكافة أشكالها، وهنا أركز على التنمية البشرية والتغيرات التي تشهدها من خلال برامج رؤية المملكة 2030، وهذا لا يعني إغفال أهمية البرامج الأخرى وخاصة في المجال الاقتصادي والذي بلا شك هو مفتاح التغيير الحقيقي.

مثلاً المرأة السعودية كانت في العقود الماضية محوراً لتجاذبات كبيرة بين تيارات اجتماعية وسياسية مختلفة، والخاسر فيها باعتقادي كانت المرأة ذاتها وبالتالي الوطن ومقدراته. قضية حقوق وتمكين المرأة كانت مختطفة من تيارات متشددة دينياً، واكتشفنا مؤخراً أن تلك التيارات كانت  لها أجندات سياسية خطيرة، مثل ما يطلق عليه التيار الصحوي الذي يتخفى وراء الخطاب الديني ويخدع الكثير في المجتمع. وكلنا نعرف ما مرت به بلادنا من أحداث قاسية من اتباع هذا التيار الأخواني والسروري. المرأة كانت تعاني اجتماعياً في حقوقها ورعاية أبنائها وقضية تنقلها. ونتيجة لتلك الظروف ارتفعت نسبة البطالة بين النساء في المجتمع وكن يعملن في مجالات محددة مثل التعليم والصحة. ولكن برامج رؤية المملكة 2030  بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان  شملت العديد من المبادرات وخاصة في مجال تمكين المرأة  التي بتنا نجدها في المناصب القيادية العليا في الإدارة الحكومية وفي القطاع الخاص. وهناك العديد من السفيرات للمملكة في العديد من الدول، وباتت المرأة حاضرة في المجال الدبلوماسي بشكل عام، فالمرأة السعودية لا تقل قدرة وثقة بذاتها عن اخيها الرجل السعودي.

تسجل البطالة انخفاضاً واضحاً في السعودية حيث وصلت نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل إلى 36%؜ والرقم في ارتفاع، ما يعني زيادة الإنتاجية الاقتصادية بشكل عام في المملكة، بدل الاعتماد على العمالة والتوظيف لغير السعوديين. وتقدم وزارة الموارد البشرية العديد من المبادرات والبرامج والتي تسهل عمل المرأة ومساهمتها في التنمية مثل منصة قياديات لتمكين المرأة في المناصب القيادية وبرامج دعم الشمولية والتنوع وإصدار التشريعات والأنظمة التي تجعل بيئة العمل مناسبة للمرأة وتحمي حقوقها.

من يزور بلادنا يجدها منفتحة على الآخر، بل أصبحت من الوجهات السياحية الجاذبة في العالم ،والآتي أفضل مع مشاريع الرؤية المقبلة وخاصة في مشاريع نيوم في شمال غرب المملكة أو المشاريع المتنوعة التي تعكس الواقع الحضاري والثقافي للمملكة التي تشعر أنها ورشة عمل مستمرة استعداداً لاستضافة فعاليات ومؤتمرات دولية متنوعة ويأتي في مقدمتها استضافة معرض إكسبو الدولي في 2030 وبعدها بأربعة أعوام  بطولة كأس العالم لكرة القدم في تظاهرة رياضية كبرى.

مجال الترفيه أحد أوجه النجاح والتغير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. فقد أنشئت لهذه الأنشطة العديد من الأجهزة الحكومية كوزارة الثقافة والهيئة العامة للترفية ومثل هذه الفعاليات مستمرة على مدار العام. ولا بد من التذكير بما يسجله المشهد الرياضي من سباقات السيارات والسباقات البحرية وبرامج استقطاب للنجوم في كرة القدم في الملاعب السعودية، الأمر الذي جعل الدوري السعودي من الدوريات الأكثر متابعة في العالم، ولا ننسى بطولات الغولف .

هذا جزء من فيض مما تشهده بلادنا من إنجازات وتغيرات كبيرة في المجال الاجتماعي وخاصة مجال عمل المرأة ومشاركتها في مختلف المجالات مع أنظمة تحمي حقوقها. مثل هذا المشروع هو أحد أهم المشاريع التي نعيشها حالياً وكأننا في حلم جميل والقادم أجمل بإذن الله لقيادتنا الحكيمة "وبعرّاب" الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله.