الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

وداعاً للأميرة "النعنوعة" والأمير الشَهم ويا أهلاً بالفتاة الثائرة أكانت"قرصانة بحر" أم رئيسة بلدها!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
وداعاً للأميرة "النعنوعة" والأمير الشَهم ويا أهلاً بالفتاة الثائرة أكانت"قرصانة بحر" أم رئيسة بلدها!
وداعاً للأميرة "النعنوعة" والأمير الشَهم ويا أهلاً بالفتاة الثائرة أكانت"قرصانة بحر" أم رئيسة بلدها!
A+ A-

اعتباراً من اليوم، أصبح بإمكاننا أن نودّع الصورة النمطيّة التي تُلازم بعض الحكايات الخُرافيّة في كُتُب الأطفال الكلاسيكيّة، وتُظهر البطلة الخلابة و"النَعنوعة" على أنها أميرة (أو مشروع أميرة) تائهة و"معتّرة" ومظلومة ومُضطهدة وضحيّة، تنتظر الأمير "الدون جوان" (أو الجَغل) والشَهم والنبيل ليُقبّلها ويُنقذها من متاهات الحياة وظروفها القاهرة التي قد تتجسّد بزوجة الأب الخطيرة أو الشقيقتين المسكونتين بالغيرة القاتلة.

وبفضل هذه القُبلة الساحقة بتأثيرها، سينقلها الأمير المُتعدّد المهارات (يمتطي الحصان ببراعة، يُقاتل بالسيف، ويُقبّل بنعومة في آن) تالياً إلى قصره المديد حيث ستمضي أيامها المُتبقيّة على هذا الكوكب بهناء ورضا.

 والأهم أن تُحافظ على "تدبيلة عينيها" وأن ترتدي الفساتين الرقيقة والمُطرّزة والمصنوعة من عشرات الطبقات بحيث تتداخل الأقمشة وتتشابك... و"هالعينين المدبلين" يغويان الأمير المُنقِذ "يومك يومك"!

هذا الأمير بملامِح وجهه الكاملة، اختارها من بين كل النساء اللواتي "دلقن حالهن" عليه، "فشو بعد بدّها من هالحياة"؟!


لحظة من فضلكم، لنُعد صوغ هذه الحكاية الكلاسيكيّة "يالّلي مطرحها على المرّيخ"، والتي يُمكن أن تسجن فتياتنا داخل قمقم مصنوع من أقاويل "زهريّة اللون" لا علاقة لها بالواقع "لا من بعيد ولا من قريب".

هيا بنا نروي لبناتنا قصصاً جديدة مختارة من كل حقبات التاريخ وتُسلّط الضوء على مئة إمرأة من حول العالم أعدن صوغ ما ترمز إليه الأنوثة، وحقّقن أنفسهن وصنعن مستقبلهن بشجاعة وعزم، من دون أن ينتظرن قبلة الأمير أو نظرته الثاقبة والمُفعمة بالرجولة التي لا تنحني لأحد.

ولكن هذا لا يعني أنهن لا يعشقن الرجل بل العكس هو الصحيح! ولكنهن لم ينتظرن منه أن ينقذهن من الأعداء غير المنظورين والظروف المُعاكسة!



إنه كتاب Good Night Stories for Rebel Girls الذي بيع منه منذ نشره قبل عام مليون نسخة، وسيُترجم إلى عشرات اللغات في الأشهر المُقبلة.




 وفيه صفحة واحدة لكل إمرأة مأخوذة من التاريخ القديم أو الحالي مُرفقة برسمة تصوّر هذه المرأة بأسلوب زاهٍ يليق بالإنجازات وبالأحلام التي تحقّقت بفعل التصميم على النجاح. وقد أنجزت الرسوم 60 فنانة من حول العالم وضعن مهاراتهن في الرسم في تصرّف هذا الكتاب الذي سيدخل حتماً التاريخ.



وفي الصحفة المُخصّصة لكل شخصيّة بارزة، دوّنت الصحافيّة الشهيرة إيلينا فافيللي والكاتبة والمخرجة المسرحيّة الذائعة الصيت فرانشيسكا كافاللو، قصّة حياتها غير التقليديّة، بأسلوب مُقتطب يغمز إلى الحكايات الخياليّة، ولكن المُفارقة أن هذه القصص في الواقع حقيقيّة!



والجدير في الذكر أن هذا الكتاب – الحدث خضع لتمويل جماعيّ، بحيث موّله القرّاء الذين آمنوا برسالته الرائعة والثائرة، وهم من مختلف أنحاء العالم، ويُعتبر أول كتاب في تاريخ التمويل الجماعيّ وصلت التبرّعات لنشره إلى مليون دولار أميركي!

وفيه سنتعرّف إلى العالمات، الراقصات، عارضات الأزياء، الصحافيات، العالمات، الإمبراطورات، الفراعنة، متسلقات الجبال، الملكات، العازفات على آلات النقر، القراصنة، عالمات الفضاء، سائقات السيارات في "الفورمولا وان"..."نقّوا واختاروا"!



السيّدات الرائدات اللواتي سنقرأ قصصهن الزاهية والمُلهمة في هذا الكتاب لم يسمحن للظروف بأن تتحكّم بهن. بل "طحشن" على المستقبل لصنعه بأياديهن.



وأين المُشكلة إذا أراد "شي أمير" أن يُترجم هيامه لهن بقُبلة تُعيد صوغ الحب الساحر والماكر الذي يحلو بوجوده كل الصعاب؟

"بس يسمحلنا"، هو لم ينقذهن، بل قامت كل سيّدة ثائرة ورائعة بإنقاذ نفسها، فهل أجمل منها رسالة ننقلها إلى فتياتنا؟


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم