الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

خطأ في النتائج المخبرية غيّر حياتها... أنجبت 3 أطفال مصابين بالتلاسيميا

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
خطأ في النتائج المخبرية غيّر حياتها... أنجبت 3 أطفال مصابين بالتلاسيميا
خطأ في النتائج المخبرية غيّر حياتها... أنجبت 3 أطفال مصابين بالتلاسيميا
A+ A-

ماري كلير دياب التي تعمل كمسعفة في الصليب الأحمر كُتب لها أن تعيش الحب وتخطو الخطوة الكبرى في زواجها من زميلها في الصليب الأحمر. هما أكثر شخصين منخرطين في عالم الطب وحالاته الطارئة، يعرفان جيداً انه لا مجال لإهمال اي تفصيل مهما كان صغيراً. عندما قررا الزواج كانت خطوتهما الأولى إجراء الفحوص الطبية ما قبل الزواج، كانا يريدان ان يكون كل شيء وفق القواعد والأصول. استلما النتائج المخبرية واطمئنا ان ليس هناك شيء يدعو للريبة او القلق. دخلا القفص الذهبي وأنجبا طفلهما الاول، لكن الصدمة كانت بعد إنجاب طفلهما الثاني... تغيّر كل شيء بعد اكتشاف الحقيقة الطبية المرّة.  

ليس سهلاً ان تُشارك تجربتك مع الآخرين، حياتك الشخصية بكل تفاصيلها تصبح عبرة لكثيرين. تتحدث ماري كلير بقوة رهيبة، متطرفة بحبها لأولادها الى أقصى حدود، هي التي فعلت المستحيل لإصلاح ما سببته هذه النتائج الخاطئة. تروي قصتها لـ"النهار" بالعودة الى اليوم الذي أنجبت فيه طفلها الثاني كريس، "معه اكتشفنا حقيقة اصابتنا بمرض التلاسيميا الصغرى. لم نصدق ذلك، كيف يمكن ان يحصل ذلك ونحن اجرينا الفحوص الطبية وكانت جيدة. بعد مضاعفات في الحمل بكريس، علمنا ان زوجي وأنا مصابان بمرض التلاسيميا الصغرى وان طفلي الاول ايضاً مصاب بالتلاسيميا الصغرى وهي لا تُشكّل خطراً ولا تعتبر مرضاً وانما يكون حاملاً للمرض".

جميعهم مصابون بالتلاسيميا 

وقع الخبر كالصاعقة على ماري كلير، انقلبت حياتها رأساً على عقب بين ليلة وضحاها. مشوار جديد عليها ان تجتازه مع طفليها. بالنسبة اليها "كانت مستعدة لفعل اي شيء لإنقاذ طفلها، قبل ان تتلقى الصفعة الثانية بعدما علمت بإصابة طفلها الثاني وهي حامل بطفلها الثالث. لم تكن تريد ان يتحمل هذا الجنين ثمن خطأ لا ذنب لأحد به. لم تكن تدري انهما يحملان التلاسيميا إلا بعد ولادة طفلها كريس الذي يعاني من التلاسيميا الكبرى. هكذا اكتشفنا ان ابني البكر يحمل ايضا المرض مثلنا".

"كنتُ اتخذتُ قراري في الإجهاض، لا يمكن ان انجب طفلاً يعاني من التلاسيميا ايضاً" وفق ماري كلير التي تتابع "بعدما أخذتُ موعداً للإجهاض لم أقوَ على فعلها وعدتُ ادراجي وفي احشائي ابنتي ماريا التي تعاني التلاسيميا. وُلدت ماريا وتبين انها تعاني التلاسيميا الكبرى ايضاً. بعد دراسات وفحوص، قررنا ان نسافر الى ايطاليا لزراعة نخاع نقي العظام من أخيها البكر".

زراعة نقي العظام

تشرح قائلة "كانت ماريا تبلغ من العمر سنتين ونصف سنة عندما قررنا اجراء الجراحة. في البداية كنا متوجهين لإجراء الجراحة لإبني الثاني كريس لكن مضاعفات الجراحة كانت اخطر عليه من ابنتي الصغيرة. لذلك قررنا اجراء الجراحة لها خوفاً على حياة كريس. بعد مرور 6 أشهر من العلاج والمتابعة بعد الجراحة، عدنا الى لبنان لاستكمال مشوارنا مع كريس الذي يتعالج هنا. علاج كريس دائم ومزمن، يحتاج الى نقل دم مدى الحياة وتناول الأدوية".

لدى ماري كلير رسالة توّد ايصالها الى الدولة "لم أكن اعرف شيئاً عن هذا المرض، لم أسمع به من قبل بالرغم من انه موجود بكثرة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط. لذلك اتمنى على الدولة زيادة الوعي والتشديد على فحوص الزواج والتأكد من صحة المختبرات لكي لا يدفع شخص آخر الثمن كما حصل معنا".

تستكمل ماري كلير حياتها مع أطفالها، "متكلّة ع الله"، كما تقول، و"تطور الطب لإيجاد حل لهذا المرض. لن نستسلم وسنبقى اقوياء لتخطي مضاعفات وآثار هذا المرض على ابني، كلنا بجانبه ومعاً سينعم بحياة طبيعية كباقي الأطفال"

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم