الحمية المتوسطية وخصائصها المفيدة

مجدداً الحمية المتوسطية إلى الواجهة لجهة أهميتها وخصائصها الجيدة، وهذا ما أكدته دراسة حديثة أُعلن عنها في المؤتمر الثاني الذي نظمه قسم التغذية في كلية الصيدلة في جامعة القديس يوسف، بمشاركة عدد من الاختصاصيين من لبنان والخارج وعنوانه "التغذية والصناعات الغذائية".

تنوعت مواضيع المؤتمر والبحوث الجديدة التي قدمها أبرز الاختصاصيين، ودخلت ضمن عدة اقسام ابرزها: الحمية المتوسطية، التغذية الخاصة للرياضيين المحترفين، الصناعات الغذائية والسلامة الغذائية، والتغذية والصحة.

وعن الحمية المتوسطية تحدثت الاختصاصية في العلوم والصناعات الغذائية الدكتورة سينتيا حلو لـ "النهار" عن دراسة مقارنة بين نوعي فطور: الحمية المتوسطية وهي الغنية بزيت الزيتون والحبوب الكاملة، والحمية الغربية الغنية أكثر بالمأكولات المصنعة والزيوت المشبعة.

قورن بين الفطورين لمعرفة أيهما يعطي القدرة على الشبع اكثر من الآخر، فتبين ان الحمية المتوسطية تعطي شعوراً بالشبع لفترة اطول.

ضمن الفطور المتوسطي هناك الخبز المعتمد على القمحة الكاملة، مع الاجبان البيضاء والزيتون. بينما اعتمد الفطور الغربي على شرحات الخبز الابيض مع الجبنة الصفراء وشرائح الحبش. بعد الافطارين أجرينا فحص دم للهرمونات المتعلقة بالشبع "غريلين" "ليبتين" و"أنسولين" لدى المشاركين، وتبين ان الفطور المتوسطي يسبب هبوطاً ملحوظاً بمستويات الـ "غريلين" مما يؤدي الى شعور بالشبع، على عكس الفطور الغربي".

وعن الصناعات الغذائية والسلامة الغذائية، قالت إن هناك عدداً من المحاضرين تحدثوا عن كيفية تطبيق العلوم الغذائية على الصناعات، وإجراء الفحوص وتطوير منتجات جديدة ذات خصائص صحية وحسية متميزمة. وبحثوا في الافكار الجديدة لادارة النفايات الصناعية، خصوصاً المياه المستعملة في معاصر زيت الزيتون.

صايغ

وتحدثت اختصاصية التغذية الدكتورة نيكول صايغ لـ "النهار" عن دراسة اجريت على الفئران عن تأثير ثلاثة انواع من الحمية على الكبد والكلى وبكتيريا الامعاء. "قسمنا المشاركين الى 4 مجموعات اولى اكلت كما تأكل عادة، ومجموعة اخذت 50 في المئة من الحمية الغنية بالدهون، والثالثة حمية فيها 60 في المئة من النشويات من ضمنها 30 في المئة من الفروكتوز (سكر الفاكهة) والمجموعة الاخيرة 35 من نوع السكاكر و40 في المئة من المواد الدهنية لمدة 16 اسبوعا، واكل الجميع نفس الكمية (20 غراماً يوميا نفس كمية السعرات الحرارية).

وبينت النتائج أن المجموعة التي اكلت بشكل عادي لم تتضرر لديها خلايا الكلى او الكبد، ولم يتغير نوع بكتيريا الامعاء، المجموعة الثانية التي اخذت اكثر دهنا غلفت الدهون الكبد وتضخم، الكلى لم تتأثر انما نقص عدد معين من خلايا بكتيريا الامعاء اي البكتيريا المفيدة. ومن اخذ 30 في المئة من الحمية الغنية في السكر تضررت الكلى، ولم تتأثر بكتيريا الامعاء. والمجموعة التي اكلت سكراً ودهناً تضرر عندها الكبد والكلى وانخفضت كمية البكتيريا المفيدة".

واوضحت انها دراسة اولية ستبدأ في مرحلة لاحقة على الانسان، وقد تكون النتيجة قريبة جدا مما حصل في هذا الاختبار.

وعرض المؤتمر نتائج عن الحمية الخاصة بالرياضين المحترفين، واي نوع من الاكل يحسن من ادائهم، وان كان ما يأكلوه مطابقاً للتوصيات الغذائية العالمية.

واكدت ان الغذاء الصحي هو الذي يؤدي الى صحة افضل واداء يومي مناسب في جميع مجالات الحياة ومراحلها وكل الفئات العمرية، خصوصاً عند المراهقين.