الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"ليبراسيون" تكشف الأخبار الكاذبة: CheckNews، أسئلة وأجوبة، وتفاعل مباشر مع القرّاء

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
"ليبراسيون" تكشف الأخبار الكاذبة: CheckNews، أسئلة وأجوبة، وتفاعل مباشر مع القرّاء
"ليبراسيون" تكشف الأخبار الكاذبة: CheckNews، أسئلة وأجوبة، وتفاعل مباشر مع القرّاء
A+ A-

لدى الموقع رصيد، ومهمّة أيضاً. "ليبراسيون تطلق Check News، أول موقع للتحقق من الاخبار في خدمة مستخدمي الإنترنت. ويجيبكم مباشرة صحافيو خدمة Désintox، ويكشفون عما هو حقيقي وزائف. اسألوا على CheckNews.fr، ونتحقق من اجلكم!" منذ ان نشر موقع صحيفة "ليبراسيون" هذا الاعلان العام 2017، وعدد اسئلة القراء التي اجاب عنها فريق محققيه ودقّق فيها، الى ارتفاع: 1253خلال نحو 11 شهرا.


الموقع اصبح مقصد مئات. ضغط في العمل. وعدد الاجوبة التي قد يجيب عنها فريق الصحافيين قد يصل الى 13 يوميا. ايا يكن، انه مؤشر صحي الى "اهتمام لدى القراء بطرح الاسئلة، والعودة مجددا الى طرح المزيد منها"، على قول بولين مويو (Pauline Moullot)، احدى ابرز صحافيات فريق Désintox. في مجال مكافحة الاخبار الزائفة والكاذبة، تفتح "ليبراسيون" الباب كل يوم "أمام اجراء حوار مباشر بين صحافييها والقراء"، وايضا أمام "تعزيز الثقة بين الفريقين".  

 
"انتهت الروابط المثيرة" 

قبل ان تكون الضجة حول "Fake news"، خصوصا منذ الانتخابات الرئاسية الاميركية العام 2016، اطلقت "ليبراسيون" خدمتها Service Désintox العام 2008، "من اجل التدقيق في الخطاب السياسي. وقد اقتضت مهمتنا اساسا الاستماع الى المقابلات السياسية. وعندما كنا نجد اخطاء فيها، كنا نشرح سببها. لم يكن بعد هناك ما يُعرف اليوم بالاخبار الزائفة"، على ما تفيد مويو "النهار".

طوال اعوام، نمّت Désintox خبرتها، وثبّتت مكانتها في عالم الصحافة كخدمة ضرورية للتدقيق في الاخبار. فرنسا على موعد مع الانتخابات الرئاسية في ايار 2017، مناسبة أوجبت اعلانا من "ليبراسيون"، قبل ايام قليلة من اجرائها: اطلاق محرك بحث جديد تابع لخدمتها، Check news، وارادت ان يكون بشريا. وشجعت القراء الفرنسيين على تجربته. من ذلك اليوم، "يعمد رواد الانترنت الى توجيه اسئلة الى فريق العمل. والاخير يتولى التدقيق في المعلومات والاجابة عن الأسئلة. ويمكن الا تكون هناك اخبار زائفة كثيرة في اطار هذه الخدمة"، على قول مويو. 

خدمة الكترونية ناشطة، وقد "اثبتت فاعليتها" في العمل الصحافي. ما تلاحظه مويو هو ان "التدقيق في الاخبار والمعلومات اصبح اسلوبا صحافيا بذاته، الى جانب الاساليب الاخرى التقليدية المعروفة، كالروبورتاج والمقابلات...". Désintox Service خدمة ازدهرت مع "رواد مقتنعين اصلا"، على قولها. ومن خلال محرك بحثها البشري، "تمكّنا من بلوغ اشخاص كثيرين، من مختلف الفئات والانتماءات، وليس بالضرورة من قراء الصحيفة، او من ميل سياسي محدد". من النتائج الايجابية ايضا، فتح الباب "أمام اجراء حوار مباشر مع القراء"، وايضا "تعزيز الثقة بين الفريقين".  

اسئلة عن ملفات واهتمامات فرنسية، في السياسة والاقتصاد والحكومة والضرائب... وايضا عن قضايا عالمية. ما صحة هذه الصورة، بالابيض والاسود، والتي يظهر فيها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ولدًا، مع معلمته (زوجته حاليا) بريجيت، والى جانبها رجل، وهي مرفقة بعنوان: "الزوج والزوجة العشيق"، ويتم تناقلها على وسائل التواصل الاجتماعي؟ "الصورة مركبة..."، يحسم فريق Désintox TV، شارحا، مبينا الحقائق. وهناك ايضا "خطوط صغيرة واكاذيب كبيرة. وهل ستغلق الحكومة الفرنسية فعليًا 9 آلاف كيلومتر من خطوط السكك الحديدية الصغيرة، وهي أقل خطوط السكك الحديدية استخدامًا في فرنسا؟" الجواب في التقرير المرفق.


في Désintox، المواضيع المُدقَّق فيها تُنشَر كل يوم او يومين، وحتى على فترات متباعدة. المهمة دقيقة، واولى الصعوبات التي يتم مواجهتها في هذا المجال، "الوقت الذي يستوجبه التدقيق في معلومة ما، من اجل تأكيد صحتها، او تبيان خطئها او زيفها"، على ما توضح مويو. والوتيرة تتسارع مع محرك بحثها، Check News. هنا يتولى "فريق من الصحافيين التدقيق والاجابة عن الاسئلة، بدلا من الخوارزميات"، وفقا لـ"ليبراسيون". "انتهت الروابط المثيرة، انه مكان الحقائق".


اشارات 

منذ اطلاق محرك البحث البشري في 3 ايار 2017، اجاب صحافيو الـCheck news عن 1253 سؤالا حتى اليوم (خلال نحو 11 شهرا)، وفقا للموقع، وبوتيرة سريعة، لوجوب الرد على اسئلة عدة يوميا. هذا "العدد كبير"، وفقا لمويو. هناك اسئلة "يمكن الاجابة عنها بسهولة"، واخرى "تستوجب مزيدا من الوقت".


تفاعل مباشر مع القراء. ومن خلاله، تعكس "ليبراسيون" رغبتها في جعل صحافييها يلتزمون جديا مكافحة الاخبار الزائفة. باقرار مويو، "ليس من السهل دائما اكتشاف خبر زائف. غير ان هناك طرقا اساسية يمكن اعتمادها، منها التدقيق اولا في مصدر الخبر، هل هو معروف او جدي؟ وهل تم تناقل الخبر او التشارك فيه قبلا؟ كذلك، من الضروري التوقف عند الذين اجروا التحقيق، والتدقيق ايضا في الصور، بالاستعانة بقواعد الصور ومحركات البحث...".  

انه عمل صحافي بحت. والدعوة موجهة الى القراء. "عند قراءة اي خبر، من الضروري التوقف عند مصدره. كذلك من المهم التوقف عند هوية من تم مقابلتهم في الخبر. هل هم حقيقيون فعلا؟" وهناك ايضا الصور، ووجوب البحث عن مصدرها. الامر "بسيط"، بتعبيرها. "يكفي النقر على احداها لاجراء بحث عنها عبر محرك البحث، وايجاد ما اذا كانت نُشرت قبلا ومتى واين؟" 


غايات "متداخلة" 

اخبار زائفة، كاذبة تنتشر في مواقع اعلامية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. ووراءها، غايات عدة "متداخلة"، في رأيها. "ثمة اخبار تتم فبركتها لتضليل القراء عمدا واستخدامها لاهداف سياسية لمصلحة سياسيين. وهناك من يصنعون اخبارا زائفة لغايات مالية. كل نقرة عليه لقراءتها تعني مالا. قد يكون لها تأثير سياسي، لكن غايتها الاساسية تحقيق الربح المالي".


في ظل ازدهار ظاهرة الاخبار الزائفة، تجد مويو انه من "المهم اعادة تعزيز الثقة بين الصحافيين والقراء". وهذا الامر ممكن، في رأيها، خصوصا ان "عددا كبيرا من الصحافيين يقومون بعملهم جيدا. وبالتالي لا سبب لعدم اعادة تعزيز ثقة القراء". مسألة اخرى تستوجب التأكيد. "اهمية اقامة علاقة مباشرة بالقراء. للصحافيين دور الوسيط ايضا، لا سيما من خلال شرح عمل الصحف ووسائل الاعلام للقراء والاجابة عن اسئلتهم".  


نصيحة اخيرة الى الصحافيين، لحماية صدقيتهم. "عليهم التدقيق جيدا في المعلومة، قبل نشرها، منعا للوقوع في الخطأ. وعند ملاحظة ان معلومة ما يتم تناقلها كثيرا، يجب التأكد منها قبل اعتمادها". ولا تنسوا "مواصلة احترام الآداب والقيم التي تقوم عليها مهنة الصحافة".     

[email protected]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم