الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

العام الأوّل لترامب في البيت الأبيض: فضائح وجدل وتصريحات مدوّية

المصدر: أ ف ب
العام الأوّل لترامب في البيت الأبيض: فضائح وجدل وتصريحات مدوّية
العام الأوّل لترامب في البيت الأبيض: فضائح وجدل وتصريحات مدوّية
A+ A-

اتسم العام الاول للرئيس #دونالد_ترامب في السلطة بالفضائح والجدل والاستقطاب والتصريحات المدوية، مما غيّر في شكل واسع الأسلوب الذي يتفاعل من خلاله الأميركيون مع رئيسهم.
وقال ترامب لدى دعوته الصحافيين الى إحدى غرف البيت الأبيض لإيجازهم عن عامه الأول في السلطة: "مرحبا بكم في الاستوديو"، في تعليق طريف قد يوحي بالكثير. 

فلمدة عام الآن، تابع العالم وأميركا بذهول، وأحيانا بذعر، نهج ترامب.
وأسر أسلوبه العالم، في شكل لم تشهده سياسات أخرى لاسلافه، واثار الاستياء احيانا أخرى. ويرى الاستاذ المتابع لمسألة التواصل الرئاسي في جامعة تاوسن ريتشارد فاتز أن "خطاب ترامب لا يشبه خطاب أي رئيس في العهد الرئاسي الحديث". ورأى أنه "يتواصل باستمرار أكثر، ويبدو مهتما في شكل أقل بعواقب خطابه من أي رئيس في هذه الحقبة". 

فقد وصف ترامب نفسه بأنه "عبقري مستقر"، وتارة أخرى وصف بلدانا يأتي منها المهاجرون بانها "حثالة"، بينما لم يتردد في كيل الاتهامات وتهديد خصومه السياسيين.

وفي حين حاول العديد من الرؤساء الالتفاف على انتقادات وسائل الإعلام- انطلاقا من دردشات فرانكلين روزفلت قرب المدفئة، وصولا إلى لقاءات باراك أوباما مع مستخدمي "يوتيوب"- استخدم ترامب موقع "تويتر" في شكل نشط للغاية.
ونادرا ما غاب عن عناوين الصحف والبث التلفزيوني، متغلغلا في جميع نواحي الحياة العامة. 

وبينما يؤيد أنصاره أسلوبه الرافض لكل ما يعتبره كلاما فارغا، يثير ترامب غضب معارضيه مع كل تصريح صادر عنه، ويرون فيه انتهاكا أخلاقيا.

وأضفى الرئيس الذي يميل الى الاستعراض، على قراراته ذات الوزن الجيوسياسي الكبير، إثارة تستحق تصنيفها بأنها مشهد ختام الموسم، على غرار قراره بشأن الاتفاق النووي الايراني، أو وضع القدس.
ويتطرق عادة إلى "التقييمات" المرتبطة بفترته الرئاسية والتغطية الإعلامية أكثر من أي مسألة أخرى. 

ولم تعد تصريحاته تؤخذ بحرفيتها، اكان ارتبط ذلك بحجم الحشد الذي حضر مراسم تنصيبه، أم بشأن نيته الفعلية المضي قدما بتعهده سحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ.

وفي هذا السياق، يشير المفاوض السابق في قضايا الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر إلى أن الفجوة بين تصريحات الرئيس الأميركي والحقيقة تعد مشكلة بالنسبة الى باقي العالم.
وقال: "يتساءل حلفاؤنا وخصومنا: إلى اي درجة يمكن الوثوق بالرئيس؟ وما مدى صدقيته؟ هل يعني ما يقول؟ وهل يقول ما يعني؟" 

وكتب ترامب كرئيس أكثر من 180 تغريدة عن "الأخبار الكاذبة"، ونحو 170 عن شبكة "فوكس نيوز" وحدها التي تشيد به، وفقا لمعاونيه، مما يشكل دعما نفسيا له.

ورغم التباهي المبالغ فيه، لطالما بدا قطب العقارات البالغ 71 عاما أكثر اهتماما بلعب دور الرئيس من اهتمامه بأداء مهماته.
وبينما يتوجه معظم مرشحي الرئاسة إلى القاعدة الشعبية، ومن ثم يوسعون دائرة اهتمامهم اثناء فترة وجودهم في السلطة، تمسك ترامب باستراتيجية القاعدة أولا، متجاهلا في شكل واسع اصداء تصريحاته في العالم. 

ويدوّن الديبلوماسيون في واشنطن ملاحظاتهم خلال الاجتماعات بالصحافيين، وليس العكس.

من جهتهم، أدرك زعماء، على غرار الرئيس الصيني شي جينبينغ، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الإطراء أفضل استراتيجية في التعاطي مع ترامب.
وتبع آخرون هذه السياسة، بحيث جاء قادة من بريطانيا، وصولا إلى النروج، الى البيت الأبيض، حاملين معهم المديح للرئيس الأميركي، رغم عدم الارتياح الذي بدا عليهم. 

ويشير البيت الأبيض إلى الانجازات التشريعية، والتحسن الذي شهده سوق الأسهم العام الماضي، بحيث سجلت بورصة وول ستريت ارتفاعات قياسية، بفضل إصلاحات ترامب الضريبية المفيدة بالنسبة الى الأعمال التجارية.

لكن العام الاول لترامب شكل معضلة لمفاهيم استمرت عقدين، وساهمت في صعوده إلى السلطة، ومفادها أن رجال الأعمال أكثر كفاءة من البيروقراطيين والسياسيين التقلديين.
وعلى امتداد معظم العام، شهد البيت الابيض تسريبات من أنصار "العولمة" ضد "الشعبويين" والعكس، بينما صدرت تسريبات من الطرفين ضد الرئيس. 

وتراجعت حدة النميمة في أروقة البيت الأبيض مع تسلم جون كيلي منصب كبير موظفيه، وطرد المخطط الاستراتيجي المثير للجدل ستيف بانون.
لكن الفوضى لم تنته، بحيث يعود موظفون إلى العمل بعد أشهر من طردهم. ويشهد كل أسبوع مغادرة أشخاص جدد مناصبهم. 

وفي هذه الأثناء، ازدادت الشكوك بشأن تصرفات ترامب. فقد أظهر استفتاء أجرته جامعة كوينيباك أن 69 بالمئة من المشاركين يعتقدون أنه غير متزن، بينما يرى 57 بالمئة أنه غير مؤهل للرئاسة.
إلا أن الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون عمل جاهدا على الحد من العواقب السياسية. وقال فاتز أن الرئيس الأميركي "يرفض الاعتذار، ويستخدم أسلوبه الفظ من دون أي اعتذار". 

لكن ذلك قد يتغير في حال عثر المحقق روبرت مولر على دليل بأن ترامب عرقل القضاء، أو اجرى تعاملات مالية سرية، أو أن فريق حملته تعاون مع روسيا. وبإمكان فوز الديموقراطيين بأغلبية في الكونغرس في انتخابات تشرين الثاني المقبل تغيير المعادلة.

وربما ما يقلق الرئيس أكثر هو وجود مؤشرات الى أن الاميركيين ملّوا من الدراما المحيطة به. ووفقا لمؤشر "غوغل تريندز" الذي يحفظ المعلومات المتعلقة بالبحث، تراجع الاهتمام بترامب منذ تنصيبه في كانون الثاني 2017، حيث انخفض بنسبة 75 بالمئة عن تلك الفترة.  ولا ضمانات بأن ترامب سيحظى بتصنيفات مرتفعة خلال سنته الثانية في السلطة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم