"ضربة قاتلة" أودت بالعريس... أحمد المرقباوي زُفّ إلى السماء

كانت عائلته تنتظر زفافه، فإذا بالعروس تزفه الى مثواه الأخير، بعدما صدمه "بيك أب" وهو على دراجته النارية... سقط أحمد المرقباوي ومعه أحلامه على الأرض، فرّ السائق تاركاً اياه غارقاً بالدم، قبل أن ينقل إلى المستشفى ويفارق الحياة.

اصطدام قاتل

كل شيء انتهى في لحظات ليل الثلثاء الماضي، "كان ابن الـ22 سنة يريد شراء بعض الحاجات، خرج من منزله في ببنين - #عكار عند نحو الثامنة والنصف، ركب دراجته وانطلق، وما ان وصل الى تلة المزرعة حتى وقعت الكارثة، اصطدم به بيك اب يقوده شاب من بلدة المحمرة، وبدلاً من أن يعمل على انقاذه ويسارع في نقله إلى المستشفى، غادر المكان، تاركاً أحمد يواجه الموت"، وفق ما قال رئيس اتحاد روابط مختاري عكار ومختار بلدة ببنين زاهر الكسار لـ"النهار"، مضيفاً: "نُقل العريس الذي لم يمرّ على ارتباطه بفتاة سوى بضعة أشهر إلى مستشفى الخير، كانت الروح لا تزال في جسده، صمد نحو نصف ساعة قبل ان يطبق عينيه للأبد".

فقدان لا يعوض

"في وقت كانت فيه عائلة المرقباوي تعمل على نقل ابنها الى مستشفى آخر، توفي، لكن ادارة المستشفى تريثت في إبلاغ افرادها خشية من رد فعلهم، فتواصلت مع رئيس البلدية الذي اتصل بي طالباً مني القيام بهذه المهمة"، قال الكسار، مضيفاً: "عندها توجهت مع وفد من المخاتير وأطلعنا الأهل انهم فقدوا الشاب الهادئ ذا الاخلاق الطيبة، الذي لم يعصَ يوماً والديه، عطف عليهما كما على اشقائه الاربعة، كيف لا وهو كبير أخوته، الذي كرّس نفسه لطاعة الله، عمل بجد واجتهاد في معمل اسفنج في بيروت من أجل أن يفرح بزفافه الذي كان مقرراً في الاشهر القليلة المقبلة، طموحه كان كبيراً إلا أن الحياة لم تمنحه فرصة لتحقيقه".

"فتح مخفر ببنين تحقيقاً بالقضية، لم يُسلَّم سائق السيارة حتى اللحظة، فتبذل الفاعليات مساعي لتسليمه كي يأخذ القانون مجراه". وعما إن كان أحمد يضع خوذة، أجاب: "نعم الا إن الضربة كانت قوية وكفيلة بأن تطير الخوذة ليصاب في رأسه وكلّ انحاء جسده"، وختم: "لا شيء سيعيد أحمد إلى حضن محبيه الذين شيّعوه في الامس عريساً، حملوه على الأكف، بعدما انتهت مسيرته على الأرض".