بعدما أمضت سنوات طويلة تفترش الرصيف بين الطريق الجديدة وعائشة بكار... هذا مصير خضرة

نهاية سعيدة لعجوز عاشت سنوات طويلة من عمرها تفترش الرصيف، غطاؤها السماء في عزّ الحرّ والبرد... اخضرّت حياة خضرة حسن التي تحمل الجنسية السورية بعدما يبست أوراقها وهي تبيت من دون جدران منزل. بين منطقتين كانت تجد المرأة الستينية مأواها، على احدى ارصفة الطريق الجديدة وبالتحديد امام مستشفى المقاصد، وفي منطقة عائشة بكار أمام المسجد، كل ما تملكه غطاء وبضعة اكياس تضع فيها حاجاتها، اضافة الى حقيبة وغالون ماء. هي معروفة من جميع ابناء المنطقة، حيث اصبحت جارة من نوع آخر، لكن في الايام الاخيرة بدأ تململ السكان منها بسبب تفوهها بعبارات مسيئة وشتم كل من يقترب منها.

آذان صاغية

ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا تدخل الدولة او اهل الخير لمساعدتها، وصلت الصرخة الى آذان جمعية "بيروتيات" ومؤسسة مخزومي اللتين سارعتا الى مساعدتها. وبحسب ما قاله مدير وحدة الاغاثة في المؤسسة يوسف الطبش لـ"النهار": "منذ شهر كانون الاول تدخلنا بطلب من النائب فؤاد مخزومي، الذي اوعز لنا الوقوف الى جانبها وانتشالها مما هي فيه، وبناء عليه توجه موظفون من قبلنا، تواصلنا مع شقيقها الذي أمّن الاوراق الرسمية التي نحتاجها، بُدئ العمل على ملفها، تم تسجيلها في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، نسقنا خطواتنا مع هيئة الامم المتحدة وجمعية بيروتيات، وفي الامس نقلت عناصر الدفاع المدني خضرة الى مستشفى دير الصليب، رافقناها الى هناك، وها نحن نتابع وضعها الصحي، وبعد تحسن حالتها سيتم تأمين مأوى لها، وسنبقى الى جانبها، لن نتركها وسنقدم كل ما تحتاجه حتى النهاية".

ماذا عن البقية؟

كتب لخضرة التي لم تتزوج وترزق بأولاد أن تجد في السنوات الاخيرة من عمرها يداً تمتد لها، يداً تنتشلها عن الطريق، وتؤمن لها سقفاً يحميها وعلاجاً وطبابة وطعاماً، ربما تنسيها مرارة الايام التي تذوقتها مجبرة، وكم من خضرة يوجد في لبنان، لا يجدن او يجدون ولو اربعة جدران، هي محظوظة إن وجدت من وضع حداً لمأساتها، لكن علينا أن لا ننسى من يمضون هذه الليلة وغيرها من الليالي على الطريق، ينتظرون فرجاً قريباً، وتحرك المعنيون لوضع حد لمأساتهم.