الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

قاوم الفيروس العدواني عشرة أيام فقط... H1N1 قضى على جوزف

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
قاوم الفيروس العدواني عشرة أيام فقط... H1N1 قضى على جوزف
قاوم الفيروس العدواني عشرة أيام فقط... H1N1 قضى على جوزف
A+ A-

من رشح بسيط الى اكتشاف إصابته بـ #انفلونزا_الخنازير، عشرة ايام في المستشفى قاوم خلالها الموت قبل ان يسلم الروح صباح عيد #الميلاد المجيد، هو جوزف عبد النور صخرة عائلته وسندها كما وصفته شقيقته كلير.

48 عاماً مرّ جوزف فيها على الارض، قبل ان يختاره الله عند الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الاثنين الماضي، رحل ابن الزاهرية - طرابلس تاركاً أجمل اثر في قلوب كل من عرفه، فهو الرجل الكريم، المعطاء، الذي شعر فجأة برشح وضيق تنفس، ثلاثة ايام احتمل المرض قبل ان يزور الطبيب ويطلب منه الاخير الدخول الى المستشفى دون تأخير" قالت كلير، مضيفاً: "رفضت مستشفيات عدة في بيروت والشمال استقباله بحجة عدم وجود اسرّة في العناية الفائقة، الى ان استقبلته مستشفى المنلا في #طرابلس".

حلم لم يتحقق

بعد خضوعه لتحليلات وزرع، تبين ان جوزف "مصاب بفيروس H1N1، تعبت عضلة قلبه ورئتيه، وضع له الاطباء آلة تدعى ecmo على امل ان يستعيد عافيته، لكن للاسف لم يصمد سوى ايام، قبل ان يطبق عينيه ويفارقنا للابد" وفق قول كلير والغصة لا تفارقها. واشارت "لا كلمات تصف هول خسارتنا، فجوزف وحيد عائلتنا، كان بالنسبة لي ولشقيقتي محور حياتنا. لم يكتب لشقيقي أن يحقق حلمه وأن يتزوج ويؤسس عائلة، شاء القدر ان يُخطف من بيننا في عجل".

هوى جوزف الصيد البري والبحري، وقد التقط الفيروس في لبنان بحسب ما قاله المدير الطبي لمستشفى المنلا عمر مولوي مؤكداً في اتصال مع "النهار" ان " H1N1 هو نوع من الرشح، لا يؤثر على جميع المرضى بنفس الدرجة، وفي ما يتعلق بحالة جوزف قام الاطباء بكل ما في وسعهم لانقاذه، لكن للاسف لم نستطع السيطرة على الوضع فقد كانت حالته متقدمة، اصيب بالتهاب في قلبه ورئتيه، وضعنا له آلة الـ ecmo التي تعمل بدلاً من القلب والرئة ومع هذا فارق الحياة". كذلك اكد مصدر في وزارة الصحة لـ "النهار" أن "الوزارة تبلغت بحالة جوزف، وهي حالة معزولة، ولا شيء يدعو للهلع".

عائلة واحدة

شرح البروفسور جودي باحوس الاختصاصي في الامراض الصدرية في مستشفى القديس جاورجيوس، في اتصال مع "النهار" أن "عائلة واحدة تجمع الانفلونزا العادية H3N2 والخنازير H1N1، وعوارضها واحدة، منها: حرارة، رشح قوي، سعال، ووجع في الجسم، لكن H1N1 أكثر عدوانية، اذ لا يتوقف به الأمر على ذلك بل يضرب الرئة ويؤدي الى التهابات قوية. أي فيروس يمكنه ان يؤدي الى العوارض عينها، لكن كون H1N1 جديداً والمناعة حياله متدنية يكون اكثر عدوانية من الفيروس العادي".

لذلك تجب الوقاية منه كما ورد في بيان وزارة الصحة سابقاً، والذي جاء فيه ان "الإنفلونزا تنتقل من الشخص المصاب عبر السعال والعطس وبواسطة الأيدي. لذلك ينصح بتغطية الأنف والفم بمناديل ورقية اثناء السعال والعطس والمداومة على غسل الأيدي. كما ينصح بالتلقيح ضد إنفلونزا الأطفال (فوق الستة أشهر) والنساء الحوامل وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والعاملين الصحيين".

لا أدوية جذرية

المرض الذي يبدأ بنفس عوارض الانفلونزا العادية لا توجد ادوية لعلاجه بحسب باحوس "نستعمل دواءً مساعدًا لمحاربته لا نعلم مدى فعاليته، الفيروس لا يتفاعل مع مضادات الالتهابات، وهناك اسباب موجبة لاعطائها للمريض. ولكي لا تنتقل العدوى الى افراد عائلة المريض، نعطيهم لقاح الانفلونزا العادي، لكن لا يوجد اثباتات علمية عن ان النتائج التي سنصل اليها جذرية". ولفت الى انه "من الممكن أن يؤدي فيروس H1N1 الى الموت، اذا أصاب الرئة وتفاعلت معه بقوة، وتوقفت عن عملها بشكل طبيعي"، وهذا ما أكده بيان وزارة الصحة سابقاً والذي جاء فيه "بالنسبة الى العلاج، إن معظم حالات الإنفلونزا تتماثل للشفاء ولا تحتاج إلا إلى مخفّضات الحرارة والإكثار من تناول السوائل، والراحة. ولكن بعضها قد يتسبب بمضاعفات خطيرة، خصوصاً لدى الأطفال دون الخمس سنوات وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل، الأمر الذي يستوجب مراجعة الطبيب فور ظهور صعوبة في التنفس أو أي مضاعفات أخرى أو في حال استمرار الحرارة مرتفعة لأكثر من خمسة أيام. كما يتوجب على المصاب التغيب عن الدراسة أو عن العمل وملازمة المنزل الى حين الشفاء".

على الرغم من ان شمعة عبد النور انطفأت باكراً الا أن شعاعها سيبقى في قلوب كل من عرفه وسيبقى يضيء درب محبيه وان من بعيد!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم