الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

وداعاً للمورفين... دواء أقوى على الوجع ولا يسبب إدماناً

المصدر: "النهار"
وداعاً للمورفين... دواء أقوى على الوجع ولا يسبب إدماناً
وداعاً للمورفين... دواء أقوى على الوجع ولا يسبب إدماناً
A+ A-

الأرجح أنه يكفي قليل من المتابعة الإعلامية لملاحظة وجود ظاهرة عالمية عن سوء استعمال الأدوية القوية في تسكين الأوجاع الشديدة، خصوصاً المورفين ومجموعة الأدوية التي يشار إليها بتسمية "إفيونيّة" Opioids. ولا يتردد الاعلام في الحديث عن "أزمة إفيونيّات" Opioids Crisis في الإشارة الى تصاعد الطلب على تلك الأدوية، بوصفات طبيّة أو من دونها، وتجارتها الشرعية وغير الشرعية. والأرجح أن الأسوأ في تلك الصورة هي حدوث وفيات بأثر من جرعات زائدة من المواد الإفيونيّة. ألا تكفي الأرقام الموثقة التي رصدت حدوث 46 وفاة عالمياً يومياً، بتأثير تلك الجرعات الزائدة، وفق ما ورد في تقارير "مراكز ترصد الأمراض والوقاية منها" في الولايات المتحدة؟

بديل المورفين؟


أخيراً، لاحت بارقة أمل غير متوقعة للحد من تلك الظاهرة، بمعنى أنها لم تأت من جهود المكافحة والوقاية، بل من السعي إلى صنع أدوية تستطيع أن تحل بديلاً للمورفين، من دون أن تؤدي إلى الإدمان. إذ تمكن فريق طبي أميركي في جامعة "وويك فوريست" قاده البروفسور ميي شوان، من صنع عقار يفوق المورفين مئة مرة في القدرة على تسكين الأوجاع، لكنه لا يسبب إدماناً.

كيف يكون ذلك؟ يستطيع عقار "إيه تي- 121" [الذي اكتشفه ميي شوان]، العمل على مساحات معينة على أعصاب الدماغ التي تحس بالألم، وهي نفسها التي يعمل عليها المورفين، فتوقف الألم وتُسكّنه مثل ما يفعل المورفين، بل بقوة تفوقه مئة ضعفاً. ومن ناحية ثانية، يعمل "إيه تي- 121" على مساحات اخرى في أعصاب الدماغ هي تلك التي تتحمل المسؤولية الأساسية عن الإدمان، فتوقف عملها وتمنعها من المساهمة في الإدمان.

ماذا عن الابتكار؟


وأجرى فريق ميي شوان تجاربه التي أوصلته إلى ابتكار دواء "إيه تي- 121" على القردة، وهي من الحيوانات القريبة في تركيبة جهازها العصبي من البشر. وبين ميي أن التجارب تضمنت إعطاء قردة أدوية أفيونية متنوعة، وظهرت أعراض إدمان لديها، وهو ما لم يحدث عند القردة التي تناولت "إيه تي- 121".


من الناحية الطبية، تعطى المسكنات القويّة [بما فيها المورفين والأدوية الإفيونيّة] في حالات محدودة، ولمدد معينة، كتسكين الآلام المبرحة في المراحل النهائية من الأمراض السرطانية. وفي السنوات الأخيرة، لوحظ انتشار ظاهرة سوء تعاطي المسكّنات القوية، خصوصاً مع وجود تجارة واسعة بها عبر الانترنت، كما ترافق ذلك مع وفيات نُسِبَت إليها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم