حارق أعصاب النساء: باسل خياط للكبار فقط

ربما هو مكروه من البعض لفرط الإقناع بدور الرجل الخائن. #باسل_خياط في "تانغو" ("أل بي سي آي")، نجم، إكسترا لمعان. يتّخذ تأثيره وضعية الانتشار، كما يفيض عطرٌ من زهرة فيدخل أعماق القلب. يُحرّك الشخصية بعينين من لغز وملامح هادئة مُستعدّة للعاصفة. ليس #رمضان 2018 الشاهد الوحيد على فرادة الأداء وتفوُّق الموهبة، لكنّه يكرّسه في المستويات العالية. في مكان هو للكبار فقط. 

يخلط أوراقه جيداً، ويختار "الجوكر" دائماً. رمضان محطّة لتسجيل هدف آخر، فيصفّق الجمهور من دون توقّف. لا يخاطر باسل خياط بسُمعة أو يقبل برهانات خاطئة. قوّته في التخطيط والتنفيذ، وقطف الثمار الناضجة. لا يهزمه كاراكتير صعب ولا يخشى الميادين المشتعلة. يطلّ بشخصية عامر مُشبَّعاً بالسحر، مغموراً بكاريزما الممثل القابض على الأعناق. يبتلع أدواره، ويجيد الاحتواء، كما حال السكّر في ذوبانه بشاي ساخن. عامر رجل يفتقد استقرار الحياة. الأمر الوحيد المؤكّد منه أنّه يكنّ لطفله مشاعر أبوّة صافية، لم تدنّسها نواقص المرء الداخلية وإخفاقات التصالح مع العالم الخارجي. الأبوّة هي المسألة الوحيدة المحسومة في شخصية غير قابلة للحسم. عدا ذلك، كلّ ما فيه مُهدّد: الحياة الزوجية، النزوة، الرغبة، السعادة والضجر. يقف المال أمام تناقضاته مقهقهاً شامتاً. لا يستطيع أن يفعل له شيئاً. نقاط قوّة الشخصية تنقلب إلى ضدّها، فلا يكفّ عن تعداد خسائره ظنّاً منه أنّها مسائل عابرة. عامر نتيجة مؤسفة لأخطاء ارتُكبت في الماضي، وآن أوان خروجها إلى العلن. أخطاء تُكلّف غالياً، من نوع الحصرم الحاد الذي يورثه الأهل لأبنائهم، فيضرسون إلى الأبد.

يمزج إتقان الدور بامتلاك سحر السيطرة التامة على المشهد. باسل خياط مجموعة عناصر: موهبة وكاريزما وتكامُل وامتداد أنيق على المساحات. كلما كشف سراً، ترك خلفه آباراً مغلقة، في دواخلها احتمالات الصدى والظلام والجفاف. نوعه الدرامي لا يكترث لأضواء الخارج، بقدر ما يحرص على إشباع الروح وبلوغ الاكتفاء. على وَقْع خطوات "التانغو" يرقص على أعصاب النساء، يحرقها، ويعزف جمالاً على أوتارهنّ. الأرنب من قبّعته يخرج دهشة.

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima